الأحد، 2 سبتمبر 2012

كيف يمكن لمناصر لتطبيق الشريعة أن ينتمي لحزب لم يعلن تلك الشريعة منهاجاً له ؟ عن يسري سلامة أتحدث







* هل يمكن لطالب الشريعة الإنضواء تحت راية تطالب بغير ذلك من حريات أو من توجهات هي وليدة رحم فكر المجتمع و ليست بالضرورة مستمدة من الشريعة ؟
 سؤال يؤرق كثيراً من الشباب المعتزين بدينهم المدافعون عنه حتى من غير المنتمين إلى تنظيمات أو جماعات إسلامية .

- أومن إعتقاداً و مسلكاً بأن الخير كله في تطبيق شرع الله ، و أنه لا عذر لمسلمين عن نية أو دوام تعطيلها ،،
أؤمن كذلك أن العقيدة هي ما لا يقبل فيها نقص ،، أما التطبيق فيكون حسب العقل الذي يفهم حكم الشرع و حسب القدرة و الإستطاعة جلداً و إمتلاكاً للأدوات ،،
العقيدة لا يقبل فيها التجزئة ،، لكن التطبيق تدخله المواءمات بين المقصد الأصلي و إمكانيات الواقع ،،

و عليه فإن المنتمي لمجموعة أو حزب أو حتى تيار فكري لا يستمد كل تصرفاته من الشريعة لكنه في نفس الوقت لا يعلن عداءاً لها ليس عليه حرج فيما أقدم عليه طالما إرتأى بإستدلال منطقي أن في ذلك الخير الأوفر لتحقيق مقاصد الشريعة مقارنة بإنتمائه لمجموعة أخرى تحمل "البادج" الإسلامي لكنها تهدر أصولاً منها مثل "الصدق" و "نصرة المظلوم" و "الثبات على الحق" و "الفطنة" و "التسامح" !!

- الأمر لا يتعلق بالمسمى يا سادة ،، عندما يسألنا الله يوم القيامة سيسألنا فرادى و ليس مجموعات ،، و سيسألنا عما فعلنا في دنيانا و ليس عمن فعلنا ذلك معه !!

- ماذا لو رأيت مجموعة من الأشخاص الجيدين عقلاً و نفساً تحدوهم منظومة مختلفة عن الشريعة لكنها لا تخالفها في الأصول و معظم الفروع ،، و رأيت هذه المجموعة قد أعدت مشروع منهج حياة يتفق في أكثر من 90 % منه مع الشريعة و مقاصدها ،، و مخالفة النسبة الباقية هي مخالفة جهل شرعي أو ضعف إيمان و ليست مخالفة عداوة و حرب على دين الله ،، أيكون من التقرب إلى الله ترك هذه المجموعة لمجموعة أخرى كل ما يميزها هو "الشكل" و "التسمية" الإسلامية مع أطنان من الجهل الدنيوي ،، و تلال من غباء فهم الشريعة ،، و إرث من  سفه التطبيق يكاد يطغى على أي بقعة بيضاء في ثوب تاريخ هذه المجموعة ؟؟!!


- أليس في مثل وضعنا الإبتلائي الحالي من إنفصال بين العقول و الدين يكون التمترس خلف مجموعة من النوع الأول يعد قفزة مرحلية مقبولة في الطريق للتطبيق الكامل للشريعة الذي هو الهدف الأسمى ،
أو ليس التهافت مع مجموعة من النوع الثاني هو تخريب لصورة الدين ذاته أمام العوام و غير المسلمين قبل أن يكون مضيعة للشريعة ؟! من لم يلاحظ كثافة المفتونين جزئياً أو كلياً عن الإسلام بعد سفاهات "الإسلاميين" السياسية بعد الثورة لن يفهم ماذا أقصد . 

- هل نموت و نحيا و نناضل و نحب و نعادي من أجل "البادج" أم من أجل "الحق و العدل" الذان هما إسم منزل الشريعة عز و جل ، و من أجل "الأخلاق" التي حصر رسوله عليه الصلاة و السلام سبب بعثته في شأن إتمام مكارمها ؟؟!!

- هذا الجدل في الحقيقة ليس موضوعياً ،، و لا يكون كذلك إلا في حال كانت البلاد فعلاً مقسمة بناءاً على منهج واضح إلى مناصرين للشريعة مطبقين لها ، و فريق آخر مصمم على تركها كاره لها ،،

أما ان نعيش في وطن يسافر "ليبراليوه" إلى ليبيا ثم إلى سوريا بنية الجهاد في سبيل الله ، بينما يتقاعس عن إعلان الدعوة لذلك فطاحل "العـــلـماء" ،،

و طن يقيم "علمانيوه" الدنيا و لا يقعدوها لنصرة عرض إمرأة إنتهك ،،

وطن يعيش في ظل أغلبية برلمانية ثم رئيس من أصحاب "البادج" الإسلامي و لا نرى حتى لمحة لتطبيق الشريعة ،، لكننا نرى إحلالاً لحرام بين و هو الربا في أمر قد أنكروه هم أنفسهم منذ سنوات !!

عندها يصبح مثل هذا الجدل في شرعية الإنضمام لمجموعة لا ترفع راية الشريعة هو قمة الملهاة ،، و ننال به إستحقاق سخرية الأمم اليوم و إحتقار أبناءنا في الغد !!

- فليعلم "ليبراليو" مصر أنهم ليسوا ليبراليين ،،
و ليعلم "علمانيو" مصر أنهم ليسوا علمانيين ،،
و ليعلم كذلك "إسلاميو" مصر أنهم ليس لهم من الإسلام أكثر من غيرهم سوى "البادج" ،،

و ليخشعوا جميعاً و يخلصوا العمل لوجه الله و ليس لوجه إنتماء أو تحيز ،، فتعلمنا أن (المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضاً) و لم نتعلم أن (الإسلامي للإسلامي كالمبرراتي ينافق بعضهم بعضاً) !!

و ليعلموا فوق ذلك أنهم أبناء وطن بلا ثقافة و شعب بلا تحضر ،، شعب 45% منه تحت خط الجهل ، و 75% منه تحت خط الفقر ، و 95% منه تحت خط الغباء !!

و أن كل ما هم فيه - إلا فيما ندر-  هو منتج بيئي تعرضوا له و ليس إبداعاً بعد رحلة شك و يقين و فكر و تمحيص ،، فلا داعي لكل تلك المباهاة بالمسميات و التحزبات ،، فالكل معجون بوافر ظلمات و شحيح مزايا هذا المجتمع الذي نخر فيه كل سوس ،،

فقط ما يختلف بينهم هو نوع "الدهان" الذي أُجبر أو إختار أن يصبغ نفسه به ،، و العاقل يعلم أن الخامة الرديئة لا يغير خواصها كثيراًنوع "الدهان" !!




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق