الثلاثاء، 28 أغسطس 2012

التقوى هل محركها "الحب" أم "الخوف" أم "الرجاء" ؟ و هل هناك وجوب أصلاً لتبني دافع بعينه للوصول لها ؟






* يثير حفيظة العاقل خلافات فكرية حادة في أمور بديهية أو أمور ثانوية بين تيارات فقهية ،،

فالصوفية يرون عبادة الله لا تكون إلا حباً لجلال وجهه ،،
بينما جمهور السلفية "يوجبون" أن يعبد المؤمن ربه من أبواب الرغبة في النعيم و الخوف من العقوبة !

* لا ادري كيف يتحجر كلاهما على رأيه و الله خلق الناس على طبائع و أفهام و احوال مختلفة ،،
و وضع لكل طبع و فهم و حال من تلك وسيلة لتلمس الحق و إتباع الفضيلة ،،

- فصاحب العقل يفهم بعقله عظمة الله و ملكوته فيخشع و يعبد ،،

- و هو و السفيه المقلد يريان نعم الله فيحبانه فيعبدانه ،،

- و هما و الخسيس المقلد يعرفون بطش الله و عقابه فيخافونه و يعبدونه ،،

- و الجميع مصدق وعده عز و جل بالجنة للتقاة يرغبون بها فيعبدونه .


*و الطباع أيضاً تتدخل في الأمر :

- فالنبيل يستحي أن يعصي الله فوق أرضه مستخدماً في معصيته مال الله او نعمه عليه من صحة أو قدرة بطش ،،

- و من يحرق من أجل أن يترك (لا إله إلا الله محمد رسول الله) لا أعتقد أنه يفعل ذلك (خوفاً) من عذاب النار على قدر ما هو (رجاء) في الجنة

- و العنين و فاقد الحس لا اعتقدهما يعبدان الله (رجاءاً) في الحور العين أو في حلاوة ثمر فاكهة الجنة ، إنما (حباً) لله المنعم بباقي النعم ، أو (خوفاً) من ناره .


*و الشخص نفسه يتنقل بين كل الحالات ،،

- فقد يحركك (حبك) للوهاب لتكرم عبيده بصدقة ترد بها شيئاً من فضائله عليك،،

- و نفس الشخص انت يحركك (الرجاء) فتقوم الليل طمعاً في مزيد من الأجر ،،

- و يحركك (الخوف) من عذاب الله فتقوم لأداء صلاة مفروضة في ظروف عصيبة من مرض او برد مع أنك تعلم أن الله لا يصيبه من عملك شيء !!


* كل ميسر له إيمانه بالطريقة التي تناسب عقله و ظروفه ،
و لا وزر في إنعدام عامل او إثنين منهما طالما كانت النتيجة واحدة (التقوى) ،،
لأنه لا حساب في ديننا على الفكرة تدور في دماغك أو المشاعر تحسها في قلبك ،،
إنما الحساب على النية و العمل من قول و فعل .

* من وجة نظري أنها تماماً كخلطة الألوان ،،
أنت محتاج أن تصل إلى لون بعينه (التقوى) ،،
و مباح و متاح لك إستخدام كل او بعض الألوان الأساسية مع عشرات الإحتمالات التراكبية  ،،
و اختيارك (حب ، خوف ، رجاء) مرتبط باللون الأصلي اللي انت عليه (قوة ، نبل ، ضعف ، جبن ، عقل ، بساطة)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق