الاثنين، 11 مارس 2013

أسطورة الطب في بلاد الجهل و مسرحية الطبيب الفذ في بلاد الموت الرخيص !!






* الفرق بين دراسة الطب و ممارسته هي كالفرق بين تفسير الشعراوي و تلاوة النقشبندي !

تستغرب لأنه ليس هناك مقارنة أصلاً بين التفسير و التلاوة و أنه لا يوجد بيبهما علاقة أساساً سوى أن كلاهما مرتبط بالقرآن ؟

أوافقك التحليل لكن ألومك الإستغراب ،
فعلاقة دراسة الطب بممارسته لا تزيد عن أن كلتاهما متعلقة بالأمراض ، دون أن يكون هدف الدراسة هو الممارسة أو أن تكون الممارسة متوقفة على الدراسة !

* ففي الممارسة :
الأمراض 90% منها يمكن أن يعالجه - بكفاءة - ممرض أو وصفات عمتي !
و 5% لا يستطيع أحد علاجها !
و 5% يبدع الأطباء - على إختلاف قدراتهم - في علاجها فينجحون و يفشلون بنسب متساوية تقريبا !

أي أن "مسرحية الطبيب الفذ" هذه كلها في مجتمعنا اليوم يدفع الطبيب و المريض و المجتمع تذاكرها من أجل علاج ناجح لمجرد 2.5% من أمراضنا !

و بالمناسبة فحتى في أكثر الدول تقدما لا تزيد النسبة التي يفيدها الطب العلاجي عن هذه النسبة كثيراً !

* أما دراسة الطب :
فهي تصل بك إلى طبيعة المرض بعد أن تمر بك على وصف الحالات "الغير مريضة" للإنسان ،
ثم تأخذك إلى مسببات المرض ،
ثم إلى طبيعته و وصفه و طرق إكتشافه ،
ثم أخيرا طرق علاجه ،،

لذلك فدراسة الطب تعنى بالعلوم و كذلك فلسفاتها ،
كل العلوم ، الطبيب يدرس بإستفاضة كل العلوم الطبيعية ، و أقسام كبيرة من كل العلوم الإنسانية ، حتى علوم الفضاء و الموسيقى يتعرض لها الطبيب !
و السبب أن الطبيب يدرس الإنسان و كل ما يحيط به ، لذلك فهو يدرس تقريباً كل شيئ !

- أما "فلسفات" العلوم الطبيعية - التي هي أصدق الفلسفات لأنها فلسفة الخالق في كونه و ليست أفكار بشر يمرض و يجوع و ينفعل - فهي لا تدرس في كليات الطب ، إنما "يستنبطها النابهون" من دارسي الطب ،،

* و دارسو الطب بشر ،،

و ككل البشر منهم أغلبية "مجتهدة" ، و "أقلية" بلهاء ، و "ندرة" من "الحكماء" ،،

- "فالأغلبية المجتهدة" تفني أعمارها و أبصارها و حياتها الإجتماعية في التفاني في علاج ال 90% من الأمراض التي لا تحتاج إلى طبيب أصلاً ،
إضافة إلى مساعدة مرضى ال 2.5% من الأمراض التي تحتاج إلى مهارة طبية !

- و "الأقلية البلهاء" يقتلون ال 2.5% الباقية من ال 5% المحتاجين لطبيب جيد ،
إضافة إلى تحويل جزء كبير من ال 90% من الأمراض البسيطة إلى كوارث صحية و مالية و إجتماعية !

- بينما تقرر "الندرة الحكماء" سريعا ترك "أوحال الممارسة" و الإكتفاء "بحكمة الدراسة" ،
ثم التوجه بهذه الحكمة إلى مجال أكثر إفادة للمجتمع في الفلسفة أو الأدبيات أو السياسة !!


* قديما كانوا يسمون الطبيب "حكيم" ، و نقابة الأطباء "دار الحكمة" و لم يكن ذلك مزايدة ،

فدراسة الطب علم و حكمة و أسلوب تفكير ،

- تعلم دارسها إحترام العلم ، و الإيمان برب العلم ،

- تعلمه قدر ضعف "أجساد" البشر ، و "حيوانية" نفسياتهم ، و بالتالي "لا منطقية" كبريائهم ، و "طفولية" كذباتهم عن و على أنفسهم !!

- تعلمه التفكير المحيطي الموسوعي الذي يمكنك أن "تفهم" "كل" جوانب المسألة "في نفس الوقت" ،،

"فتفكر" بشكل علمي و موضوعي في "طبيعة" المشكلة
و "درجة خطورتها"
و "طريقة بحثها" ،
ثم "كيفية علاجها" ،
ثم "طريقة الوقاية" منها في المستقبل ،،
كل ذلك في نطاق "الإمكانيات المتاحة" ،
آخذا في الحسبان كل من "طبائع و قدرات" البشر ،
و "البيئة" المحيطة ،
و "المشاكل المتزامنة" مع المشكلة الأصلية !!

* أحمد الله أني "درست" الطب ،،
و أحمد الله أنني قررت التوقف عن "ممارسته" !!




_____________________

مقالات أخرى حول الطب المصري الأسطوري و الطبيب المصري الخرافي :

أسطورة الطب في بلاد الجهل و مسرحية الطبيب الفذ في بلاد الموت الرخيص !!


تكليف الأطباء حديثي التخرج بالمنطق النائية


دحض حجج رافضي الإضراب الكلي للأطباء كلمة السر إعرف حجمك








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق