الأحد، 25 أغسطس 2013

من حوار لي مع محب أنساه تحيزه تحليل الواقع ثم تطبيق الشرع عليه رغم أنه يود الموت من أجل تغيير هذا الواقع و نصرة ذلك الشرع !!




كتبت في 23  يوليو 2013



س: لماذا تنصر #مرسي ؟ و لماذا تفعل ذلك رغم أنك تعلم أن الثمن ربما يكون حياتك في ظل الإنفلات الحالي ؟!

ج : أقدم نفسي شهيداً :
من أجل نصرة تطبيق شرع الله ،،
من أجل نصرة وطني بخلع من أعلم أنهم يريدون إستنساخ دولة مبارك ،،
من أجل نصرة الأقصى و سوريا ،،
من أجل نصرة حق شهداء الثورة من المسلمين ، فلا شهادة لغير مسلم مثل #كريستي و غيره،،
من أجل ضمان مستقبل أفضل لأولادي.

بسم الله ،، إسمح لي أن أرد في نقاط مقتضبة طلباً لتركيز المعاني بالصياغة العلمية و ليس جفاءاً في الرد بترك الصياغة الأدبية :

_______________________________________________

أولاً : نزولك من أجل نصرة شرع الله :

1- تطبيق شرع الله (في رأيي) هو ببساطة (ألا يخالف الحاكم شرع الله) ،،
و هي قاعدة لو طبقناها لوجدناها تنطبق على المجلس العسكري السابق و الحالي ، بل و على نظام مبارك نفسه بنسبة تزيد على الخمسة و تسعين بالمائة من سياسات حكمهم و قرارات إدارتهم ،،
و لوجدتها تنطبق بنسبة أقل في عهد مرسي الذي أوقف القصاص عمداً ، و أحل الربا جهاراً ، و منع نصرة سوريا و هو مستطيع ، و زاد ضرائب الخمور و مد تصاريح المواخير لثلاث سنوات بدل سنتين أي أنه أبدع بغير حاجة سحتاً جديداً إلى السحت القديم !
فلا أدري كيف يمكن القتال من أجل عودة هذا الفاسد معدوم الكفاءة ليقيم شرع الله !!


2- بالنظر إلى ما سبق يكون سعيك للشهادة في سبيل عودة مرسي نصرة لدين الله - لأنه هو من سيطبقه - هو إهدار لثاني أكبر أمانة أمنك إياها الله (حياتك) في سبيل أمر غير قطعي بل ظني ،، بل هو متجاوز للظنية حتى يكاد يصل لقطعية الإستحالة !!
فلعامين كان الإخوان على رأس الحكم بآلية أو بأخرى ،، و ما رأينا و لو ملمحاً ناحية تطبيق شريعة إسلامية و لو حسب أفهامهم !! بل رأينا - كما ذكرت في النقطة الأولى من هذه الفقرة - إستمرار في الفساد القديم بل و إبداع معاصٍ و حماقات إضافية !!


3- و من المستحيل - بل من المكروه كذلك - صياغة طرح حكم مكتوب متكامل يسمى "شرع الله" ،،
فإحتكار شخص أو جماعة لمفهوم الشرع و لحق التشريع به هو إدعاء ألوهية صغرى !
بل يجب على الحاكم الإجتهاد بما يعتقده صواباً دنيوياً و موافقاً للشرع بلا إحتكارية ،
و أن يتاح لغيره نقده بتأويل شرعي مختلف عن تأويل الحاكم ،
و لا ينتج عن ذلك تشاحن إلا عند إختراق ثوابت الشرع و حرمات الله.

(ما هو الفرق بين الحكم المتوافق مع دين الإسلام، وبين الإستبداد السياسي بإسم ذلك الدين ؟!)


و في الحقيقة إستحال إدعاء نظام حكم مكتوب مفصل و تسميته "شرع الله" لأن ذلك النسق الواضح غير موجود بالأصل !!
ففي الإسلام في شأن نظم الحكم و المعاملات الإقتصادية "محددات" قليلة و ليس "تشريعات" متكاملة كما هو الحال في العبادات و المعاملات الإنسانية الثابتة من زواج و ميراث و ما إلى ذلك ،،
محددات في الإقتصاد ربما لا تتجاوز ست مبادىء و في أنظمة الحكم مثلهم إذا إلتزمت بهم كان حكمك موافقاً للشرع الإسلامي !
و أقرب دليل على ذلك أن أحداً لم يصغ (المشروع الإسلامي) حتى اليوم مكتوباً في صيغة دستورية قانوية إحترافية رغم أن جهوداً جماعية جبارة للمطالبة بتطبيق الشريعة مستمرة منذ عقود !

و أرجو أن تراجع مقالي هذا (إقتراح للمادة الثانية (بما لا يخالف شرع الله) مرجعية الشريعة بسلاسة التطبيق،لا رعونة المطالبة،ولا سطحية النقد)


4- و الدين أنزله الله لحفظ مصالح الناس و لم يخلق الناس لحفظ وجود الدين !
الفكرة قياسياً هي نفس فكرة الوطن ،، فالوطن أهميته تكمن في أنه يؤي شعباً يتعايش بموارده ،،
صحيح أننا نموت دفاعاً عن الوطن ،، لكن ذلك لا يجعل سبب حياتنا في الأصل هو العيش و الموت من أجل خدمة و حماية الوطن ذاته !!
بل نخدمه و نموت حماية له لحفظ مصالح أكبر تتحقق لنا بوجود وطن و تنعدم بزواله ،،
و إذا إنعدمت الحياة بأرض ما تركناها لنعيش في غيرها و لن ننتظر لنهلك فيها جوعاً أو بطشاً !!

- و على نفس النمط و القياس :
نعمل قدر ما نستطيع لحفظ الدين و نشره طلباً لمنفعة تالية هي صيانة معائش الناس و طلباً لحسن آخرتهم ،،
فإن أتينا في ذلك من الأفعال ما فيه مصائب تخرب دنيا الناس و معاصي تخرب آخرتنا كان ذلك مما لا يصنف إلا تحت باب السفه !


5- تطبيق شرع الله (أياً ما كان مفهومك عنه) ليس له إلا إحدى طريقين : الدعوة في البلاد المسلمة و الكافرة ،، ثم الفتح للبلاد الكافرة فقط تلك التي منعتك عن الدعوة فيها ،،
و لا أعرف في ديننا أمراً مباشراً أو توجيهاً أو عظة تدل على أن الأديان تنتشر من خلال الحكام و عليه فيجب علينا الموت في سبيل تولية من نوكل إليه حفظ ديننا !!
الأصل أن نوكل أمرنا لمن يحفظ حياتنا ، و لا يمنعنا من ديننا ، و يا حبذا لو يسر لنا سبل إقامة الدين في حياتنا كمكرمة تالية و ليس كشرطية إختيار أولى للحاكم !!

- أما إجبار الناس على ما لا يريدون من شخوص و سياسات عنوة بإسم تطبيق شرع الله فهو أمر إبتدعته التنظيمات السرية من الفرق المارقة و ليس من فلسفة الإسلام في شيء ،،
تلك الفلسفة التي تقر حتى بحق الإنسان في حرية الكفر ذاته !!

- و الأصل في تطبيق الأيديولوجيات من خلال الوصول للحكم يجب أن النزاع يكون بين أفراد و فئات ضيقة من الخواص ،،
لا أن يتسع ليأكل معه مجتمع و وطن كامل يخرج فيه الناس بلا علم و وعي بما خرجوا من أجله فيموتوا و يتشاحنوا و يخرب المجتمع نصرة لما لا يعلمون ما هو و ما هي فائدته !!


_______________________________________________

ثانياً : نصرة لوطنك :

1- لا أعلم في أي باب من أبواب الشهادة يستقيم أن تموت من أجل "مستقبل" وطنك ؟!
أصلاً لا أعرف باباً يؤدي إلى الوفاة و يؤدي معها إلى تحسين قطعي لمستقبل وطن !
ما أعرفه هو أن تعمدك للإشتباك رغم الخطورة الكبيرة لفقدك حياتك يعتبر إلقاءاً للنفس في التهلكة إلا أن يكون في أحد أبواب الشهادة :

- من أجل حفظ الحياة (حياتك ، و حياة الآخرين) ،
- المال ( مالك و أرضك ، و مال و أرض الآخرين) ،
- العرض (عرضك ، و عرض الآخرين عموماً و من في مسؤوليتك خصوصاً) ،
- إقامة الدين إن منعك عنه أحد أن تقيمه في نفسك ، و بيتك ، و معائشك !

2- و حتى لو أخذنا الشطط و قلنا أن ذلك الإستشهاد في حالة وطننا الحالية هي من أجل (مال من يطلب الشهادة الذي هو مصالح وطنه الإقتصادية المملوكة له جزئياً) فقولك " فأنا أعلم أن النظام الحالي يسعي لبعث نظام مبارك مرة آخري" لهو - حتى اللحظة - رجم بالغيب و وضع للظني في موضع القطعي ،
و لا يستقيم لا مع ديننا أو مع أي منطق أو قانون أن تعادي و تحارب أحداً (إحترازياً) !!
إنما تنتظر أن يظهر لك ضرر قطعي منه و بعدها تشرعن حربك ضده ،،
و ما لبث الحكام الجدد في مناصبهم سوى أسابيع ثلاثة لم نر منهم لا حرباً على الدين و لا على الوطن (زائدة عما كان حال الدولة في كل نظام سبق) ، لذا لا يمكن أن تستشف من أعمالهم الشر بعد !
(أرجو أن تستثني من فكرتنا هذه الفشل الأمني الحالي الذي بسببه تسيل الدماء لأن نقاشه يطول و عوامله تختلط بين فشل الحكام و تآمر المخلوعين و جهل المجتمع ، فدعنا نحكم على ما بقي من سياسات و إدارة و تصريحات).


_______________________________________________

ثالثاً : نصرة لحق الشهداء :

1- كريستي مسلم ،، إسمه محمد حسين و ذاك إسم شهرته ،، و كان نسأل له الله الرحمة مني بمثابة الولد و يناديني بـ"والدي" ،،
و لا أعلم من ذا الذي يتألى على الله لينفي الشهادة عن غير المسلم ، أو عمن قد لا نعلم أهو مسلم أم لا في ظل مجتمع مطبوع ببطاقات الرقم القومي !! رغم أن الرحيم الذي سنعرض عليه قال عن نفسه في عشرات المواضع أن رحمته وسعت كل شيء و أنه يغفر لمن يشاء و يحاسب من يشاء !!

2- حق شهداء المعارك يكون الإنتصار لقضية وهبوا أرواحهم من أجلها ،، و لا قصاص في الحرب ،، و القصاص في القتل المشاع و القتل بالتحريض له جوانب أعقد من القصاص في القتل الفردي ،،
و من كل ما سبق ما نحن فيه له توصيف معقد وسط بين المعارك ، و الجرم المباشر ، و القتل المشاع ، و جور الحاكم تجده إن شاء الله مفصلاً في مقال كتبته قبل وفاة ولدي الراحل بأسبوعين و ما زلت مؤمناً به رغم الإبتلاء الشخصي :

(لا تقتلوا الشهداء مرات عديدة إنتصروا لثورتهم فذلك قصاصهم)

3- الشهداء - أو من نحسبهم عند الله كذلك - يجب أن يترك أمر حقوقهم لولاة دمائهم فهم بهم أولى ، و ذلك من باب الحصافة و الكياسة و إحسان الأدب و حتى تطبيق الشرع !!
و كل من أعرف منهم اليوم راض و كان على مرسي ناقم ،، و كذلك من عري جسدها من جند طنطاوي و من كشف على عذريتها منهم ،،
فبالله عليك لا تتحدث بإسم من له لسان شرعي يتحدث عنه ،،
و لا تقحم حق غيرك للإنتصار في قضيتك رغم أن من تنادي بحقه كان بالأمس و اليوم خصيمك أو خصيم من تدعم !!


_______________________________________________

رابعاً : نصرة لأقصانا و لسوريا !!!

1- فلتذهب لتنصرهم ،، إفعل مثلي و إحمل سلاحاً و إذهب إلى سوريا ، أو إفعل ما هو خير و إذهب إلى القدس !!
لماذا تحرق القاهرة لتنقذ دمشق ؟؟!!

2- و نصرة الدول لبعضها تكون بأفعال ثلاثة : الإغاثة ،، الجهد الديبلوماسي ،، الدعم العسكري السري و العلني .
و المعزول مرسي لم يقدم لا لسوريا و لا للأقصى أياً منهم !!
حتى مبارك الفاسد نفسه كان يغيث الدول المنكوبة ، و يقوم بجهد سياسي مكوكي أيام حصار عرفات !!
كل ما فعله المعزول هو نصرة أهله و عشيرته في غزة ،،
و هو عمل حق بطعم و هيئة الباطل ،،
لأنه لم يفعل معشار ذلك مع أي منكوبين غيرهم رغم أن من مات في كل أحداث غزة يموت مثلهم في ساعة واحدة في سوريا !!


_______________________________________________

خامساً : تريد الموت من أجل مستقبل أفضل لأولادك ؟!

من جديد لا أعلم في أي أبواب الشهادة هذه الفكرة !!
و حقيقة أرى من المنطق أن وجودك تربي أولادك هو عقلياً أقرب إلى مصلحتهم من أن يربوا يتامى بعد أن مات والدهم في سبيل عودة حاكم أحمق كان يرهن أصول وطنهم التي هي كل ما يملكون في وطن يكمل الرجل مصاريف بيته كل شهر بالدين و الصدقات !!


_______________________________________________

هدانا الله و إياك.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق