السبت، 8 يونيو 2013

"تصويت" الجيش هل سيؤدي إلى "تصويب" السياسة أم سيتحول إلى "صويت" على الوطن ؟!






بخصوص موضوع تصويت الجيش و الشرطة في الإنتخابات اللي إتهرى اليومين اللي فاتوا ،
و عملاً مني بأهم أسس النشاط الفيسبوكي و العمل الثوري بأن أكون دوماً (رد فعل) اعلق على تفاهات يشغلني بها من يستفيد من خداعي بشيء تافه ليمرر شيئاً أخطر ، أحب أن أعلق على هذا الأمر !!

* الشرطة طبعاً لن نناقشها ،، من يعتقد أنه مازال أمل في إعتبار الشرطة كيان آدمي العقل أو الضمير أو الفطرة فهو يعاني من مشكلة إدراكية بلا شك !!

* الجيش - لمن لا يعرفه من الداخل - وحداته ثلاث أنواع  (و كل كلامي هنا ينطبق على العسكريين بجميع أنواعهم ماعدا القيادات الكبيرة و الطامحين الصغار) :

- وحدات إدارية (مدنية تقريباً) :
كل عملها اليومي مرهق و متواصل كما في كل الأمور التي تخص السجلات و التغذية و المرتبات و العلاج و منافذ البيع و الترفيه :

و في هذه الوحدات أصلاً محدش فاضي يهرش ، و لا يهمه سياسة و لا عايز ينتخب ، و هيبقى كل همه يضرب يوم عارضة قبل أو بعد يوم أجازة الإنتخابات !

- وحدات قمع (شرطة عسكرية و تحريات و أمن حربي و حرس جمهوري) :
الفئة دي بالمناسبة الشرطة المدنية جنبها تبقى ملايكة ،
و أترك لخيالكك تصور شكل تفكيرها في السياسة أو طموحاتها في شخص من تنتخب ، و إنعكاس ده على المجتمع بعد أن أخبرك أن التعيين و الترقي في هذه الوحدات يتناسب عكسياً مع جودة الأخلاق و الكفائة العسكرية التخصصية و الإلتزام الديني !

- وحدات تدريبية و قتالية (أصل وظيفة الجيش و أكثر كثافة عددية فيه) :
دي بقى بالمختصر أماكن للأنتخة إلا إذا كان هناك تكدير متعمد كعقاب و ليس كرفع كفاءة أو إستعداد !
الوحدات دي اللي ممكن تعيش فيها الحياة الإجتماعية للجيش القائمة على "التنبلة" و "الهيافة" الكاملة ،

لا هم سوى الأكل و الحصول على أي شيء مجاني من الجيش ! (ملابس ، ترفيه ، خدمات من عساكر) ،
لا مسؤولية حقيقية سوى تأمين سلاح الوحدة ،
أوقات طويلة يمكن إستخدامها في الدردشة و الحكاوي ، أو التريقة و تقطيع فروة معرفة قديمة أو حديثة ، أو الفتي في أي أمر في الحياة بلا أي فهم أو معلومة ، أو إفتعال خلافات أو إبداع خوازيق متبادلة عند قائد الوحدة لا لشيء سوى شغل الفراغ !

طيب إيه اللي بيمنع الخلطة المدمرة اللي فاتت دي من الإنفجار ؟ حاجتين :

1. غياب التنافس الفكري - لأنه لا فكر فيها أصلاً و الفكر هناك مادة للتندر و السخرية منه و من حامليه من العيال السيس خريجين الجامعات اللي فاكرين نفسهم بيفهموا - فبالتالي حتى المختلفين في الرأي لن يتحزب أي منهما لرأيه لأنه غير معتنق له أساساً و كل الموضوع تضييع وقت !
و لأنه لا مصلحة متحققة من تبني رأي ما ، فرأيه مثل عدمه ، لأن ما سينفذ في الواقع هو الإملاءات القادمة من القيادة !!

2. السبب الثاني هو السيطرة الكاملة على أفراد هذه الوحدات سواءاً :
. بكونهم يطيعون الأوامر فقط دون أن يستشاروا عن آرائهم فيها و بالتالي يفقدون أي شعور بالأهمية أو بإمكانية التغيير ،
. و بفكرة الرشوة الإخلاقية في زيادة الإمتيازات ،
. و بالرقابة و التدخل الدائمين من الأمن الحربي و التحريات و الشؤون المعنوية للتأثير على رأي الأفراد و طريقة تعبيرهم عنه .

- الآن تخيلوا معي الآن أن الفرد في ذلك النوع الأخير من الوحدات أصبح مشتغلاً بالسياسة و لو حتى بمجرد التصويت و ليس التحزب و الترشح :

. تخيلوا قعدة الضباط في الإستراحة بدل ما كانت أي هري بقت زيها زي كل حواراتنا في الشارع و الواد النقيب ده مسك رأي سيادة المقدم و فنده و وضح إنه أي كلام و إن المقدم ده دماغه تعبانة ، تفتكروا إيه النتيجة المتوقعة ؟!

. تخيلوا لما القائد يمسك المايك في طابور التمام الصباحي و يرجع أفكاره السطحية في وش الطابور ،، كان الأول بيحكي في أي هري أو في شئون الوحدة ، دلوقتي إيه اللي يمنعه إنه يضيف التاتش بتاعه في الشأن السياسي ؟ طيب لما يأفور و الطابور يقرف من هبله و يبتدي يزمجر و يعمل صوت و حركة تبقى عسكرية إيه دي و لا مؤاخذة ؟!

. تخيلوا معايا برنس الليلالي عمنا الملازم اللي قاعد مع سرية عساكر لأي سبب بعد ما ركن النضارة الشمس و علبة السجاير النيكيست و ماديلية المفاتيح - اللي مش عارف يحطهم في الأوفرول لأنه محزقه عالآخر - قعد يهذي بأي فكس متصنعاً الأهمية و الإطلاع على أسرار الدولة ، و بالتالي هوا كمان يحط التاتش بتاعه ، فيتلقف هذا الإدراك المضروب العساكر الغلابة و يروحوا ينقلوه لأهلهم في القرى و النجوع و العزب على إن ده رأي داهية الحرب و السلام ؟! تفتكر ده عمل أخلاقي ؟!


* أحبائي التائهين في دروب الخلطة المصرية و العالمية السياسية و الفكرية و الأخلاقية :

- الضباط مواطنون مكتملي الحقوق ،،
حتى و لو إختلفنا في إشتراكهم في التصويت لإختيار "أشخاص" لإحتمالية التحيز لهم فيما بعد ، فلا يمكن أن ننكر حقهم في التصويت على تعديلات "لدستور" بلادهم ،،
هذا الدستور ليس فقط سيؤثر في حياتهم لفترات طويلة ، لكنه كذلك سيحدد حتى طبائع وظائفهم العسكرية تلك و إلتزاماتها و ولاءاتها !

* لكن :

- الديموقراطية نظام أثبت قصوراً شديداً حتى في الدول التي تحارب من أجل نشره ،،
نظام بلي من كثرة الإستخدام و ظهرت أمراض فيه و ثغرات يمكن التحايل من خلالها على إرادة الناس ،،
الديموقراطية - منذ عشر سنوات - تحولت من "نظام أحمق" إلى "حُـمق منظم" !!

- و حتى لو إختلفت معي في ذلك فأعتقد أنه من المفهوم و أصبح اليوم أوضح أنه "لا ديموقراطية في مرحل إنتقالية بعد ثورة" ،،
فأنت تثور ضد "حاكم" و "رجاله" و "أدوات قمعه" و "قوانينه" و تثور أيضاً ضد "تأثيره في المجتمع" ،

. فكيف تطلب رأي المجتمع الذي تفترض أنه أصبح مشوه الإرادة ؟
. و كيف تحتكم إلى قضاء و قوانين لو كانوا نافعين لما إضررت أصلاً للثورة لأنهما كانا من المفترض أن يأتياك بحقك من الحاكم ؟!
. و كيف تأتمن رجال النظام القديم على الرقابة على الديموقراطية ؟
. و كيف تقبل حماية تلك الإنتخابات و الشرعية المترتبة عليها ممن كانوا أدوات قمعه ؟!

- هل تعتقد أننا في وضع الأمية السياسية و حالة السيولة المجتمعية و التشرذم المؤسسي اللاتي نعيشهم يمكن أن تؤتمن مؤسسات يتجاوز عدد أفرادها المليون و نصف من أن تتحزب لنفسها للتأثير على القرار السياسي الوطني ؟!

- و لو إختلفت معي في هذه أيضاً فهل ترى مما شرحته لك عن طبيعة أفراد الجيش و الشرطة أملاً في أن تأتي ممارستهم لحقهم في التصويت بأي نفع ؟
أم ستحول الحالة المصرية من مجرد "خرابة السياسية" إلى "حريق" في محتويات هذه الخرابة ؟!

* أعتقد أننا كمصريين لسنا فقط مبدعين في "الألش" ،،
لكننا كذلك المصنف رقم واحد في العالم في لعبتي "الزن على خراب عشنا" و "البحث عن النكد بمنكاش" !!






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق