الاثنين، 12 نوفمبر 2012

المؤمن الحكيم متبع شريعته ، و المؤمن الرقيق المتبع للوسطاء و الخرافة






*  أعتقد أن المعجزات نزلت فقط لتثبت إيمان مؤمنين أو تذهل كافرين كلاهما ضعفاء العقيدة أو العقول أو إجتمع عليهم الضعفين معاً ،،

- أما الحكماء  فقد أنزل الله إليهم في شرائعه أدلة عقلية على ألوهية منزلها كوصف ما لا يحيط به سوى خالق عليم ، و بالإخبار بغيب لا يعلمه إلا من كان مقدراً للمقادير ،  و بإحكام الصياغة و الحفظ للتنزيل ،
و أورد في ذلك التنزيل ما يؤكد منطقياً إستمرار ربوبيته و رعايته للخلق و إستحقاق عبادته بإنزاله شرائع محكمة ، و بالتحذير من يوم حساب منتظر ، و بدلائل رحمة و نقمة يجدها المؤمن في الدنيا فيؤمن بوجودها كذلك في الآخرة ،


* لذلك إن أردت أن تعرف إن كنت مؤمناً حكيماً أم ضعيف العقيدة أو العقل فراقب نفسك عند سماعك ما قد يشوبه الخرافة في أي خطاب ديني :

- فإن تحفز عقلك للإستنكار و سعيت لمزيد من التثبت العلمي أن تلك حقيقة علمية أو معجزة إلهية خاصة مخبر عنها ، و إذا لم يؤثر إكتشاف صدقها من تلفيقها على قوة عقيدتك فإعلم أنك أقرب إلى الحكمة و أنك مؤمن ثابت لأنك عرفت الله بعقلك ،،

- أما إن طربت روحك لكل خرافة ، و إرتسمت على وجهك لسماعها تلك الإبتسامة الواثقة ، و طلبت من محدثك تكرارها ، و جعلت منها نواة لحوارات مستقبلية فإعلم أنك من ذلك الصنف الثاني الذي كان الله عز وجل ينزل إليهم المعجزات ،
ينزلها لأنه فاطر نفوس البشر ، و هو من جعل عقولهم على طبقات في الفهم ليدفع بعضهم بعضاً في تعمير الأرض فيكون كل منهم عوناً أو فتنة في الإختبار المسمى "الدنيـا" ،
ينزلها لأنه يعلم بأن الوثنية فكرة أصيلة في النفس البشرية يعتنقها ضعاف الهمم لنظرتهم الدونية لأنفسهم ، هم لا يتخيلون كيف يمكن ألا يكون بينهم و بين ربهم العظيم وسيط !

- تلك الدونية البشرية التي تتمثل في كل أمة و زمان مصنوعة من إضافات البشر ،،
من أول عبادة وثن كقربى لله ،
إلى كهنوت يجعل قساً أو صاحب مقام صوفي أو شيخاً هو الواسطة بين العبد و ربه في المغفرة أو الدعاء أو فهم النصوص المنزلة ،
و حتى التمسح المتباكي في قبر الرسول عليه الصلاة و السلام أو حتى في أستار الكعبة !!

- و لا فائدة من تلك الشركيات للإنسان في دنياه ولا أخراه إلا أن يتسلط على حريته كاهن في العصور القديمة ثم أسقف في العصور الوسطى ،
أو أن يتسلط على ماله قائم على صندوق نذور في الماضي القريب ،
أو أن يتسلط على قراره اليوم بغبائه أفاق ديني أو سياسي فيتعبه في الدنيا و يحرمه في الآخرة بما ينفقه من جهود و بما يتحمله من آثام !!


*  سبحان ربنا الله الذي قال : ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإٍ ذكرته في ملإٍ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبرٍ تقربت إليه ذراعاً ، وإن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) ،،

- و صلى الله و سلم على نبيه الذي قال : (استفت قلبك واستفت نفسك  ، البر ما اطمأنت إِليه النفس والإثم ما حاك في النفس و تردد في الصدر و إن أفتاك الناس وأفتوك)

- و رحم الله الصديق الذي قال : "  من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله في السماء حي لا يموت "

- و رحم الله فاروق الأمة بن الخطاب الذي قال : " والله لقد علمت أنك حجر ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقَبِّلُك ما قبَّلْتُك" .


* اللهم أرنا الحق حقاً و إرزقنا إتباعه ، و أرنا الباطل باطلاً و إرزقنا إجتنابه ، و فقهنا في ديننا و لا تجعل الدنيا أكبر همنا و لا مبلغ علمنا ، و سدد بهداك خطانا على صراطك المستقيم إنك أنت العليم الرحيم الهادي السميع يا الله





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق