الاثنين، 8 أبريل 2013

أسطورة "أهمية القراءة" !! قراءة ما أدى لخراب عقول أمة لا يمكن أن يؤدي سوى لمزيد من الجهل !!





{ قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير}

- تدبر كتاب الله ،،
- السعي في الأرض و مراقبة و تحليل : البيئة و البشر ،
- البحث عن أصول الأمور ، و إختبار النتائج على النفس و الغير ،
- بناء واقع إفتراضي ثم نقده بعنف و حكمة للوصول لصيغ قابلة للتطبيق ،
- فيض العلم الإلهي الذي يهبه من يشاء ،

كل هذه مصادر للمعرفة ،، من يدركها يكتب منها كتباً هي "أمهات الكتب" ،،

المثقف يقرأ أمهات الكتب ، فيشوه في بعض أفكارها الصافية ، ثم يكتب كتباً جديدة مشوهة لكنها لا تزال جيدة !

كل مستطيع للقراءة مفترض في نفسه بعض قدرات تافهة من الجمع و التبويب و التنقيح اللغوي و الحذف أو الترجمة "يؤلف" من قصاصات الكتب الجيدة "رزمة أوراق" يسميها كتاباً قراءته عادة تضر العاقل بأكثر مما تنفعه !


* رغم كل ما سبق تجد أن معظم الناس تقدس القراءة الكتب لسببين أولهما :

- أن عقولهم لا تستوعب مصادر المعرفة الأخرى ،
فتبدوا لهم الكتب هي المصدر الوحيد لها ،

- أو لأن القراءة قد تجعل "الأحمق" يمتلك بعض كلمات مختارات تجعله يبدو أنه "عاقل" هو الآخر فيعتقدون أن في ذلك رفع لوعيه ،
بينما هم لا يدركون أن الخطر الأكبر على المعرفة ذاتها ليس "أمي جاهل" و لكن "أحمق مفوه" !!!




للتو (و داخل أتوبيس النقل العام) كانت أولى محاولاتي لإستكشاف عالم القراءة الذي تنسج حوله الأساطير ،
و بعد إنتهاء التجربة أشعر أنني أود أن أسجد لله شكراً أنه ألهمني منذ الطفولة قرار عدم قراءة ما سوى القرآن و السنة و العلوم الطبيعية !!
المحاولة كانت مع كتيب من تقديم د.محمد عمارة بعنوان :
(الإعلان الإسلامي لحقوق الإنسان) ،

حتى لا أغبنه حقه فكل ما إستفده بعد آلام تحملي للمنطق المعوج في الكتاب هو معرفة أربعة أحاديث لم أسمع بها من قبل - فائدة عظيمة بلا شك - لكن كان يمكنني تحصيلها بربع الجهد و الوقت إن قرأت بعضاً من مسند البخاري !

فرغم جودة معظم المحتوى إلا أن كل الجيد كان فيما إتفق عليه الناس من آراء حول حقوق الإنسان ،
و كل ما سوى ذلك من أمور خلافية فلا يرقى تناولها في الكتيب إلى مستوى فكري كافي بإقناع طفل محايد !

وجدت عنصرية شديدة و سوء إستدلال جعلاني أفكر لو لم أكن مسلما أفهم ديني لإعتقدت أن الإسلام مجرد (وجهة نظر) لمجموعة (نرجسية) من البشر !

لقد تلمست في أسلوب الإستدلال و الإستنتاج في الكتيب نفس الأسلوب الذي كنت أعاني و أنا أتجرعه في المناهج الإلزامية لوزارة (التعمية و التجهيل) طوال سنوات الدراسة !
المناهج و الأسلوب التي أنتجت المواطن الذي عندما تلومه على إنفاق عشرات الآلاف على حفل زفاف فإنه يجيبك بنظرة ثقة و فهم عميقين - رغم الحمق و الجهل - قائلاً :

"ده ربنا قالنا و أما بنعمة ربك فحدث" !!

****************

اليوم - بعد تجربتي السخيفة السابقة - أعرف أن الإشكالية الثقافية و العقائدية أعمق مما كنت أتصورها ، و بالتالي فالحل يستدعي لذلك السبب جهدا أكبر و أطول ،
اليوم أؤمن أن مخاطبة العامة في المحافل يجب أن ينظمها الحاكم برخصة ، و أن هذا الجيل الذي أفسد عقول ثلاثة أجيال يجب أن يحرم من هذه الرخصة نهائياً !

و اليوم أكرر حمدي لربي الذي ما فرط في الكتاب من شيئ فوقانا شر (الإضطرار) لإنتظار منتج عقول البشر !

****************
ثم ماذا أقرأ ؟ قرأت كتاب الله المنزل و قرأت "العلوم الطبيعية" الراسخة المثبتة ، فما حاجتي "للتاريخ" أو "العلوم الإنسانية" أو "الآداب" ؟!

* لم أحب يوماً أن أقرأ "التاريخ" ،،
ففي الصغر رأيت فيه كماً من الكذب الواضح و التناقض الفاضح دلني على أن ذلك يستحيل أن يكون علماً بالمعنى الذي رأيته في الرياضيات مثلاً !
و كبيراً فهمت أن التاريخ هو وجهة نظر المنتصر ،، و هو سلسلة متوالية من أنماط مكررة مساوىء الإستسلام لإحباطاتها أكبر بكثير من مزايا الإستفادة من تحليلها !!
و على كل حال لا أومن بتكرار أنماط تاريخية حدثت قبل عصر النهضة في عصرنا الحالي ،، و ذلك لإختلاف المدخلات (البيئة و الإنسان) بشدة بين كل عصر و آخر !!
صحيح أن التاريخ يكرر نفسه لكنك تعلم ذلك "تالياً" و لا يمكنك توقع ذلك "مسبقاً" ،،
يمكن أن يتوقع عشرات المنظرين لسنة كاملة أننا ذاهبون إلى سيناريو "رومانيا" بعد الثورة ،
و بناءاً على ذلك يوعزوا إلى الناس أن ينتخبوا "مرسي" ،
ثم يثبت الواقع بعد ذلك التنظير الفارغ و المقلب المتين المترتب عليه أننا متجهون إلى سيناريو السودان !!

أخبرني بالله عليك ما فائدة قراءة التاريخ التي أفنى فيها هؤلاء المنظرون شهوراً أو حتى سنيناً طويلة ؟
أين أفضليتهم على ذلك "الأمي" الذي تعامل مع الواقع بمفردات الواقع ، فعامل القاتل على أنه قاتل و الخائن على أنه خائن ، و إختار من رأى فيه الكفائة في الإنتخابات ، أو حتى قاطعها لإحساسه بعبثيتها لأن الداعون لها و المشاركون فيها لم يقنعوه ؟!

* و "العلوم الإنسانية" أفكار أستطيع صنع مثلها بنفسي من المعارف الموحاة و العلمية الثابتة مع خبرات حياتي مستخدماً في ذلك إمكانيات عقلي !!

* و "الشعر و النثر" هما لعنة اللغة العربية التي لفتت العرب عن أهمية المعنى إلى جمال اللفظ ،
فما سمعت يوماً عن مجدد فلسفي نابغ كان شاعراً أو مسترشداً بالشعر !!
و أعتقد أنه لنفس السبب إختار الله إنزال رسالته للعرب على رجل لم يقرض شعراً و لم ينظم نثراً !!

****************

* تخيل مرة أنك دافنشي ،، ثم تخيل مرة أخرى أنك صاحب مصنع بوينج ،،
لو قيل لكليهما : إصنع طائرة ،،
فماذا تعتقد سيحدث ؟

- دافنشي كان (سيبدع من العدم) فكرة قد تحول مسار البشرية ، و قد تكون بلا قيمة ، و قد يكون قام بها شخص آخر في الصين و هو لم يعرف به ،،
لكن لو صادف "إبداعه" الإحتمال الأول فستكون إضافة "فرد" قد نقلت "الحضارة البشرية" كاملة خطوة للأمام !

- صاحب مصنع بوينج سوف يشكل لجنة هندسية من المصممين و المنفذين ،،
يدرسون كل القديم أولاً ،
ثم يدرسون الإحتياجات في الإختراع الجديد ،
ثم يوجدون طرق تنفيذها ، ثم ينفذوها ، ثم يختبروها ،
ثم ينتجوا الطائرة الأحدث .

- لكنك عندما تتأمل كم الإبداع بين المنتجين تعرف أن (مروحية دافنشي) التي هي نقلة نوعية في التفكير البشري و خلق طريق جديد،
بينما (الطائرة المطورة في بوينج) التي يستحيل أن يفكر المصممون مثلاً أن تكون كروية الشكل أو أن تسير بالطاقة المغناطيسية هي خطوة على طريق مطروق قد لا تضيف شيئاً لعالم يطير الناس فيه بالفعل حول الأرض بطائرات تكفي إحتياجاته بشكل مقبول جداً !!


* هذه رؤيتي (للمجددين) ،،

المجدد المستطيع (إبداع الجديد) يجب أن يعزل عقله عن تأثير القديم الذي قد يحصره في إطار معين للإبداع ، أو قد يخلق لديه مشاعر تحيزية مسبقة عن الأفكار فيتحول من "مجدد" إلى "مستنسخ" للواقع !!!

- في الحياة إما أن تبدع وإما أن تقلد،
فإن أبدعت و أنت لا تمتلك مقومات ذلك فأنت مفسد مخادع،
وإن قلدت و أنت على الإبداع قادر فأنت جبان للأمانة خائن!

****************

* هذه ليست دعوة (لعدم) القراءة ،،
فلو رجعت إلى (الألفاظ) و ليس (ما بين السطور) ستجد أن ذلك الإقتصار على كتاب الله و سنة رسوله و العلوم الطبيعية هو أمر ألزمت به نفسي و لم أدع إليه الآخرين ،
و إن كنت حقيقة أدرس أن أدع الآخرين إلى ذلك اليوم بعدما رأيت من الخرائب العقلية التي تحولت إلى قوة سياسية مؤذية للدين و الدنيا جراء قراءة خزعبلات القرضاوي و أشباهه !

* نحن بحاجة إلى ثورة إجتماعية عقائدية فقهية منطقية أخلاقية !



للمعرفة روافد أخرى غير الكتب،
لولم تعرفها فلتكتف أنت بالكتب،
لكن لاتتطاول على من عرفها،
فهؤلاء هم صانعو أمهات الكتب اللاتي تقدس أنت حفيداتها !




___________________
مقالات أخرى للكاتب حول القراءة و التنوير و الثورة الفكرية :

- التعليم و التنوير بالمناظرة،في مقابل خراب العقول و الأحوال العربية المعاصرة صنيعة مونولوجات:السياسة و الإعلام و التعليم و المنابر و القراءة !



- سلسلة مقالات الثورة الفكرية
مقال جامع لكل المنتج الفكري يتم تجديده دورياً فتفضلوا بمراجعته أسبوعياً لو أحببتم  :



- أسطورة "أهمية القراءة" !! قراءة ما أدى لخراب عقول أمة لا يمكن أن يؤدي سوى لمزيد من الجهل !!





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق