الأحد، 16 يونيو 2013

صورة من داخل مدن و ريف سوريا







ليس من سمع كمن رأى ،،

- أرقام و صور الضحايا التي كنت تشاهدها في التليفزيون تتحول إلى دماء على يديك ،
صرخات تقطع نياط قلبك ،
و مشاهد تملأ عينيك بعجين الأجساد و الدماء و ركام البيوت التي كانت آمنة فأصبحت بعد لحظة مهدمة من القصف ببرميل ناسف !!

- النازحين بداخل سوريا نفسها - الذين لم تسمع بهم أساساً - ترى منهم آلاف الأسر تعيش تحت ظل أشجار الزيتون في عراء الجبال ،
يشربون ماء الري الجوفي ،
و يأكلون ما لا يقيم أود بشرِ كماً أو كيفاً ،
و يعيشون في مرض من إنعدام حتى إمكانية إستعمال حمام مغلق !!

- ذلك الشاب اليافع الذي يشرب معك الشاي عصراً حاملاً سلاحه ثم يعود ليموت بين يديك نزفاً على إثر رصاصة أطلقها عليه كلاب الأسد عندما كان يدفعهم عن مهاجمة آمنين في قريته ،،
و الضابط المنشق الذي يحكي لك كم قاسى و ترك كل دنياه ورائه في سبيل مبدإه ،،
و الورشة الأكثر نشاطاً في القرية التي تكتشف أنها ورشة صناعة شواهد القبور !!

* عندها فقط تعلم أن هناك إيماناً و إنسانيةً قد نزعتا من قلوب من يحكمون بلاد العرب و المسلمين و حلت مكانها دياثة و وضاعة ،،

- و عندما تقارن من يتشاكسون على الشاشات حول خلافات سياسية صبيانية في بلاد أخرى بنازح ترك بيته و ماله مرات عديدة و ذاق ويلات الجوع و المرض و إنعدام الأمن لكنه ما زال مؤمناً ثابتاً على عقيدته و على روح نضاله ،
فلا يسعك إلا أن تراهم في ضآلة النمل الذي خشي من جيش سليمان ،
و في حقارة آكلات الجيف التي لا إنجاز لها و لا نخوة !!







من ظلمات بشار التي فرضها على الشعب السوري ظلمة "العقيدة و الفقه"

فهو "ككافر" صرف ، جعل الدعاة في المساجد السنية كلهم تابعون للأمن ، و إختارهم كلهم من الصوفية الذين لم يصدروا للناس فقهاً و لا فهماً ، إنما روحانيات مغلوطة و شعائر بدعية ،،

فدوماً كان المطلب من أهالي القرى في سوريا من كل زائر لهم من مصر يتوسمون فيه العلم و المعرفة أن يعظهم في دينهم و خصوصاً في أوليات الفقه ،، لقد كان رجال خمسينيون يسألون عن بديهيات في فقه الطهارة لاعنين بشار الذي غمسهم في هذا الجهل !!

هذا المطلب أصيل هناك ،،

و رغم ذلك و على عيني رأيت تمنعاً و تملصاً من (جعجاعي منابر مصر) عندما طالبهم الإخوة في سوريا عشرات المرات على الهاتف و الإنترنت بالسفر إليهم للخطابة و الدعوة ،،

فما كان منهم بعد تنطع و طول إنتظار إلا أن أرسلوا إلى سوريا كلها 3 من الشباب حديث السن من مبتدئي طلب العلم !!!

تباً لمن كم تاجروا بالقضية و لم ينصروها نصراً واجباً .


______________________________________


سلسلة مقالات عن سوريا







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق