الاثنين، 13 مايو 2013

"يخني"العمل الأهلي و"فخفخينا" الظهور و التأثير بلا كفاءة أو خبرة، هم أسباب"التلبك التطوعي"و"الإسهال الثوري"في"أمعاء الوطن"!






* العمل الأهلي التطوعي في بلاد العجائب التي نعيش فيها هو بدعة جديدة على شعب يرى الحكومة أمه و جلاده !
و بحكم أن الأمر مستجد عندنا ، و بحكم أننا قوم نعيش "لنفتي" لذا حصل لدينا كثير من الخلط و الدمج الضار بين صنوف العمل التطوعي و العام .

- فالكل تقريباً تصور أنه مناسب لكل شيء !!
و الناس تطلب من صاحب كل فكرة أن يصيغ كل الأفكار الأخرى المختلفة الطابع فقط لأنها مفيدة !!
ثم يطالبونه بتنفيذها أيضاً بنفسه !!
بينما يكتفون هم بالفرجة و الإستفادة من منتجه !!

- و بما أننا في ثورة ،،
و بما أن تلك الثورة ليس لها فكر محرك و لا قائد موجه لذا إستباح الجميع أن يجعل من أحلامه الشخصية نواة لحلم الثورة !
و رأى كل صاحب جهد تطوعي أن جهده جهد ثوري حتى و لو كان يصلح أجهزة كهربائية بالمجان !
ثم تطور الأمر ليحتكر كل لعمله مسمى الثورة ، فأصبحت الثورة بالنسبة لبعضهم ربما تنحصر في قوافل طبية !

* يا أهل مصر : للعمل العام صنوف كثيرة ،،
و حتى لو أتقنت ما تعمله منها فليس معنى ذلك أن ما تفعله هو لب الثورة و وقودها !

- صديقي الخدمي :
بارك الله فيما تخدم به الناس من قوافل طبية و معارض ملابس مخفضة و حملات إطعام ،،
لكن يا صديقي ما تفعله ليس ثورة ، أنت تسكن بمالك و جهدك آلام فقر لمجتمع فلن يثور على حاكمه اللص الأحمق !

- صديقي التنموي :
بارك الله فيما تقدم للناس من أفكار تنمية بشرية للأميين و المهمشين ،
و ما تقدمه من تنمية مجتمعية بفرص عمل للعاطلين و الأمهات العائلة و خدمة صحية مستدامة في المناطق المحرومة ،،  
لكن يا صديقي ما تفعله ليس ثورة ، أنت توفر بمالك و جهدك للحكومة ميزانية الإنفاق لأداء ذلك الدور ، فتوظف هي ميزانيتها لشراء قنابل الغاز و مدرعات الأمن المركزي !!

- صديقي الحقوقي :
بارك الله في جهدك الدؤوب لفك أسر مظاليم الثورة و جنودها ، و في تعريضك لنفسك لأخطار الإستهداف ممن حبسهم ،،
لكن ما تفعله ليس ثورة ، تذكر أنك بكل ما فعلت رسخت شرعية أحد أدوات الفساد التي ثرنا ضدها و هي "القضاء" فترك الناس القصاص في حق الشهداء إنتظاراً لحكم محاكم عينها القتلة !
و رسخت تجريم المجتمع للفعل الثوري العنيف عندما أنكرته أمام المحاكم و فشلت في شرعنته أو على الأقل إقراره و لو بلسانك !!

- صديقي السياسي المهادن البراجماتي :
بارك الله فيما إقتنصته من قشور الإصلاح التشريعي و الإداري ،،
لكن ما تفعله ليس ثورة ، أنت تلعب بإقتدار دور "المحلل" لسلطة غير قابلة للمناصحة و فاقدة للشرعية و مستحقة للخلع و المحاكمة !!

- صديقي الدعوي :
بارك الله في جهدك لإصلاح قلوب و عقائد الناس ،،
لكن ما تفعله ليس ثورة ، إذا إكتفيت بتخدير قلوب الناس بالرقائق و لم تغرس فيهم قيم الجهاد من أجل الحق و فضل الصدع به في وجه الظلمة !!

- صديقي التنويري :
بارك الله في نواياك الطيبة لتوعية الناس بالحضارة و الحقوق ،،
لكن ما تفعله ليس ثورة ، ليونتك في العرض كانت سبباً في تخدير الناس ضد الظلم و بالتالي إنفضاضهم عن دعاة الثورة الحقيقية و تحلقهم حول معسول كلامك الفارغ من أي مضمون تطبيقي،
فأنت لم تهتم بمراجعة منظومتك الأيديولوجية المهترئة ، و صدرت للناس أنصاف أفكار على أنها حقائق فنتجت تلك المسوخ الفكرية المتنابزة التي نعيش في ضوضاء صراعاتها !!

- و أخيراً صديقي الثوري :
بارك الله في جهدك و تضحياتك من أجل وطنك ،،
لكن ما تفعله لن يكون ثورة ، طالما أعجبتك نفسك و صممت على العشوائية في التفكير و التصرف ،
و إلتزمت فقط "فكرة" الثورة و تغاضيت عن إلتزامات "فكرها" الذي يوجب عليك النزول على الحق أينما كان حتى و لو على نفسك ، و عدم تقديس الأشخاص و لا التحزب لشيء لمجرد أنه قديم و معتاد !!


* هؤلاء جميعاً أفاضل وهبوا وقتهم و جهدهم و مالهم طوعاً من أجل ما يتمنونه من صورة لمجتمع أفضل و بلا إنتظار مقابل ،،

- لكن لماذا نصر على أن نسميهم "ثوار" ، ثم نحسبهم و نحاسبهم بناءاً على هذا التصنيف ؟!
هل هو من باب التكريم كما نقول لأي شخص نحترمه "يا بشمهندس" حتى لو لم يكن لعمله أي علاقة بالهندسة ؟!

- ليس كل معارض ثائر ،
- و ليس كل نزيه ثائر ،
- و ليس كل من نزل لفعالية أو أيد رأياً ثورياً ثائر ،
- و ليس حتى كل من أنشأ مؤسسة ثورية أو سكن خيمة في الميدان ثائر !


* الثائر هو المؤمن بفكر و فكرة الثورة ،،

- "فكرة" الثورة :

كانت في كل زمان و مكان ثابتة ، و لم تختل سوى في ثورات الربيع العربي لسبب الغزو الفكري للثوار من أعداء الثورة (شيوخ السلطان،عبيد السطان،حلفاء السلطان) ، و بسبب تقمص "التنمويين و الخدميين الطيبين" لدور "الثوار المحاربين" فخففوا تركيز "عصير الثورة" ليصبح لون بلا طعم تقريباً !!

فكرة الثورة هي : التغيير من قمة الهرم قبل محاولة إصلاح القاعدة ، خلع نظام فاسد و تدمير أدواته ، و صنع نظام جديد يمكن من أن تكون سياسات الحكم نابعة من فكر الثوار ،،


- "فكر" الثورة :

. هو فكر ذلك الطفل الذي كلما قلت له شيئاً يرد قائلاً : "ليه" ؟

.  هو نظرة التحدي في وجه كل صاحب سلطة من أول مربية الحضانة إلى صاحب العمل و حتى حاكم الدولة ، نظرة تقول بلغة العيون : "أنا لا أخافك ، لن تجبرني على شيء ، سأطيعك فقط إن رأيت أنك على حق" ! ،،

. هو أنه لا قداسة للقديم لمجرد أنه قديم ، بل الإعتراف و الشرعية للحق و للحق فقط ،،

. هو أنه لا قداسة لشخص ، و لكن الإحترام و الإنصياع يكون لصحة الفكرة التي يطرحها الشخص ، فإن أصاب إتبعناه ، و إن حاد عن الحق قومناه ، فإن لم يستجب جنبناه ، فإن أصر على الإفساد حطمناه !!

. هو أن اليقين لا يُلقن ، و لكن هذا اليقين يأتي بعد الشك ثم التفكير ،، فإن وجدت الحق بعد ذلك كان إيمانك به راسخ ، و تضحيتك في سبيله لا حدود لها فحياتك نفسها مقارنة بما تؤمن به رخيصة !!

. هو فكر النبل لدى الشريف الذي لا يستدجن بسيف و لا بسوط ، لكنك تأسره بكرم خلقك أو بصحة منطقك ،،

. هو فكر أولئك الأقلية الذين آمنوا بالأنبياء الذين أتوا بالجديد ، بينما الأغلبية من أقوامهم رفضوا الحق فقط ليحتفظوا "بإستقرار" القديم !!

* فهل أنت ملتزم "بفكر" و "فكرة" الثورة أيها الثائر ،،
أم أنت مكتف بفعل ما يناسب هواك و إمكانياتك ،
ثم إدعاء كل الفضل ،
ثم تقديس ايقونات الثورة من "ميدان" و "حراك" و "نشطاء" ؟!

__________________________

للمزيد حول نفس الموضوع تفضلوا بمشاهدة الصورة التالية و المنشورات الموجودة في التعليقات عليها على فيسبوك :


أحبائي الإصلاحيين:جهدكم يقتلنا!ألم يحن وقت إنتزاع الصك و تمزيقه بدلاً من تحسين شروط العبودية ؟!


("التوعية"تلك الكلمة الرنانة الزائفة التي يتشدق بها الفاهم والجاهل على السواء،فالأول يقولها"كسلاً"والثاني "يردد" كما يملي عليه ضعف عقله)

الإصلاحيون في ثورة كالراقصون في مأتم




"يخني"العمل الأهلي و"فخفخينا" الظهور و التأثير بلا كفاءة أو خبرة، هم أسباب"التلبك التطوعي"و"الإسهال الثوري"في"أمعاء الوطن"!


سلسلة مقالات نقد و تصحيح المسار الثوري و محاولة وضع الفكرة قبل الحركة و العقل قبل العاطفة
(تحت التجميع و أنتهي منها قريباً إن شاء الله)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق