السبت، 11 مايو 2013

التغيير الأيديولوجي و نوبة إرتفاع ضغط الدم من منظور ثوابت فلسفة البيولوجيا و إلزاميات علم الإجتماع




كتبت في 26 أبريل 2013 


لي نظرية - لا أعلم هل سبقني إليها زميل أم لا :) -  ؟! ،
و النظرية هي أن :

(ما تقره فلسفة البيولوجيا ينطبق قطعاً على علم الإجتماع)

و سأستخدم هذه النظرية في توجيه نصيحة لراغبي (تغيير المجتمعات) مستمدة من فلسفات بيولوجية ثابتة تقول :

- بوجوب "التدرج في التغيير" ،
- و وجوب التعامل مع الجسد "كوحدة واحدة و ليس قطع غيار مترابطة"  ،
- و وجوب "الإبدال بالإحلال و ليس بالنزع" ،
- و وجوب مراعاة "الفروق الفردية" بين المرضى من ناحية الإستجابة للتغيرات المرضية و كذلك لآثار الأساليب العلاجية .

* فمثلاً عند علاج نوبات إرتفاع ضغط الدم الشديدة :

-  يجب التدرج البطىء في خفض الضغط دوائياً على مدار ساعات رغم إمكانية خفضه إلى المستوى الطبيعي خلال دقائق ،

- و ذلك لأن المخ قد "تأقلم" مع إرتفاع الضغط الشديد بتطوير وسائل دفاعية ضد ذلك ،
و لو غيرت الحالة فجائياً فسيتعامل المخ مع الضغط الطبيعي على أنه "ضغط منخفض جداً" و سيعاني دماغ المريض من قصور في الدورة الدموية رغم أن ضغط الدم سيكون بالفعل في حالة طبيعية لن تعاني منها باقي أعضاء الجسد !

- و يجب - لو قرر الطبيب خفض ضغط الدم بمدرات البول - فلا يجب أن "ينزع" كمية سوائل من الجسم دون "إحلال" ،
بل يجب أن "يستبدل" السوائل و الأملاح التي ستفقد في البول بمقدار ما "تدريجياً" من خلال محلول وريدي ، رغم أن ذلك نظرياً يفترض به أن يؤدي إلى مزيد من إرتفاع ضغط الدم لأنه يعتبر إضافة لمحتويات الدورة الدموية المحتقنة أصلاً !

- و في كل الأحوال يجب أن تضع في الحسبان إستجابة الأوعية الدموية و قدرة الجسم على التكيف و التي تختلف بالسن و الجنس ،

- و يجب أن تضع في الحسبان أن أي وسيلة علاجية بالضرورة لن تسبب في جسم المريض أي نوع من الحساسية .


* و هنا يأتي دور المعنى المستفاد :

إلى كل الشرفاء الذين يرون تغيير المجتمع ليصبح "إشتراكياً" أو "سلفياً" أو "ليبرالياً" أو "أناركياً" :

- لا حرج عليك أن تحلم ما دام حلمك مشروعاً ،،
و لا مانع لك أن تخطط لتغيير مجتمعك طالما إستخدمت الطرق المشروعة ،،

- لكن رجاءاً إجتهد في أن توجد منظومة متكاملة "تحلها" محل المنظومة الحالية قبل أن تطالب الناس بتركها ،،

- و أبدع بعد ذلك "منظومة إنتقالية تدرجية" بين واقع المجتمع و بين حلمك ،

- و حاول أن تعرف أن المجتمع يحيا بمحاور متعددة و متشابكة ،
فقد تفسد منظومته السياسية لو وضعت كل همك في تغيير إقتصاده فقط حسب أيديولوجيتك ،
و قد تفسد منظومته الأمنية لو إجتهدت فقط في تغيير منظومته العقائدية ،
و قد تفسد منظومته الأخلاقية لو صببت كل إهتمامك على مجرد تغيير منظومة الحريات فيه .

- و لا تهمل و أنت تفعل كل ما سبق - مهما كانت روعة ما تطرح - أن تنظر في عرف و هوية المجتمع لتعرف هل "سيتعايش" المجتمع بشكل جيد من طرحك أم "سيلفظه" لإشكاليات ثقافية أو تاريخية أو إجتماعية قائمة .

* لو كان الطبيب لم يراع كل تلك العوامل فربما حصل على "ضغط دم طبيعي" لكن في جسد به عطب في المخ !
و لو لم تراع أنت نفس العوامل فربما تحصل على وطن يتحقق فيه شكل حلمك لكنه سيكون وطناً يسكنه شعب مفتت !

______________________________





سلسلة مقالات حول خيارات التجديد ما بعد الثورة و مرحلة ما بعد الإخوان :البديل:طريقة تشكيله،شكله المقترح و تحدياته








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق