الخميس، 13 ديسمبر 2012

الأساس في المذهب السلفي هو أن تسير "بقفاك"!!





* الأساس في المذهب السلفي هو أن تسير "بقفاك" ،،
- مهلاً هذه ليست سبة و لا على سبيل التندر ، إنها تحليل لديناميكية تحرك التفكير لدى معتنقي المذهب السلفي ،،

- فمصادر التشريع في الإسلام تتضمن بالترتيب : القرآن و السنة و الإسترشاد بعمل الصحابة و قياس و إجتهاد علماء الأمة ،،
إذا لو سرت بوجهك سوف تبحث في القرآن ثم في السنة ثم في ما وصل إلينا من عمل و قول الصحابة ثم بعد ذلك تذهب إلى قياس و إجتهاد علماء الأمة ،،
لكن إذا سرت بقفاك فستسمي نفسك سلفياً رغم أن السلف هم جزء من المصدر الرابع !!
و إذا سرت بقفاك ستستشهد بأقوال السلف أكثر مما تستشهد بفعل و أقوال الصحابة !!
- و إذا سرت بقفاك ستهتم بالسنة أكثر مما تهتم بالقرآن و هذا لا يحتاج لمواربة في مذهب السلفيين :

فالمنهج كله أصلاً مبني على "فهم خاطىء"  لحديث "واحد"  "متعدد الروايات" (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) !!  
قارن في دروسهم بين كم توظيف الآيات إلى كم توظيف الأحاديث ، الأصل في طريقة تفكيرهم - و إن كانوا يفعلون ذلك إعتياداً و ليس إعتقاداً - أنهم يبحثون في السنة حتى إذا لم يجدوا ضالتهم ذهبوا إلى القرآن !! ،،
قارن بين حجم دراسة الحديث و علومه و حاملي الإجازات فيه و بين حجم دارسي علوم القرآن و التفسير ، النسبة كبيرة جداً !!
إنهم يهملون بضعاً و خمسون آية فيها أمر مباشر بالتعلم و التدبر في القرآن ، و في علوم خلق الله للكون ، و في تاريخ الأمم السابقة ، فقط ليتمسكوا بحديث هنا أو هناك ،، أو بأثر يقول " إن استطعت ألا تحك رأسك إلا بأثر؛ فافعل" !!


* هذه بعض أمثلة "السير بالقفا" في الدين ، و صاحب هذه العادة لا يعدمها في حياته أيضاً ،،

- فهم دوماً متأخرون بخطوات عن الآخرين و مغيبون عن الواقع ، يقعون في كل جحر مرات و مرات ، فيعتذرون ثم يقعون من جديد ،،
البعض قد يعتقد هذا ضعف عقل و آخرون يعتقدونه إدماناً لجلد الذات ،، الحقيقة أنا أراه نتيجة طبيعية "للسير بالقفا" ،،
هم لا ينظرون أمامهم بل ينظرون خلفهم لذا فهم لا يستوعبون من الواقع أمامهم شيئاً ،،
كلهم يبحث عن تطبيق لصلح الحديبية أو غزوة حنين على موقف "يخبرهم أحدهم" أنهم سيقابلونه أثناء سيرهم بقفاهم ، متجاهلين أنه لا إلزام في إتباع مواقف حياتية متراكبة للرسول عليه الصلاة و السلام ، و متناسين أن القرآن و صحيح "الأحاديث التشريعية" فيها من القواعد الإنسانية ما يغني عن تلمس حلول حياتية من أفعال كانت في بيئة مختلفة و زمن مختلف !! يتناسون حديثاً صحيحاً يقول : (أنتم أعلم بأمور دنياكم) !!
- و السائر بقفاه في الغالب "سـيُـركب" !!
فهو في سيره بقفاه سيتعثر كثيراً فيجد ممن حوله الحكيم الذي سيقيمه مرةً و ينصحه أن يسير بوجهه لا بقفاه ، ثم سيعرض عنه ذلك الحكيم مرة بعد أخرى لإنقطاع جدوى توجيهه ،،
ثم سيأتي ضعفاء من حوله منهم من سيسخر منه و منهم من سيقرعه واصفاً إياه بالحمق ،،
ثم في النهاية سيأتي خسيس ضبع مجتمعات فينصح السائر بقفاه أن يحمله فوق عنقه ليرى له الخسيس الطريق بينما يحافظ هو على هوايته المفضلة من السير بقفاه !!
- لذلك فهم "مطية" من يخدعهم ،، هم سذج هذه الأمة و جارِّي عربات الظلام و الظلم و الظَلمة !!


* قد يصدمك في تصديق هذه النظرية معرفتك بشاب سلفي شديد الوعي و التعليم ، تراه اليوم محايداً واقفاً على الحق و لو كان ضد مشايخه ،،

هذا الشاب هو شذوذ هذه القاعدة ،، هذا ليس هو "السلفي الأصلي" ،، إنما يقيم كل فكر بمنهج و عقول واضعيه و حراسه و ليس متبعيه ،
هو شخص يحمل الحق أو يستطيع تمييزه لكنه ضل بداية الطريق فبدأ بصحبة هذا الفكر الطيب الأحمق ،
و طيبة هذا المذهب و قربه من الحقيقة دفعا الشاب للإستمرار ، هو اليوم مصنف كسلفي لكنه يخالف "كل" أفعال و أفهام حراس المنهج من "العلماء" ،
و هو لو أمعن التفكير لخالف المنهج الساذج نفسه ،
إشكالية التصنيف المسبق الملتصق به و إتخاذه لهيئة السلفي و الدفاع عنها لسنوات تمنعه إحياناً أن يفهم ، و أحياناً أن يقر بأن المشكلة في المنهج و ليس في ضيق عقول "المشايخ" !!
- إنه مذهب طيب طفولي ،، المحرك فيه هو الرغبة المراهقة للإلمام بالحق و إحتكاره ،،
و حدسي يقول أن صانع المذهب وضعه للتحكم في رقاب الناس ،، و أن متبعيه الذين إعتنقوه إختياراً لم يفعلوا ذلك عن  سوء نية ، أو ضعف همة ، لكن عن سطحية ، و سذاجة ، و خوف من المسؤولية !!

لكن لذلك كله مقام آخر سأفرد له بإذن الله مقال مطول كامل ،،
و أرجو أن أكون أوضحت نقطتي بشأن تحليل ديناميكية "السير بالقفا" الأصيل في المذهب السلفي !!




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق