الأربعاء، 3 يوليو 2013

مستقبل فكر الثورة بين التعايش مع السيسي،وبين تكرار العنجهية الأنانية والحنجورية الغير مبررة!






* لله في خلقه شئون أحياناً تكون أعلى من المنطق البسيط للأمور، بل و أحياناً أخرى تكون غير مفهومة - لحظياً - للبشر ،،

- ما قدره الله من خلال حماقة و خيانة و كبر الإخوان هو ما حقن دم هذا الشعب و حفظ وحدة هذا الوطن ،،
الشعب الذي قسمته الأفكار المخلوطة و المغلوطة إلى فصائل كانت ستقاتل بعضها لسنوات لولا أنهم اليوم إتحدوا في مواجهة الحماقة و الخطر الأكبر لفكر و فعل الإخوان ،،

- هذا الإتحاد يحل إشكالية العداء الذي كان سيؤدي إلى تحزب و إحتراب بين "أجهزة و فصائل" المجتمع فيتفتت الوطن ،،
و مع ذلك فوأد العداء لا يغلق الباب أمام حساب "الأفراد" المجرمين في هذه الأجهزة و تلك الفصائل.

* ببساطة : تخيل مجموعة من الثوار الصلفاء الحنجوريين أو الحمقى أو المعدومي الكفائة تحكم بعد مجلس طنطاوي ،،
و تخيل كم المعارك الدموية التي كانت ستقوم بين جموع الثوار الممكنين من السلطة و بين :

- رجال أعمال الحزب الوطني و بلطجيته ،،
- الشرطة كاملة  ،،
- قوات الشرطة و التحريات العسكرية و المظلات ،،
- أهالي العباسية و عابدين و كل الأحياء التي ضربت الثوار .

تخيل نتيجة هذا السيناريو ؟!!

بالتأكيد بحور دماء ،، و غياب لإتحاد فصائل وطن يقف عدوهم على حدودهم الشرقية !
ربما كانت ستسيل دماء مجرمين  ،
لكن كذلك كانت دماء الأبرياء و المقاتلين في سبيل الحق "النسبي" حينها ستغرق أرض الوطن و تصنع حالة لا يمكن الخروج منها و لو بعد عقود و لنا في الحرب الأهلية اللبنانية عبرة .

* لقد أراد الله أن يكمل هذا الوطن مسيرته رغم الدم و الظلم حفظاً لحياة آلاف البشر و بقاء وطن مستقر متحد ،،
فأرسل الله لهم عدواً مشتركاً يوحدهم ،،
ثم سخر خصال البشر من "النسيان" للظلم ، و التطلع لحياة أفضل "بغريزة حب البقاء" ،،
فعاد المجتمع متوازناً من جديد ليس فيه روح القتال و لا شهوة الإنتقام .


- و كل ذلك لا يعطل - منطقياً - إعمال العقل و القانون في المستقبل لإبداع طرق لمعاقبة معظم المجرمين السابقين من "أفراد" كل تلك الفئات المتحدة الآن.
فأن تسيل دماء "أفراد" بحق أو حتى بباطل فهذا من سنن الحياة الطبيعية ،،
أما أن يحترب "المجتمع" فهذه من مصائب التاريخ .


* دعونا نعترف بخطايانا فهذا وقت تقويمها :

- الثورات التي حكمت و غيرت بجودة كان حدوثها بالترتيب التالي:

ثورة فكرية تضع فكراً يحدد "كيف" نصل لما نأمل ،،
تليها ثورة سياسية تحرك مجتمعاً "لرفض" الوضع السيء ،،
ثم يكلل ذلك الفكر و هذا التحرك ثورة شعبية،

- أما في ثورة يناير :
فتم الحشد لثورة شعبية إجتمعت على "رفض" مبارك ،،
تلاها تخبط سياسي بديهي لإنعدام الفكرة و التوافق حول شكل الوطن "المأمول" ،،
و حتى اللحظة لم تبدأ ثورتنا الفكرية التي يفترض أن تخبرنا "كيف" نصل إلى ما نريد !!

- قوة الثورة و الثوار لم تكن كافية كماً و لا كيفاً لكي ينصاع لها - ثقة أو خوفاً - لا المجتمع و لا مؤسسات الدولة ،،
- و المشروع الإسلامي الهلامي رغم أنه غير مكتوب و لا مفهوم إلا أن له زخماً عددياً و مادياً يدعمه ، و قدرة على النصب على الناس ،،
- و المجتمعات لا تُحكم إلا بـ "عــصا" أو "جــزرة" أو "نصب عاطفي" !!

لذا تحالف المجلس العسكري (صاحب العصا) مع الإخوان (أصحاب الجزرة و النصباية) عندما تأكد أنه في هذا المجتمع المفتت المجرف ليس هناك فريق يتبنى فكرة جيدة و يمكن الإعتماد عليه في تحالف بحجم يصلح لإدارة وطن !!

- لقد فشل الثوار في صياغة "مشاريع" عملية لإدارة وطن ، و فشلوا كذلك في خلق "كــيانات" سياسية قوية تتبنى فكرهم و تستطيع تحويله إلى سياسات و كوادر ،،
السبب كله يعود لمبارك الذي جرف وطناً من موارده و شعباً من عقوله و ضميره و نخوته ،
كل ما نحن فيه اليوم و غداً و بعد غد و حتى تفنى الأجيال البالغة اليوم سيكون من صنيعة يد مبارك !!

* لكل من يريد المشاركة في إصلاح الوطن سواءاً براديكالية ثورية أو بتدرج ديموقراطي :

 - في آخر سنين مبارك لم يكن هناك أمل في المشاركة بالمرة بسبب عصابة العادلي و عز و من ورائهما سوزان أم العبيط الحالمة بتوليه عبيطها ،،
- في سنة طنطاوي ضاع الأمل بعد أن أفشل خاويي العقول آخر دعوة تفاوض للشباب مع المجلس العسكري في نادي الجلاء ،،
- في سنة مرسي لم يكن لا للثوار ولا لأي من هو غير الإخوان دور محتمل في المشاركة في صنع طريق للوطن ،،

- لكن اليوم مع السيسي - الذي منطقياً لا أثق فيه بالمرة لكن الله هو العالم بالقلوب - هناك فرصة جديدة فتواصلوا معه و لو من باب إقامة الحجة عليه أو إيجاد عذر تقدموه إلى الله ،،
حاولوا أن تقتنصوا تلك الفرصة فالرجل بالتأكيد سيحتاج لتأييد شعبي كأقصى ما يمكنه جمعه ،، و سيحتاج لمعونة في حكم بلد بهذا الحجم و عدد السكان ،،
لكن بالله عليكم تواصلوا معه - إن إستطعتم - عالمين بحجمكم العددي و الفكري الحقيقي بلا مزايدات و لا خضوع ،
فما فشلتم فيه لسنتين و نصف بدمائكم و حناجركم صنعه السيسي - بقوة سلاحكم - في أسبوع واحد بصفحة واحدة من الكلمات !!

- و ليكن مطمعكم في الإصلاح اليوم هو محاولة إيجاد موطأ قدم في الصورة بقدر ما يتاح لكم و تقتنصوه بأنفسكم ،
فقط لتحاولوا دفع الفكر و السياسات الوطنية من دائرة فكر دولة العواجيز إلى دائرة فكر جيل أكثر حرية و أكثر إطلاعاً على خبرات الشعوب المتقدمة .

* أقول ما سبق و أنا من حارب بيده و لسانه كل أعداء الثورة على الباطل على مر مراحل التحولات الثورية ،،
- أقول ما سبق و أنا من نذر نفسه على مدار عامين إنقطع فيهم عن عمله و دراسته و حياته الإجتماعية ليحاول صياغة فكر و فكرة سياسية ثورية ،،
- أقول ما سبق و ولدي الثائر إغتالته الشرطة عمداً على باب قصر مرسي عندما راح ليعارضه ،
- أقول ما سبق و ما أنا بتارك قصاصه إن شاء الله من "الفرد" الذي قتله ، و من الذي حرض عليه ، و ممن يمنعني عن ذلك.


اللهم حاسبنا برحمتك لا بعدلك ،،
اللهم إنا ظلمنا أنفسنا فاغفر لنا و إرحمنا و وفقنا بكرمك لما فيه الخير و نصرة الحق.








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق