السبت، 11 مايو 2013

لا تلوموا البسطاء من "مستوردي" الأفكار و لكن لوموا نوعي "الصناع": صانع الأفكار "الفاسدة" لقذارته ، و صانع "الجيدة" لتخاذله في نشرها






* من الأوليات الإنسانية و التي يفترض أن يكون الجميع قد أدركها بعد فترات التخبط منذ الثورة أنه:

(ليس كل مناصر لفكرة هو بالضرورة مؤمن بتمام صحتها) ،،

* هناك نوع من الناس لا يمكنه "صناعة" فكرة ،،

- لكن مع ذلك لديه شعور بمسؤولية أنه يجب أن "يتبنى" فكرة بسبب ما قد يكون إيمانه بوجوب أداء دور في الإصلاح أو حتى لغرور بشخصه يستدعي وجوب صنع هالة ما حوله منها تبني أفكار معقدة التكوين.

- هذا النوع - و هذا موضوعي الذي أطرحه الآن - بما أنه لن يتمكن من "صنع" فكرة ،
و مع ذلك يجب عليه "تبني" فكرة ،
فهو يلجأ إلى "إستيراد" فكرة !!

"المستورد" لا يملك حق "التصميم" المسبق ،،
لكنه يملك حق "الإختيار" من بين الموجود ،،

* و المستورد طبيعةً هو "عميل" و "تاجر" في نفس الوقت ،،

فكونه "عميل" يجعله أقرب إلى التأثر بأساليب "الدعاية" التي يمارسها عليه "صانعو الأفكار" ،
و كونه "تاجر" يجعله مجبراً على تبني نفس أساليب الدعاية تقريباً التي مورست عليه لإقناع الآخرين بشراء نفس البضاعة التي إنجذب لها هو بتلك الدعاية ،،

* لذا لا أرى أنه من حقنا أن نلوم كثيراً "مستوردي الأفكار" في مجتمعاتنا ،،
لا تلوموا "المستورد" الذي إجتهد و إشترى أجود ما عرض عليه حتى لو كان هذا الأجود رديئاً !
هو لن يستطيع الصناعة فلم ملامته على أنه بذل أقصى جهده ؟!

* الملامة الحقيقية هي على "صانعي الأفكار" و الذين معظمهم هم في واقعنا الحالي أكثر شراً من الشياطين ،

- و الملامة الجزئية على البقية "الصالحة" من صناع الأفكار ، و كيف أنهم لم يسوقوا بشكل علمي أفكارهم تلك لأولئك "المستوردين" خاصة ، و للمجتمع عامة !

* و في النهاية لا يسعني إلا أن أذكر مقولتين لا أؤمن بإطلاق تطبيقهما لكن رغم ذلك يحملان قدراً كبيراً من الوجاهة المنطقية و التاريخية :

- الناس على دين ملوكهم ،،
- كيفما تكونوا يول عليكم ،





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق