الأحد، 16 يونيو 2013

الإنسان الجاهل رغم غزارة المعرفة التخصصية والذي يحاول تحويل الوطن من"معتقل"إلى"صالة ترانزيت"ثم إلى"مدينة ملاهي"و يصدق"المسلماني"و ينتخب"أبو الفتوح"!








* فيه ناس بتبقى غبية (بروسيسور ضعيف) و جاهلة بلا معلومات (هارد ديسك 13 كيلوبايت فقط كافية لحفظ ردود الأفعال الحيوانية الحافظة للنسل و الحياة)

- و فيه ناس العكس "بروسيسور" جامد و "هارد ديسك" واسع ،،

النوع الأخير ده فيه صنفين :

1- صنف قرر إنه يملأ "الهارد ديسك" ده بأمور هامة حقاً : عقيدة ، ملاحظة و تحليل للبيئة و الناس ، فلسفات حقيقية.

و الصنف ده بيوصل لحاجة إسمها "الحكمة" ،
و اللي بيوصل للحكمة بيعرف إن الدنيا دار هم و إبتلاء ، و دار عمل و نصب ،
و أنه لا شيء بلا ثمن ،
و أن الحقوق تنتزع لا توهب ،
و أنه لابد للحق من قوة تحميه ،،

اللي من الصنف ده بيبقوا شايلين على دماغهم هم معرفتهم بكل ما سبق ، و هم تغييره للأفضل أيضاً !
و عشان كده تلاقي ضحكتهم عزيزة و إبتساماتهم مهمومة ،
و فيهم قال الشاعر "صاحب العقل يشقى في النعيم بعقله" .

______________________

- و الصنف الثاني من جيدي "البروسيسور" و واسعي "الهاردديسك" هو صنف أقل جرأة و أقل شعوراً بالمسؤولية تجاه الآخرين ،،
الصنف ده بيقرر يستعمل البروسيسور المتطور ده لمصلحة شخصه فقط:

بيفكر في دراسة أو مشروع خاص ليتميز هو بغض النظر عن فائدة الآخرين ،
بيفكر إزاي ياخد حق غيره بالفهلوة او لو كان طيب بيقعد كل همه في الدنيا إزاي يحور عشان ياخد حقه الشخصي من دولة نتنة يقرر أن يمارس معها "التقية" فيتكيف للعيشة في نتانتها ثم يتركها في أول فرصة ،
ثم يعود ليتمتع فيها بماله و علمه الذي إكتسبه خارجها ،
و كأن وطنه بالنسبة له هو "معتقل" ثم "صالة ترانزيت" ثم "مدينة ملاهي" !

و هذا النوع من الأذكياء يقرر أن يملأ هارديسكه بما يفيد رغباته تلك ،، فيحشو دماغه بمناهج علمية عديمة الفائدة ، ثم أبحاث أيضاً عديمة الفائدة من أجل نيل درجة علمية لكي يستطيع الفكاك من المعتقل ليحوله إلى صالة ترانزيت و ملاهي !

هذا النوع في الحقيقة جاهل رغم الكمية المهولة من المعارف التي في هارديسكه ،، هو جاهل لأن كل تلك المعلومات لا تصنع فكر إنسان إنما تصنع "سوفت وير" لماكينة مهنية تؤدي وظيفة واحدة !

غالباً ما ترى هؤلاء الجرذان آمنون في الحروب ،
أغنياء في المجاعات ،
طلقاء عندما يحبس المنادون بالحق و العدل ،
و لذا فيهم يصدق قول الشاعر عن الجهلاء " و أخو الجهالة في الشقاوة ينعم" !!

______________________

هذا النوع الأخير من البشر يخصص وقت فراغه لنفسه فقط ،،
يبحث فيه عن المزيد من المتعة لا المزيد من العطاء ،،

هذا النوع من البشر يبحث عن الحقيقة في صفائح القمامة الفكرية لأنها سهلة المنال وفيها كل ما يريحه بغض النظر عن صحته !

هذا النوع من البشر يستمع للمسلماني و ينتخب أبو الفتوح !

________________________

سلسلة مقالات حول العيب الفكري العربي : التحوصل الأيديولوجي و التمحور حول الذات و العشيرة :



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق