الجمعة، 13 يناير 2012

رهاب الأماكن المفتوحة (الأجورافوبيا)بين صالات الجيم والجمعيات السلفية !!





هل تعلم أن هناك رهاب للأماكن المغلقة


 ( كلوستروفوبيا )


وهناك رهاب الأماكن المفتوحة (الأجورافوبيا ) 


؟؟

هل هناك فكر خاص بالأماكن المغلقة ؟

أحب أن اسميه فـكر التـحوصل ،،


يتسم ذلك الفكر المتحوصل على الذات بفقد القدرة على التواصل مع الآخر ،، يظهر ذلك فى شكل تعالي هو فى الأصل خوف من فقد الميزة النسبية له على الآخر فى حال التفاعل أو محاولة التكيف مع كل ما هو خارج الحوصلة ؟؟


تأملوا معى حوصلتين داخل مجتمعنا لنحاول استنباط الرابط بين سلوكيات المنعزلين داخلها :

- مساجد الجماعات السلفية 


- وصـالات الجــيم ،،!!!


**  الاثنين يدخلهما الجميع ويخرج ليدخل ثانية ويعيد الكرة كلما احتاج إلى قوة و لياقة أو عظة و علم ،،

**  الاثنين لهما جماعة من البشر تقيم منها بشكل شبه دائم ،، يغلقون على أنفسهم ونفوسهم داخلها ،، ولا يخرجون إلا للضرورة ككسب الرزق مثلا ،،
وهم عندما يخرجون لتلك الضرورات يعيشون عيشة المغترب الذى لا هم له إلا ما اغترب لأجله ،، ويوفر مشاعره وعلاقاته الإجتماعية وحتى متعته وترفيهه حتى يعود إلى وطنه ،،

 وكذلك يفعلان عندما ينفض كل من (البودى بيلدر) والسلفى يديهما من هم مهمة كسب الرزق ويعودان إلى حوصليتهما مرتديان الترينج والجلباب على الترتيب .



*** الخاسرون فى المنافسة مع أقرانهم (لأنهم غالبا أقل قدراً أو قدرة)  يتلاقون فى تلك الحوصلات التى تؤمن لهم جداراً عازلاً عن المجتمع الواقعى ،،

 فتكون اللقيا داخل الحوصلة غذاءا للنفوس المحرومة من لذة التميز والتفوق ،،
خالقةً واقعاً إفتراضياً ،، يتم فيه تحقيق نجاحات خيالية من القوة أو سمو العلم الذى يمكن فضح زيفهما فى أى مقارنة مع العالم الخارجى ،، لكن الجدار السميك للحوصلة يحول دون انكشاف تلك الأكذوبة .


__________________

- ويصيب أهل الحوصلات أمرض المجتمعات المغلقة ،، 
فلا تنوع للأفكار ،، فقط فكرة واحدة (فى الغالب ضعيفة لضعف العقلية الصانعة لها ) يدور الجميع فى فلكها ،،
فكرة يصدرها للجميع الأقوى أو الأحكم فى ذلك الواقع الإفتراضى ،، فتتوقف العقول عن العمل للإفتتان بالذات والإحساس بالكمال.


__________________

**  يدخل صالة الجيم ويخرج منها لاعب الإسكواش ولاعب الكونجفو ليتدربا إلى جانب (البودى بيلدر) الذى يقيم فى حوصلته هناك ،،  


ورغم أن حجم عضلات الاثنين لا يساوى ربع عضلات الثالث ،، إلا إنه هذا البودى بيلدر لن يصمد للجرى لدقيقتين إلى جانب لاعب الإسكواش ،، 
ولن يصمد خمس دقائق أمام ضربات لاعب الكونغفو القوية المحكمة !! فعضلاته رغم عظمة حجمها ،، لا قيمة لها إلا أن يحمل بها ثقلاً هائلاً  مطلقاً صوتاً عظيماً وهو يجز على أسنانه !!


صوت يشابه صوت خطيب جمعة أو درس فى جامع من جوامع السلفية يصرخ - ولا أعلم لذلك سببا- " يعنــى إيـه لـيبرالـية   ؟؟.. يعنى أمــك تقلـع الحــجاب " ،، أو متوعداً بالويل من يحيد عن شرع الله  ،، أو للعجب -  مبشرا بالجنة ونعيمها للتقاة -  ومازال يصرخ !!  وأمامه الناس بين رافع حاجبيه متعجباً من الصراخ  ،،  ومأرجحِ لرأسه بما يشبه الفهم والتدبر !!

-  هؤلاء أيضا إلى حوصلتهم هربوا من خسارة المقارنة فى الحياة الواقعية ،،  ونمت لهم عضلات " دعـوية " ضخمة من كثرة حمل أثقال "نـصـية" !!

-  هؤلاء أيضا لا يصمدون لدقيقتين فى حوار منطقى مع علماني لا يؤمن إلا بعقله ،، رغم أنهم يحملون فى طيات حمولهم من النصوص أعظم منطق ،، ولكن لا أداه يملكونها لاستخراجه .  ولا يصمدون لخمس دقائق  أمام متحدث بفـقة ونص فاهم بعقل .

-  هؤلاء أيضا يدخل إلى حوصلاتهم ويخرج أمثال ( محمد إلهامى - محمد يسري سلامة – ابو البخارى – خالد صقر) ليفهموا بعقول نابهة وفكر منهجي ،، مستخدمين أصول البحث العلمي من علومهم الدنيوية ما حملوه من نصوص فى تلك الزيارات ،، ويتفكروا فى خلق الله ،، ويعاملون الناس ،، ويصلون إلى غاية النصوص وكيفية تطبيقها على الواقع الحالى .

**  البودى بيلدرز فى حوصلتهم يسخرون من الشباب " السيس " اللذين لا تكاد تلحظهم من ضآلتهم ،، ولا يستطيعون رفع طفل صغير لضعق أذرعتهم .. 

والمتحوصلون فى الجمعيات الشرعية يمارسون إرضاء غرور الذات و تقديس الشيخ المعلم بالضحك من أولئك المتفرنجين المضللين بالإعلام العلماني الموالي للفكر الغربي ،، وكيف أن مثل هؤلاء يجترأون على نقد موقف أفقه المشايخ لمجرد نص وجدوه يؤيد فكرتهم ،، وهم من لم يقرأ لابن تميمة،، ولم يعرف تاريخ الفقه والمذاهب ،، ولم يسمع بتخريج الحديث أو أصول الفقه .. دون أن يجهدوا انفسهم بتفنيد حجة اولئك المضللين بأسلوب علمي .

__________________



وهم لمعرفتهم يضعف الحجة قرروا الإستماتة فى الدفاع عن مظهر خاص يتحدون المجتمع به ،، ويتملصون من أى حجة بكل مهرب ممكن للدفاع عن أحقيتهم فيه ..

فتراهم يعتبون على لائمهم صمته عن السافرات ولومه اللحية والجلباب وإسدال المرأه الأسود !!
 سبحان الله أستبدلون الذى هو أدنى بالذى هو خير ؟؟ أتهرب إلى باب الحرية الشخصية - الذى ترى أنت "ويرى كاتب السطور أيضاً" تقييده - بدلا من الإستدلال على فعلك بسند شرعي ؟؟
فتراه يرد قولك بأن ذلك المظهر عو عين " شرع الله " 


فتسأله ولماذا اللون الأسود للنساء؟؟  
فيقول هو الحشمة ،،


فتسأله ما بال الأزرق والأخضر وحتى الأبيض هل يثيروا الفتنة أو يلفتوا الأنظار ؟؟
أو ليس الأسود لون الكآبة ومعظم فساتين السافرات الفاضحة سوداء اللون ؟؟
أو ليست ثياب الحداد والإحرام التى ارتداها السلف من النساء بيضاء؟؟

فإذا غلبه المنطق عاد بك إلى المربع الأول : 
أتلوم عليها ولا تلوم على السافرة ؟؟!!

فتسأله ما بال الشارب حليقاً تماماً ،،و اللحية تصل إلى الصدر واقفاً وإلى البطن جالساً ؟؟
فيقول ألم تسمع ب " حفوا الشوارب وأعفوا اللحى"؟؟

فتسأله أمعنى الحف هو الإزاله أم التقصير وهل نتف الخدود جزء من إطلاق اللحية ؟؟
 فلا يجيبك ،،!!

فتسأله ألم يأخذ ابن عمر رضي الله عنهما من لحيته ما زاد عن القبضة ،، و هو من أعلام السلف اللذين تتلقبون بمسماهم ؟؟  
فيجيبك اختلف الفقهاء !!

فتسأله ألم يخضب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحناء و وصل شعر رأسه حتى كتفيه ؟؟ 
فيجيبك " ما لا يدرك كله يترك كله "..

فتسأله  ما بال العمامة ؟؟ 
فيقول لبس رسول الله صلى الله عليه وسلم العمامة وأمسك العصا ، والجلباب أستر للبدن ..

فتسأله أين العصا ؟؟ 
فيصدر لك نفس الجواب السابق ، ويستنكر عليك ذلك السؤال لمعرفة كليكما أن المجتمع سينفر من فكرة حمل العصا ، وكأن المجتمه يستسيغ الباقى !!

فتسأله ما بال الجلباب قصير عجيب الشكل ؟؟ 
فيقول أو لا تعلم أن ما دون الكعبين في النار ؟؟ و تقصيره أزهد و تحقير للنفس زجر عن الكبر..

فتسأله ألا تعلم أن ذلك حكم محدد بالنية ؟؟ فهل منا اليوم من يجر ثوبه خيلاء ؟؟
و ألا تعلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لأبي بكر عندما اشتكى له ارتخاء إزاره سهواً عندما يسير : ( يا يا أبابكر إنك لست ممن يفعله خيلاء ) ؟؟ و رخص لإبن مسعود اطالة الازار لدقة ساقيه ،، و لعرجفة التزين "بأنـف" من ذهب بعد أن فقد أنفه ؟؟

و تسأله : آ الكبر و الخيلاء و ترك الزهد أكبر في إطالة الثوب أم في رداء بآلاف الجنيهات و ساعة معصم بعشرات الآلاف و سيارة بمئات الآلاف ؟؟  فيجيبك : هي المتعة الحلال و مصداق ( أما بنعمة ربك فحدث) !!

وهل وجب أن يكون الجلباب على القصة النجدية أم أنه يمكن أن يكون الجلباب الصعيدى الأكثر سترة للعورة خصوصا خلال السجود ؟؟ وهل يجب أن تكون العمامة بيضاء أو ملطخة بالخيوط الحمر وتنسدل على جانبين ويتوسطهما " ميزاب" كهيئة أهل نجد " حاليا وليس زمن البعثة " ؟؟ 
فتلحقك نظرة امتعاض تليها جملة تعود بك إلى المربع رقم واحد " أليست تلك حرية شخصية من التى تدعون إليها" ؟؟

__________________




يرهق ذلك المسكين نفسه فى البحث عن اجابات منطقية لأفعالٍ اتباعيةٍ تميزيةٍ ،،

يصمم عليها أصحاب الحوصلة لتميزهم شكلياً عن الآخرين  ،، وإغاظة المجتمع وتحديه بفكر أقرب إلى المراهقة التى تتعمد المخالفة فقط للفت الانتباه وإظهار الخصوصية الفردية  .
يمكنك إستشفاف نفس الروح في الابتسامة المطبوعة على الوجوه عند المناظرة الحوارية ،،
ابتسامة يعرف رائيها انها لا تمت بصلة لا للطمأنينة لحق ،، و لا للسماحة و الطيبة ،، بل هي ابتسامة الإغاظة !!


نفس الإغاظة التى تجدها في إصرارهم على التسمي ب "السلفيين" !! يبررونها بانتمائهم الى السلف الصالح !!


-  او ليس الأصل الله و رسوله و الكتاب و السنة أولى بالتلقب و التسمي ؟؟ أللفرع أم للأصل تنتمون ؟؟


-  او ليس الخوارج سلفاً ؟؟ كيف تحددون الصالح منهم من الطالح ؟؟


-  أو ليس ما سماكم به المجتمع المصري "الفطن" أولى ؟؟ سماكم "الـسـنـية" و هو مسمى جميل يفرقكم عن الشيعة !!


-  أليس هؤلاء السلف يؤخذ منهم و يرد عليهم  ،، و انتم و هم أمام اللع سواء ؟؟ ففيم إذاً الاصرار على جمود الاتتباع ؟؟


-  أو ليس أبناء أجيالنا عقول يفهمون بها النصوص ؟؟ أرهبانية ابتدعتموها  ؟؟ أو ليس ذلك تحزباً بغيضاً و بناء حمية لدى الأتباع نهى عنها ديننا الحنيف ؟؟

نسوا أو تناسوا حديث رسول الله : (ان الله جميل يحب الجمال) ،،
و أن الجمال أمر إجتماعي نسبي متفاوت بين الحضارات ،،
و على الفطرة السليمة تلمسه ما لم يخالف شرعاً أو عرفاً !!

تناسوا فتوى شيخ الإسلام الأقرب الى قلوبهم- "ابن تيمية" بتحريم مخالفة لباس أهل البلاد استناداً حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم ( من لبس ثوب شهرة ألبسه الله يوم القيامة مثله ) ،، 
و فسر ابن تيمية الشهرة بأن تكون للتفاخر أو حتى لاظهار التواضع و الزهد ؟؟

اختصروا فكر فقه المـوائـمة وجلب المنافع وردء المفاسد فقط فى الانصياع للديموقراطية بالمشاركة فى الانتخابات ،،
وكذلك فى استجلاب الرزق ،، والبعد عن الزهد ،، والتنعم بالسيارات الفارهة والقصور المشيدة ،،
وتناسوا ذلك الفكر فى درء مفسدة نفور المجتمع من الدين لذلك الزى المستورد ،، 
الذى إن لم ينفر منه الغير -  ولو بغير حـق - فهو يرهبه بذلك اللون الكئيب ،،  أو تلك اللحية التى تغطى الصدر !!


أهو شرع الله أم إتباع الهوى ؟؟


ألا يا من تجعل شرع الله مـطـيةً لـهوى نفسك أو عقلك الضعيف ،،


فلتتق الله  ،،


أو لتملك شجاعة الفساق الذين يعلنون أنهم إنما يتبعون أهوائهم دونما محاولة سرقة شرعيةٍ لا 


يملكونها.




_________________


سلسلة مقالات حول العيب الفكري العربي : التحوصل الأيديولوجي و التمحور حول الذات و العشيرة :

التحوصل الفكري و التمحور حول الذات بين التفرد العقلي و العنطزة المصرية !

الفكر التحوصلي أحد أمراض الفكر الإجتماعي التي نعاني منها

رهاب الأماكن المفتوحة (الأجورافوبيا)بين صالات الجيم والجمعيات السلفية !!

إنعدام المنتج الفكري المصري النافع بين التخندق الأيديولوجي و التحوصل المجتمعي،و حالة التشاحن و الإستقطاب،و الحلان المقترحان





هناك تعليقان (2):

  1. موتوا بغيظكم
    ابراهيم عيسى قال بنفسه ان حملات التشويه ضد الاسلاميين لم تسفر عن شىء بل بالعكس
    وان المشوهين امثالكم يلعبون فى مساحة 10 الى 15 % من المصريين وهم غير العالمين بدينهم جيدا غير المرتادين للمساجد الا قليلا بالاضافة الى الملحدين وغيرهم
    مهما حاولتم ستفشلوا
    موتوا بعيظكم

    ردحذف
  2. حاضر ... هنموت :)

    شكرا لإهتمامك بالتعليق ،،، و شكرا لأنك أثبت وجهة نظري :))

    ردحذف