السبت، 11 أغسطس 2012

مقارنة إستدلالية بين نمط السياسة الصهيوأمريكية في مصر و فلسطين منذ عرفات و السادات ، و حتى مرسي و هنية ،، هل نتفكر في التاريخ ؟!





لمحات مجتزأة من التفكير المتصور للسياسي الأمريكي أثناء محاولاته الدائبة للسيطرة الكاملة على الشرق الأوسط :
{لو كنت ممن لا يحبون القراءة المطولة يمكنك الذهاب مباشرة إلى النقطة رقم (6) }

1- السبعينات : آخر أيام الممانعة العربية ضد الصهيوأمريكية :
* مصر :
الوطن شعبياً وسياسياً ( يمين يسار قوات مسلحة شعب) متحد خلف السادات إنتظاراً لحرب تحرير سيناء  
* فلسطين :
مجموعات مسلحة مختلفة الأيديولوجيات متحدة حول مقاومة إسرائيل

2- ما بعد أكتوبر :
* مصر :
السادات يبدأ بدعة السلام ،، يظن أنه يدير عزبة لا وطن فيقرر (برجماتياً) أن المصلحة مع أمريكا ،،
كامب ديفيد الأولى تنتج معادلة سياسية جديدة تماماً :
مصر تحت الحماية الأمريكية بمعونة عسكرية و إقتصادية ،
إسرائيل ستتفرغ لباقي الجبهات بعد تحييد الجبهة المصرية ،
أمريكا تحقق نصراً سياسياً إستيراتيجياً فهي للمرة الأولى تمتلك القدرة على أن تأمر مصر ، ثم من بعدها العالم العربي كاملاً مباشرة بما تريد و ليس كما تعودت بمفاوضات مضنية مع ناصر .

- السادات كان الخازوق الذي فلقت به الصهيونية العالمية التكتل العربي الهش أساساً ، كان العرب قبله يمتلكون جيوشاً جيدة نسبياً لباقي العالم (مصر سوريا العراق) ،
- كانت بينهم وحدة جغرافية و عقائدية غير مستغلة بالمرة لأسباب كثيرة لكن كانت هناك فكرة التوحد حول العروبة ، كان البعث السوري و العراقي يدعمانها ، و كان الملك فيصل - على غير المتوقع - هو رأس الحربة بقراره وقف تصدير النفط ، فكرة إتحاد رغم أنها أقل جودة من التوحد حول عقيدة أو مصلحة إلا أنها كانت موجودة وفاعلة إلى حد ما ،،
- السادات فتت هذه الوحدة يوم خان سوريا في أكتوبر و تركها مكشوفة لإسرائيل ، و يوم خان القدس في كامب ديفيد ، خان كل الشهداء يوم إحتضانه بيجن !
- لقد خلق الرجل فكرة جديدة ، فكرة تقديس حدود سايكس بيكو و جغرافيا المحتل الأوروبي ، لم يعد هناك (الوطن العربي) ، أصبحت هناك (دول) و يجب على كل منها ان يسعى لمصلحته منذ اللحظة ، فقد العرب آخر ورقة ضغط يملكونها أمام سطوة صهاينة السياسة الأمريكية ،

- يفهم الجميع الفكرة الجديدة لحظياً ،، يتقوقع الجيشان الآخران و يلتفتان لمصالح (دولهم) الجديدة ،
العراق يذهب يبحث عن نصر يجعله سيد المنطقة مع إيران فيعود بلا قيمة تقريباً ،
و سوريا تكتفي بدور (الأسد) العجوز الذي يزأر و لا أنياب له ، دولة تقمع شعباً ، و حاكم يتحالف مع أقطاب العالم الأخرى (روسيا ثم الصين ثم إيران) ليمكنه الحياة في أمان من مكر أمريكا ،
الخليج يعرف بعد الثروة الجديدة أنه يحتاج لجيوش تحمي كنوزه ، و الجيوش العربية الثلاث ذهبت إلى غير رجعة ، ليس فقط لأنها حيدت ، لكن أيضاً لأن الزمن دار و أصبحت جيوشاً متحفية مقارنة بكل جيوش العالم ، أضف إلى ذلك أن أحد الجيوش الثلاثة حاول هو نفسه سرقتها (العراق) ، فلماذا لا نطلب حماية عسكرية من المارد الأمريكي الجديد كما فعلت مصر سياسياً و إقتصادياً ؟!

* فلسطين :
يستوعب عرفات هو الآخر الدرس فتكون (أسلو) ثم بعدها بسنوات تكون (كامب ديفيد الثانية) و يبدأ أبو عمار سنة سيئة جديدة و هي قبلات المهزوم على وجه العدو !

- يزرع مفهوم سياسي جديد : الإستقرار يستدعي الركوع !

3- الإفساد السياسي بالرأسمالية
* مصر :
الإنفتاح يستوجب انماطاً إستهلاكية جديدة ، طبقية شديدة تجتاح المجتمع ، المال هو مصدر التقييم ،
التفاعل يحتاج سنوات و ياتي مبارك (عديم اللون و الفكر و التوجه) ، العسكريين أصحاب السطوة المسلحة لا يمكن أن يقبلوا بالعيش في طبقة أدنى ،،
تغير أمريكا بخطة متدرجة فكر قيادات العسكرية المصرية لتصبح اكثر (جنتلة) فتصبح أكثر رخاوة و إحتياجاً للمال ،،
مبارك (بلاعة الأموال) يقود التوجه ، الكل يحصل بقانون فاسد أو بغير قانون أساساً على جزء من الكعكة الأمريكية ،،
الأموال تنفد ، يقررون السمسرة في السلاح ، المدمن الجديد لا يستطيع السيطرة على شهوته فيبيع مصانع الدولة ثم أراضيها ، الآن يمكنه أيضاً بيع خدمات الإختطاف لصالح الغير فيقدمها عمر سليمان بإقتدار ،
تتوسع (غرزة إدمان السرقة) لتضم فئة جديدة مهمة لتجهيز أدوات (الكيف) فينوبهم هم الآخرين من الحب جانب من باب (العاملين عليها) ، و يُختارون من أقارب فئة المدمنين الأصليين و عائلات زوجاتهم ،
يحفر المنضمين الجدد منجم جديد و هو بيع القوانين ، تصنع قوانين الإستثمار فتجذب أموال ما زالت لم تجف بعد من غسيلها ! تقوم في مصر صناعات فقط في هي المطرودة من الدول الإخرى لأنها ملوثة للبيئة (السجاد السيراميك الإسمنت) ،
البيئة نعم هذا منجم لم نحفره بعد فلم الإنتظار ؟ لماذا لا ندفن النفايات الذرية للدول الصديقة في الصحراء الغربية و نكسب الكثير من المال ؟ لماذا لا نطلق يد شركات الأسمدة و المبيدات و الأدوية و الأمصال المطرودة من العالم و نتركها تتاجر في مصر و نأخذ عمولتنا ؟ لماذا لا نبيع الهواء أيضاً ؟ دعونا نأتي بالمحمول ثم بالإستثمارات الكرتونية من مسابقات تليفزيونية و قنوات فضائية و قمر صناعي لم نصنعه و لا نعرف كيف نطلقه .

من غير المتوقع ممن فعل ذلك لسنوات أن يظل على وفائه لي قيمة اخلاقية بالتاكيد ،، الآن هو عميل جيد لكل إملاءات السياسي الصهيوأمريكي حتى و لو لم يكن ذلك معلناً ، كيف يرفض ؟ لماذا يرفض أصلاً ؟
الآن يتحول قادة الجيوش إلى غيلان مالية ، و من يخرج من الخدمة يتحول إلى عنصر سيطرة على باقي المنظومات في البلاد ، الكل ما زال يحتفظ بولائه لسيده الأصلي (القائد الأعلى) و لسيدهما معاً (أمريكا التي لا تقهر التي تعطينا المال و السلاح و ترعى مصالحنا فلماذا الرعونة في إستعدائها أو حتى مضايقتها في تنفيذ ما تمليه ؟! ) ،، تعديلات فوقية أخرى من خلال العميل رقم (1) مبارك تؤدي إلى إضعاف العسكرية المصرية في كل جوانبها : العقيدة الفرد المعدة .

* فلسطين :
عرفات يصبح رئيساً بلا دولة و زعيم معترف به دولياً بعدما كان يصنف كإرهابي خاطف طائرات ، لكن الرجل ركع و لهذا يستحق التقدير ، هو الآن رجل سلام أرضه محتلة لكنه يقبل وزيرات إسرائيل و أمريكا ، لقد أصبح الرجل أكثر تحضراً فلماذا لا نغدق عليه بعض المال هو الآخر فالأمر يسير بنجاح مبهر في مصر !
الأمم المتحة و الإتحاد الأوروبي و امريكا الآن يصبون المال على عرفات و رجال السلطة ، ينمو الغيلان الجدد كما يحدث في مصر بالضبط ، هم أيضاً و لنفس السبب تتغير عقيدتهم ناحية إسرائيل ، تباً لكل النضال فلقد حضر المال ، فلماذا لا نأخذه فنخسر كل شيء فقط لنتعلق بحبال مهترءة من الأمل في كرامة لأي شعب عربي ؟ !

- توفق أمريكا بإمتياز في الإفساد السياسي في كلا البلدين.

4- فزاعة الإسلاميين ، الخدعة المتبادلة بين أمريكا و الأنظمة و الشعوب العربية :
خدعة عجيبة هي ، حلزون أوله متصل بآخره و دائم الدوران ، لا تعلم من صنعه ، لكنك تعلم أن الجميع يستخدمه ، أمريكا تخيف به حكام العرب ، حكام العرب للعجب يخيفون به أمريكا ، الإثنين يخيفان به شعوبهما فيرضوا بأي إجراء غير دستوري !!

* مصر : يقتل الإسلامبولي السادات ، يستغل مبارك ذلك في القفز على السلطة ، ثم قمع الإسلاميين ،،
- مع موجة الحاجة المالية في عالم الرأسمالية الوليدة لكن مع بقاء السلطة الإقتصادية و ما يصاحبها من فساد مقنن في يد الدولة تصبح هي المصدر الوحيد (للحنان) المادي ، و يشرب الجميع بما فيهم الوفد و اليسار شاي بالياسمين ، و نعيش عصر المعارضة الكرتونية ،،
- أمريكا راضية فهو منع عنها الإحتمالية التي تقض منامها من عودة نشاط العمليات التخريبية للإسلاميين ، خصوصاً أنها تعاني من جبهات أخرى ليس آخرها ليبيا ،،
- يستقر أمر الحكم المطلق لمبارك و رجاله بمباركة أمريكية خصوصاً بعد 11 سبتمبر حيث أدى إنشغال أمريكا في جبهات أخرى و الفوبيا الجديدة لدى الأمريكيين من الإرهاب إلى دعم كامل للأنظمة القمعية العربية للسيطرة على منابع الفكر و التمويل للحركات الجهادية.

* فلسطين :
- حماس معترضة على أسلوب منظمة التحرير في الإدارة و تعاني التهميش و التضييق الدولي ،
- غيلان الفساد الجدد في السلطة يشعرون بعدم الإستقرار في النعيم الجديد ، لقد أصبحوا يركبون المرسيدس المصفحة و ينفقون بلا حساب و الفواتير تدفعها الأمم المتحدة ، لن يضحوا بذلك في سبيل بعض حمقى المقاومة المسلحة ،، يبيعون أسرار إخوانهم إلى إسرائيل و أمريكا فتتوالى المذابح في غزة ، و يستقر المال و السلطة في يد رجال السلطة و عرفات غير عازم على التطهير لأنه يعلم أنه سيقتل لو حاول المساس بغيلان الفساد.
- الأن خلقت حالة من (النجاسة) السياسية مكتملة الأركان في البلدين !

5- مرحلة حصاد الفساد ، الضغط الشعبي الناتج من نقص الخدمات و كبت الحريات لسوء الإدارة :

* فلسطين :
- الإحتقان نتيجة علانية الفساد و التضييق على الناس يؤدي إلى كره للسلطة ينتج عنه كرد فعل ميل شعبي ناحية المقاومة المسلحة ، الناس تراهم يذبحون كل يوم و لكنهم صامدون تحت القصف ، الناس تراهم أنقياء بينما ترى الغيلان الجدد ينهبون كمن لا يضمن أن يكون في الخزانة مال غداً لينهبه !
- أمريكا و إسرائيل يعلمان أن هذا الضغط لابد أن ينتج عنه إنفجار لذا يجب تغيير البيئة المحيطة بالشعب ، الحل هو تغيير شكل السلطة مع عمل عدائي موجه لها ، لماذا لا نقتل عرفات ؟! هذا سيريح الجميع ، الرجل كبر سنه بما لا يسمح بأن يكون مفيداً و هو لن يتنازل أبداً عن السلطة طالما بقي حياً ، الشعب سيغضب لكنه لن يثور لأنه فقد التعلق بالشخص ، حماس لن تقاتل من اجله ، حكام العرب كلاب أساساًلا رأي لهم ، سنلقي لكل كلب بالعظمة التي يفضلها !
- تتغير السلطة شكلاً و موضوعاً ، دم نجس جديد يدخل اللعبة ، الشعب الفلسطيني يشعر في نفس الوقت بأمرين : الإنكسار لقتل رئيسهم بعد حصاره ، و الأمل مع السلطة الجديدة .
- حماس اليوم أهدأ ، إنها تستطيع التفاوض ، عقيدة جديدة يدخلها الشاطر و بديع إلى السياسة في فلسطين بتنسيق أمريكي ، العقيدة الجديدة تحول النضال من نضال مسلح على الأرض إلى نضال سياسي على الطاولات أو عمليات إغتيال مخابراتية هنا و هناك ، الكيان النضالي بفكره الجديد يوضع في الحسبان كبديل أو على الأقل لاعب في السياسة المستقبلية في فلسطين.

* مصر :
- الشعب يغلي ضد رجال مبارك ، مبارك نفسه أصبح قنبلة موقوتة لإصراره على سخافة التوريث ، ليس الشعب وحد من يعارض ذلك لكن قادة الجيش و المخابرات أيضاً يفعلون ، الوضع أكثر سوءاً على مقياس الإستقرار من وضع عرفات ،
- عمر سليمان يخطط لشيء ما و يوافقه طنطاوي و ينتظران على مضض ،
- الثورة التونسية تشعل فتيل العالم العربي و لا تعطيهم الفرصة لإنتظار وقت تنفيذ مخططهما فيرتجلان مع أمريكا خطة جديدة من وحي مطلب الشعب الذي يريد إسقاط النظام ،
- الضوء الأخضر لإزالة مبارك يضيء في البيت الأبيض بعد مشورة سي آي إيه التي تؤكد لأن سليمان رجل يعتمد عليه ،
- يسقط مبارك و لا يسقط النظام ، سليمان يثبت أنه بالفعل يعتمد عليه فكل ما يتوقعه او يتعهد به يحدث ، سي آي إيه تسخر كل إمكانيات قسم الشرق الأوسط التحليلية و الإستخباراتية لوضع خطط تساعد سليمان و طنطاوي على البقاء في السلطة بشكل مستقر يضمن ألا يذهب السلاح أو القرار السياسي الخارجي أو أسرار الماضي إلى أشخاص جدد يجب بذل جهد جديد لتطويعهم .
- الإخوان يدخلون على الخط ، يذكرون بموقفهم مع حماس ، يتعهدون بنزع الصفة الدينية عن أدائهم السياسي تماماً و يفعلون ، شيء لم يفعلوه حتى أيام مبارك لكنهم يفعلونه الآن ،
لم يعد (الإسلام هو الحل) لقد وجدوا حلاً آخر على ما يبدو ، لقد قرروا أن يحملوا الخير لمصر ، ثم قرروا أن يكون هذا الخير هو الزيت و البطاطس ،
ثم قرروا إزالة السيفين و ( و أعدوا ) ليستبدلوهما بورقتي نبات الذرة و نجمة ثمانية تدل على (روح التراث) !
ثم يتعهدون علناً بأمن إسرائيل ، و ينسى شباب الإخوان كل السلالم في أناشيد تحرير القدس !

- مرحلة جديدة يرسمها السياسي الصهيوأمريكي ،، الركوع ليس حكراً على أحد ، فوائد الركوع لا تقتصر على كلاب حكام العرب ، أياً من كنت حتى و لو عدو سابق ، لو ركعت فأنت قطعاً معنا !
لو قررت التخلي عن القتال فأنت متحضر تستحق المكافاة ، لا تلفت أننا نقتل المدنيين بغير حق في أفغانستان و العراق ، نحن نفعل ذلك مجبرين لسبب لا تستوعبه انت !!

6- مرحلة البحث عن إستقرار جديد بالمعطيات الجديدة :
تتوصل أمريكا لحل جيد ، الديموقراطية في بلاد لا تعرف شيئاً عن الديموقراطية ، أي شيء سيقدم إليهم سيكون هو الديموقراطية ، أي خرق لها (و هي الفاسدة أساساً) لن يشعر به أحد ، و لو شعر فلن يكون صوته مسموعاً فالسيارة الجديدة لها متعتها مهما كانت من فئة رديئة أصلاً .
- أمريكا ستتبنى الثورات الناشئة و تفاوض كل أطرافها ، الكل سيوافق على الأقل على مبدأ التفاوض معها ، فمن تغازله الفاتنة لا يتمنع حتى و لو تأكد أنها لابد ساخرة منه ؟ ستضرب هي الآن عصفورين بحجر واحد ، سيرضى الجميع بجزء من الكعكة قانعاً أو طامعاً في مزيد مستقبلي ، و ستكون هي في النهاية صاحبة الكعكة حتى و لو كانت لم تصنعها ، في النهاية ستظل مسيطرة على السياسة الإقليمية الشرقأوسطية ،
- هذا يستدعي إشراك كل الأطراف ، لو أشركت طرفاً و أهملت الآخر خلقت عدواً و إحتكرك الطرف الأول ، فلنشرك الجميع و لنعطي الجميع الجزء الذي يفضله من الكعكة حسب المتاح ،
- السياسي الأمريكي يعرف جيداً أن رجال مبارك يفضلون الموت على أن تمس جبال المال التي جمعوها ، و يتأففون من أن تصبح كلمتهم السياسية مساوية لآخرين ، يجب الإحتفاظ بقدر و لو شكلي من التميز السياسي ،
- يعرف الأمريكي أيضاً أن الإخوان (في مصر وفي فلسطين) يعيشون منذ 80 عاماً على حلم واحد و هو (التمكين) ، و قرروا في آخر عشرين عاماً أن السبيل لهذا التمكين هو (الإنتخابات) فأصبحت أفيونتهم ، إنهم يعشقون الإنتخابات في حد ذاتها ، لقد نسي بعضهم التمكين ذاته من فرط حب الوسيلة (الإنتخابات) ! إنهم يعشقونها لدرجة انهم في وقت تالٍ رفضوا ان يتسلموا السلطة شعبياً دون إنتخابات في يناير 2012 !! يعرف الأمريكي أنهم في العقد الأخير تعلموا كيف يجلسون على طاولة واحدة معهم و يخرجون بنتائج مفيدة للطرفين ، إنهم واجهة جيدة مقبولة شعبياً و محاطة بهالة دينية يعشقها العرب و يسهل قيادتهم طالما ملكت عليهم سلطة ، إنهم الإختيار الأفضل بالتاكيد لخلق إستقرار جديد .

* فلسطين :
- في إنتخابات 2007 يحصل مرشحو حماس على أغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني ، حماس التي كانت مدرجة على لائحة المنظمات الإرهابية بالنسبة لأمريكا تم تمكينها من الفوز بسلطة تشريعية ديموقراطية مكافاة على وقفها صواريخها و دخولها حظيرة السياسة بدلاً من المقاومة .

* مصر :
- طريق الإخوان السياسي يخلو بشكل مريب من أي عقبات ، عفو من القضاء العسكري يحدث لأول مرة في التاريخ يصدر في حق قيادات الجماعة ، يتم التجاوز عن الصبغة الدينية للحزب ، يتم (تفصيل) قانون إنتخابات على مقاس الجماعة و الحزب الديكوري ،
- يخل بعض الأطراف بإلتزاماتهم لرعونة المبتدئين ، يتم سحب مجلس الشعب لكن مرشح الرئاسة يسمح له بإكمال طريقه ، ينجح مرشح الإخوان بينما يستمر النظام القديم في الحكم الفعلي لسبب يمكن لإستنتاجه مما يلي :

7- مرحلة (التمكين) الشكلي و ضرب الأطراف ببعضها :

* فلسطين :
- حماس تشكل الحكومة بناءاً على اغلبيتها في المجلس التشريعي ، فشل إداري كامل لغياب التمويل و الكفاءات و الخبرة ، هزل سياسي دولي ، لا يستطيعون السيطرة على باقي فصائل المقاومة حسب ما هو متفق عليه فيتقرر حصارهم إقتصادياً ، الإسلاميون يخنقون انفسهم بحبل السلطة الذي منحهم إياها العدو ،
- حماس تحاول إستعادة السيطرة فتنشأ كلية شرطة في غزة ، نعم (كلية شرطة) في وطن محتل بدلاً من (كلية حربية) ، تتخرج الدفعات بعقيدة شرطية لا حربية و توجه سلاحها ناحية الفصائل الأخرى فتقتل رؤوساً من السلفيين الجهاديين ، بينما توقف فصائل أخرى المقاومة بالتراضي ،
- حماس الآن هي شرطي إسرائيل في غزة ، التحول الإستدجاني برعاية المرشد و محركه الشاطر جعلها توقف جهادها و تعاقب من يحاول أن يقاوم ، الفكرة الإخوانية الخانعة الجديدة تسيطر على الأجواء في البلدين ، السياسة اللصيقة كبديل للمقاومة او حتى المعارضة السياسية المستمرة ، مرسي يتفاوض مع عزمي و سليمان لضمان مقاعد البرلمان في 2005 ، و في 2007 حماس تتحول إلى السياسة هي الأخرى!
- رغم كل جهود حماس في الوفاء بإلتزامات الصفقة إلا أنها ما زالت تعاني العزلة الدولية ، لقد قررت أمريكا أن هذه نهاية التجربة ، إنها سلطة شكلية (سهاية) حلم أصحابها ان تنمو لسلطة حقيقية (تدر لبناً) لكن هذا لم يكن المخطط للأسف !
- تكتشف حماس أن سبب حصارها هي السلطة العميلة في رام الله ، فتقرر توجيه سلاحها لها ، الأمر يبدأ بمناوشات لا يمكن الجزم بمن هو بادؤها ، يتطور الأمر لشبه حرب أهلية و إنفصال كامل بين الضفة و القطاع ،
- حماس الآن متورطة في دماء و عداء مع معظم أطياف السياسة و حتى المقاومة في فلسطين ، لم تنجح ان تكون كياناً سياسياً و لا يمكنها العودة ككيان مقاوم !

- الخطة الأمريكية نجحت تماماً ، تم تدمير حماس ، تم زرع فكرة الخنوع ، البيئة السياسية بجوار إسرائيل مستقرة و آمنة بشكل جيد ، فلماذا لا نعيد التجربة في مصر ؟!

* مصر :
- الإخوان يتم تصديرهم دون ان يشعروا للعب دور (الضد) ضد كل اطياف السياسة المصرية ، هم دائماً من يقولون (لا) للمنافسين السياسيين الأضعف ، بينما يقولون (نعم) لما يريده الأقوى ،
يتخيلون ان هذه المصلحة ، ربما كان ذلك الفكر مدسوساً عليهم بشكل ما من إيعازات أمريكية على شكل نصح او معلومات مضللة او وعود عريضة !
- الإخوان يضمنون علناً أمن إسرائيل و الإلتزام بكافة المعاهدات على نفس النحو السابق ،
- الإخوان يقابلون الأمريكان بلا حساسيات و لا إخفاء و يظهرون لهم علناً مودة عظيمة و يتخلى المرشد عن عدم لمس المرأة الأجنبية ليصافح هيلاري كلينتون ،
- الإخوان يشيدون دوماً و يدعمون المجلس العسكري و حتى مع الإختلاف الشكلي لا يمنع تجمهرهم في الميدان ضد المجلس العسكري أن يقسم مرسي بالله على وطنية اعضاءه المحترمين !
- البرلمان يقتل نفسه ، ثم رئيس إخواني يتعجب الجميع لأدائه ، و النظام القديم ما زال يحكم  و يصطنع الأزمات التي تؤدي لزيادة الغضب الشعبي على الإخوان و رئيسهم ،

- الآن حاول ان تستنتج معي الخطوة القادمة في مصر على ضوء السيناريو الحماسي الغزاوي !

_______________________________


مقالات للكاتب حول نفس الموضوع :

هل نعى الدرس المستفاد من اداء حماس لتوقع شكل حكم الاخوان فى مصر لمن يريد ذلك؟؟

باكستان – غزة – طهران ،، إلى أي السيناريوهات تتجه مصر ؟

مقارنة إستدلالية بين نمط السياسة الصهيوأمريكية في مصر و فلسطين منذ عرفات و السادات ، و حتى مرسي و هنية ،، هل نتفكر في التاريخ ؟!

(قرارات الرئيس هل هي بداية مواجهة ثورية أم أنها توافق في مصلحة الأطراف الثلاثة التي ليس إحداها الثورة ؟!)

الحلف الإخواني الأمريكي هل بدأ بعد الثورة أم منذ إنتخابات مصر 2005 ثم غزة 2007 ؟!




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق