الخميس، 8 نوفمبر 2012

الحلف الإخواني الأمريكي هل بدأ بعد الثورة أم منذ إنتخابات مصر 2005 ثم غزة 2007 ؟!







* من فضلك حاول التجرد من : مشاعرك ، تحيزاتك لقناعاتك المسبقة ، طموحاتك ثم فكر معي فيما يلي :

لو كان الإخوان فعلاً كارهون لأمريكا و أعداء لإسرائيل  و مخططون لخلافة تتمكن من تحرير القدس فلماذا :

1- توقف حماس الجهاد ضد إسرائيل - الواجب بلا أي خلاف فقهي أو إنساني - بعد تفاهمات شبه معلنة بين مكتب الإرشاد و أمريكا و حماس أدت إلى نجاح الإخوان بـ88 مقعد في برلمان مصر في 2005 ثم نجاح حماس بالإنتخابات بأغلبية ساحقة في غزة ؟!

2- تتحول حماس إلى شرطي لإسرائيل في غزة لدرجة أنها تحاصر و تداهم بقواتها الخاصة "الصاعقة" منزل أحد كبار قادة السلفيين الجهاديين و تقتله على الطريقة الأمريكية في الإقتحامات ؟! 

3- يصل حزب النهضة للحكم في تونس ثم الإخوان لبرلمان مصر ثم مرسي للرئاسة رغم أن العاقل يعرف أنه لا يتم أمر في المنطقة و خصوصاً في مصر - أكبر دولة جوار لإسرائيل و أهم ممر ملاحي في العالم - سوى بموافقة إن لم يكن بتخطيط أمريكي ؟!
" من يريد الجدال في هذه النقطة أرجو منه قراءة المقال التالي" : (قرارات الرئيس هل هي بداية مواجهة ثورية أم أنها توافق في مصلحة الأطراف الثلاثة التي ليس إحداها الثورة ؟!)


4- يخرج مرسي على الرأي العام بإفراج - عجيب التوقيت و الطبيعة - عن أربعين من قادة و أفراد الجماعات ذات الفكر الجهادي ضد الدول الحاضنة ، حتى ممن ثبتت عليهم جرائم بالإعتراف ، مع أنهم على خلاف عقائدي و سياسي مع الإخوان ،،
فيحصل مرسي على ميزتين هما أنه أصبح  "محرر المعتقلين" و أصبح "أيقونة" للجماعة الإسلامية التي تسير ورائه اليوم كالنعاج (راجعوا مواقف النائب العام و الدعوة لمليونية 2 نوفمبر) ،،
و تربح أمريكا ميزتين هما أن حربها على الإرهاب مازالت مبررة ، و أن الجيش المصري قد إشترك في هذه الحرب بمباركة شعبية لم تحدث حتى أيام العميل مبارك الذي كانت الدنيا تقوم عليه لمجرد فكرة بناء سياج أمني بين سيناء و غزة ، و ذبح البرادعي و صلب عندما تمنى أن يقوم الجيش بذلك الدور ، بينما اليوم تقصف الأنفاق بل و حتى قرى مصرية كاملة بالطيران مع تصفيق شعبي حاد و غبي و غوغائي بحجة أن بها إرهابيين هاربين !!

5- يبقى مبارك حافظ أسرار الشرق الأوسط ذو التصنيع الأمريكي - الذي إدعى مرسي أنه سيعيد محاكمته - آمناً مكرماً  ،،
يُعلن بشكل مريب عن وفاة عمر سليمان الصندوق الأسود لأمريكا و إسرائيل ،،
تبقى الداخلية المصرية في يد أحد سدنة نظام العادلي العارفين بأشكال التعاون الأمني مع الوكالات الأمريكية رغم أن نفس الرجل أهان جسدياً أحد نسيبات المرشد أثناء الثورة ،،
يتولى وزارة الدفاع من كان مديراً لإدارة الأمن الحربي قبل و أثناء الثورة و الذي بحكم وظيفته هو أحد أهم اللاعبين في التنسيق العسكري بين مصر و أمريكا و أيضاً الموكل إليه كيل أبشع صنوف التعذيب و الكفر لمن يحاول تبني أي فكر إسلامي في الجيش قبل الثورة ، و المسؤول الأقرب لمعظم أعمال الخطف و التعذيب لنشطاء الثورة من عسكريين و مدنيين بعد ذلك !!

6-   يخدع مرسي الشعب المصري و العربي بأنه سيساند سوريا ،
جولة كاموفلاجية طفولية للتشاور مع الصين و إيران ،
ثم مرسي لا يدعم الثورة السورية لا عسكرياً و لا سياسياً و لا حتى إغاثياً في سابقة عجيبة على السياسة الخارجية المصرية لم يفعلها حتى مبارك مع غزة ! ،،
مرسي يسمح للسفن الإيرانية بالمرور ،
الإخوان يعلنون أنهم لا يدعمون أي جهد مسلح في سوريا لا بالمال و لا بالأفراد و كل جهدهم إغاثي ، الإخوان فعلاً غير مشتركين في القتال لكنهم دعموا كتائب قوية (كتائب الفاروق) مادياً بوفرة لتصبح ذراعهم العسكري في وضع ما بعد بشار ، و يقومون بدورات "توعية سياسية و إعلامية" في القاهرة لنشطاء الثورة السورية ليكونوا هم ذراعهم السياسي في تلك المرحلة - لاحظ أن الإخوان في سوريا كأفراد يعدون على أصابع اليد الواحدة لذلك تُدفع الأموال من الجماعة في مصر و يتم التدريب السياسي و الإعلامي في حزب الحرية و العدالة- !!

كل ذلك لا يمكن ان يكون مر من تحت أنوف ساسة و لا إستخبارات أمريكا الذين يتدخلون في نوعية و توقيت عبور السلاح و الذخيرة من تركيا للثوار السوريين ،، فلماذا يسمحون بكل تلك الأريحية بصناعة هذا الوحش الإخواني هناك  رغم أن سوريا أرض مفتوحة لمن يريد التدخل و كان أولى بأمريكا دعم و تمويل الساسة و الكتائب الليبراليين و منع تلك الكتائب القوية (الفاروق) من النمو لدرجة أنها تمثل الآن حرس الحدود البديل في المناطق المحررة و تتحكم في أكبر المعابر الحدودية بين سوريا و تركيا التي هي الطريق الأساسي لمرور الدعم التسليحي و البشري و الإغاثي ؟!


* بالعقل : أمور الحياة - بإستثناء المعجزات و الصدف الرهيبة - تسير بأحد هذه الثلاث : الشرعية و القانون ، موازين القوى ، التوافق و الصفقات ،،

إمتلاك مرسي لسلطة التشريع بعد إقالته لقائد الجيش و رئيس أركانه المجرمين لا تسانده شرعية دستورية ، و بالتأكيد لا تسمح به موازين القوى ، فلم يبق سوى التنسيق و الصفقات ،،
و من جديد يخطىء من يعتقد  أن أطراف اللعبة السياسية المصرية كلهم مصريون ،، أمريكا هي الراعي الرسمي و المسيطر على كل أمر سياسي جلل في المنطقة ،، و من ينكر ذلك فليقل لي أحد ما سبب أن أكبر بعثة ديبلوماسية في العالم هي البعثة الأمريكية في القاهرة و ما سبب الوجود "المعلن" لـ250 عنصر لإف بي آي تابعين لهذه البعثة ،، و السؤال الأهم : لماذا لم تتغير أعداد و لا أنشطة و لا نفوذ هذه البعثة و هذه العناصر في أي وقت منذ مبارك - العسكري - مرسي ؟؟!!

______________________________________

مقالات للكاتب حول نفس الموضوع :

هل نعى الدرس المستفاد من اداء حماس لتوقع شكل حكم الاخوان فى مصر لمن يريد ذلك؟؟

باكستان – غزة – طهران ،، إلى أي السيناريوهات تتجه مصر ؟

مقارنة إستدلالية بين نمط السياسة الصهيوأمريكية في مصر و فلسطين منذ عرفات و السادات ، و حتى مرسي و هنية ،، هل نتفكر في التاريخ ؟!

(قرارات الرئيس هل هي بداية مواجهة ثورية أم أنها توافق في مصلحة الأطراف الثلاثة التي ليس إحداها الثورة ؟!)





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق