الخميس، 6 سبتمبر 2012

مجرد مقال رجعي آخر يستخدم العلم و المنطق ليتحدث عن الإحتشام و التحرش و تعدد الزوجات و الأفلام الإباحية و الحرمان الجنسي و السعودية و فرنسا و فسيولوجيا الجنس و ضلالات أخرى !!





في الصورة : يميناً : مصرية من العشرينات و يهوديات محجبات ، يساراً مسلمات أتراك و راهبات بحجاب كامل





* من فضلك لا تقرأ هذا المقال :
- فهو طويل ككتاب ، و هو - لمن يبحث عن حل بسيط - متعب من حيث الكم و نوعية الفكر المطلوب لفهمه ،،
- لا تقرأه لو كنت تستحيي من العلم أو من الحقائق المخزية ،،
- لا تقرأه لو كنت باحثاً عن تهريج من نوعية تهريج الدكتور الرائع العقل خفيف الظل باسم يوسف ، أو عن جرعة جدعنة جوفاء من عينتي "قطع إيدك يا خنزير" أو "لمي نفسك يا فاجرة" !
- لا تقرأه لو كنت ممن يتجنبون الفكرة الجديدة ، و يبحثون عن الأفكار التي تشابه أفكارهم فقط ليطمئنوا بها لصحة معتقداتهم بغض النظر عن جودة البحث و الباحث و المبحوث عنه !
فقط إقرأه لو لم تكن فيك خصلة مما سبق ، أو وُجِدت لكنك عزمت تغييرها !!

* لن أستبق الشرح و التحليل بتروعيك فكرياً بأمور مثل وجوب الإلتزام الكامل بشرع الله ، هناك كثيرون يبرعون في ذلك ، فدعني أنا أفعل ما أستطيع من تفسير ما يقولونه لك لكن بمنهج علمي "علمانيٍ جزئيٍ و لبعض الوقت" ،،
- أنا هنا و إن كنت سأدلل على فكرتي أحياناً بنص شرعي ،، إلا أنني سأحاول أن أقنعك بالفكرة بشكل منطقي و بأسانيد علمية سواءاً كنت مسلماً أصلاً أم لا ،
- فتعال معي و حاورني فقط بما حاورتك به (العلم و المنطق) ، و أتمنى عليك مسبقاً ألا تدخل على حوارنا آفات الحوار اللاحضاري العربي من سخرية ، أو تسطيح ، أو محاولة النيل من الفكرة بمهاجمة شخص طارحها أو بالتفتيش في نواياه و إنتماءاته أو تاريخه  .

________________________________

1- ما هو التحرش  ؟ هل هو عرض أم مرض؟ هل للتحرش سبب واحد أم أسباب متعددة ؟

- في البداية تعالوا نتفق على شيء حتى نعرف عن ماذا نتحدث ،، على تعريف التحرش الجنسي  (و إن كنت أفضل لفظ "العدوان الجنسي" ليشمل : العدوان الجسدي "النهب الجنسي" ، و العدوان اللفظي "الإرهاب الجنسي" ،، فالتحرش معناه محاولة إثارة الآخر أما الأمر الذي نصفه اليوم فهو : محاولة أخذ متعة غير مستحقة بغض النظر عن محاولة التأثير في الآخر ) ،، لكن بما أن التعريف قد إستقر فلا داعي لكثير من الجدل اللغوي ،،
من وجهة نظري أن تعريف التحرش الجنسي هو : "العدوان الجسدي أو اللفظي المرتبط بإبداء الرغبة الجنسية بغير إستحقاق و لا قبول بين الطرفين"  ،
و هو بذلك يستوعب تحرش الجنس بالجنس الآخر أو بنفس الجنس ، يستوعب أيضاً الإغتصاب ، فأنا أعتبر الإغتصاب هو أقصى التحرش و ليس أمراً منفصلاً عنه ،،
لكن ذلك التعريف لا يستوعب مطلقاً فكرة التحرش بالنظر ، فمن تتعمد إبداء مفاتنها لا أعرف سبباً يجعلها تغضب عندما تلفت تلك المفاتن نظر الناظرين ! أعتقد أنها نجحت في مسعاها و هذا يدعوها للفرحة و ليس للحرج حسبما أفهم ! على كل ، للتحديد أنا هنا أناقش القضية المؤثرة في مجتمعنا ، قضية "التحرش الجسدي الجنسي من رجل بإمرأة لا تشاركه علاقة جسدية إتفاقية"  ، عن "النهب الجنسي" أتحدث .

- و "التحرش الجنسي" ليس مرضاً إجتماعياً قائماً بذاته ، فلا هو بكثافة المخدرات ، و لا بعرفية الثأر ، و لا بعمق و إستقرار الشذوذ مثلاً ،، إنه عرض لعدة ظروف جسدية و أمراض نفسية و إجتماعية بعضها سؤوردها بإختصار في هذه الإجابة ،،و أخرى أفصلها في إجابات على أسئلة تالية في المقال ،،

- من الخطأ النظر للتحرش على أنه مشكلة بسيطة ذات بعد أو بعدين ، من يفعل ذلك فهو غير مدرك لطريقة التفكير المحيطية المطلوبة لمن يتصدى لمشكلة مجتمعية ، التحرش مثل مشكلة المرور ، لا يمكن أبدأ حصرها في ضيق الطرقات أو عدد السيارات ،، المشكلتان لهما أبعاد كثيرة أخلاقية و إقتصادية و سياسية و قانونية و فكرية ، لذلك فحصر أسباب مشكلة التحرش في تطاول الذكور أو ملابس الإناث هو تسطيح مخل .

* التحرش الجسدي يتولد كالآتي : "إحتياج" طبيعي ، زاده إلحاحاً "إثارة" متعددة الجوانب ،  تلاه "حرمان"  و "إحباط" من إمكانية إشباع ذلك الإحتياج أو إنتهاء ذلك الحرمان ، فولد "عنفاً" إنسانياً ، إذا إختلط "بجرأة" على الإجرام و "خسة" أخلاقية أنتج ذلك المنتج القذر الملامح !
لذا وجب على من يتعرض لمحاولة تحليله أو علاجه أن يتعرض لهذه العوامل السبعة بتفاصيلها و مسبباتها :

1- الإحتياج : أناقشه في السؤال التالي

2- الإثارة : فكرة إثارة غريزة ما هي أمر تراكمي ، و نتيجة هذه الإثارة لا تقع بالضرورة على شخص المثير ،،
فكروا معي : هل العنف الموجود في فيلم سينمائي يثير المتلقي للعنف لحظياً أم يتراكم لديه ذلك المؤثر ربما لسنوات ؟! هل لو وصلت إثارة العنف لدى المتلقي إلى منتهاها فهو يوجه عنفه إلى شاشة السينما أو التليفزيون ذاتها أم يوجهه إلى أشخاص أو أشياء أخرى حوله ؟!
لذلك فالإثارة هنا لا تعني بالضرورة الإثارة ممن تقع عليها جريمة التحرش ،، إنهاالإثارة من قنوات أغاني الجسد و أفلام العري ،، الإثارة المتراكمة من أخريات في الشارع ربما حتى في أ وقات أخرى ،،  الإثارة من تعمد قطاع كبير من بنات اليوم مدفوعين بتوجيهات من أمهاتهن للأسف لإبداء مفاتنهن الجسدية و المعنوية لزوم جر رجل العريس !!

3- الحرمان : و هو امر إختص به العرب أنفسهم ، و اناقشه تفصيلاً في السؤال الثالث

4- الإحباط : الناشيء من السببين الإقتصادي بمعرفة إستحالة القدرة على الزواج قبل سن متأخرة ، و الإجتماعي بالجريمة الجماعية بالإتفاق على المغلاة في كل تفاصيل نفقات الزواج.

5- العنف : و هو سمة حالية في مجتمعنا المصري سببها إنعدام آلية قانونية لجلب الحقوق ، فأصبح الفرد عموماً أعنف و كل يستجيب حسب درجة ميوله للعدوانية ،، إن إستشراء فكر العنف في المجتمع لهو سبب أصيل في ظاهرة التحرش الجسدي.

6- الجرأة على الإجرام : و إن كانت موجودة في كل زمان و مكان لطبيعة وجود أشخاص عنيفين بالفطرة أو بالتنشئة ،، لكن زيادة نسبتها اليوم بشكل خطير هي نتيجة طبيعية لمسبب أوحد و هو "غياب يد القانون" ،، لا داعي لي أن أستفيض فكلنا تقريباً يعلم عقيدة الشرطة في مصر و ما تؤدي إليه من سلوكيات تساهم في المساعدة على الإجرام السلبي و الإيجابي بدلاً من العمل على إحلال الأمن !

7- الخِسة الأخلاقية : إنها مرض العصر ، لها أسباب عدة عالمياً من أول التزاحم المؤدي طبيعياً لأخلاقيات خطف حق الآخرين لندرة المتاح ، إلى إنعدام المردود المحسوس للإلتزام الأخلاقي في مقابل المردود من التحصيل المادي ،،
و يزيد على كل ذلك خسة تختص بها الشعوب معتادة الإستبداد كحالتنا ، من يريد لهذا تأصيلاً و تفصيلاً فعليه بقراءة كتاب الكواكبي الأشهر "طبائع الإستبداد" ، أو إن كان مثلي كسولاً عن القراءة فلينظر حوله و يرى ردود أفعال الناس تجاه دم مستباح على الحدود أو عرض منتهك في ميدان التحرير !!  

________________________________


2- هل هناك سبب أن معظم المتحرشين في سن المراهقة ؟ هل للأمر بعد فسيولوجي ؟ و لماذا لا يتحرش النساء بالرجال بنسبة ملحوظة ؟ هل للفسيولوجيا يد هنا أيضاً ؟


- من المهم أن ألفت النظر إلى أن تقريباً كل ما رأينا من حوادث التحرش قام بها صبية مراهقون ، البعض يتخيل أن التحرش أصبح ظاهرة إجتماعية عامة و هذا غير صحيح ، بالتأكيد هناك متحرشون أكبر سناً و ربما مسنون ، لكن من يناقش ظاهرة إجتماعية فهو يهتم بالنسب و لا يتفاعل إلا مع التغيرات المؤثرة فيها ،، من يكافح المخدرات لا يبني خططه على أساس أنه سيقضي على المخدرات ، و لكن على أساس أنه سيحولها من "ظاهرة" إلى "إستثناء"

- إذا لماذا الصبية بالتحديد هم أصحاب هذا الفعل المشين ؟!
في إجابة السؤال الأول حددت سبع مسببات للتحرش ،، منها خمس تتعلق بالشخص و حواسه (الإحتياج ، الإثارة ، العنف ، الجرأة ، الخسة ) و إثنين من نتاج ظروف المجتمع (الحرمان ، الإحباط)
هل تعلم أن أربعة من العناصر الشخصية الخمسة السابقة يسببها هرمون الذكورة "التوستيستيرون" ؟! ، و أن العامل الخامس"الخسة" يكون أيضاً في أوجِه في مرحلة المراهقة ، مثله مثل التوستيستيرون ؟!

فـ "التوستيستيرون" يؤثر على أعضاء و أنسجة الجسد المختلفة في كل من الذكر و الأنثى - و بالطبع أثره على الذكر أكبر لتوافر المستقبلات الهرمونية - منتجاً تأثيرات منها : الرغبة الجنسية ، التنبه للإستثارة الجنسية ، السلوك العدواني بعنصريه (العنف و الجرأة ) !!
هذا التوستيستيرون يفرز بكميات غزيرة في مرحلة البلوغ و ما بعدها (المراهقة) ،،
السر ليس فقط في الكمية ، و لكن أيضاً في أنه يكون التعرض الأول لهذا الهرمون و بالتالي يكون التأثير أكثر حدةً ،، إنها نفس فكرة الفرق في التأثير بين أول سيجارة و بين سيجارة معتاد التدخين .

و مما يضفى بعضاً من "الخسة" على تصرفات المراهق لتكتمل الأركان الشخصية الخمسة لفعل التحرش هو أن الروادع الأخلاقية ، و الوازع الديني ، و حتى الخوف من عقوبة القانون و ضياع السمعة تكون جميعاً أقل في هذا السن الصغيرة و المتقلبة المزاج منها في المراحل العمرية التالية.

- و لكن لماذا لا تتحرش البنات "جسدياً" بالذكور و تكتفي حتى الجريئة منهم بتحرش لفظي إن إنتوت التحرش رغم أن كلاهما في فورة من هرموناته الجنسية ؟

بالإضافة إلى ما أسلفت من أن تأثير هرمون الذكورة "التوستيسترون" غير متطابق الحدة و الكيفية على الذكر و الأنثى ، فالسبب الأكبر كما تعلمت على يد أحد أكبر علماء علم "الممارسة الجنسية" هو أن المثيرات الجنسية تنقسم إلى نوعين :
مثيرات حسية تدرك بالنظر و السمع و الشم و اللمس و التذوق ، و مثيرات معنوية تدرك بالمشاعر و الأفكار ،،
الصادم و ما لا يعرفه كثيرون أنه من الثابت علمياً أن المؤثرات الحسية تؤثر في الرجل بنسبة 90% و الـ 10% الباقية تكون من نصيب المؤثرات المعنوية ، بينما تنعكس تلك النسبة بالنسبة للمرأة !!

- و تقاس تلك الإستثارة الجنسية بالتغيرات الجسدية في عموم الوظائف الحيوية و في الأعضاء التناسلية ،، فبينما يصل الرجل لإستثارة تامة من مشهد عارٍ أو رائحة ترتبط لديه بمتعة سابقة قد تصل المرأة لنفس الإستثارة من كلمات معسولة أو إعجاب بتصرفات رجل ما ،،
و بينما لا تصنع "وردة حمراء" أي إستثارة جنسية في الرجل قد لا يثير أيضاً المرأة جسد عارٍ لرجل ممشوق القوام .

من التفصيل العلمي السابق يمكنك إستباط حكمتين هما :
لماذا يتحرش الرجال بالناس جسدياً أكثر من العكس ،،
و الحكمة الثانية هي لماذا فرض الله الحجاب الكامل على المراة بينما عورة الرجل فقط من السرة إلى الركبة !!

و نفس هذا السبب العلمي أذكره مع دلائل أخرى علمية كثيرة في إجابة السؤال الخامس كمحاولة لفهم شرعية تعدد الزوجات رغم تحريم تعدد الأزواج !

________________________________



3- هل تؤثر على الأمر تلك الخلطة الإجتماعية العربية الحديثة الغير مسبوقة و لا موجودة لا في الشعوب الأخرى و لا في الشعوب العربية قديماً (تأخير سن الزواج + الحرمان الجنسي + الإختلاط + حرية التعري + إحتقار الزواج بأكثر من واحدة) ؟!


- قبل الثورة كنت قد فقدت الأمل في إمكانية الإصلاح السياسي فحلمت بإصلاح مجتمعي ، فكرت في أن سبب تعطيل أكثر من نصف قدرات هذا المجتمع العربي هو "الحرمان الجنسي" !!
لا تستغرب ، قل لي كم من المال ينفق على الملابس و المظهر من الذكور و الإناث لمحاولة جذب الجنس الآخر ؟
- كم من الوقت يهدر في محاولات إصطناع الصداقة كبداية لعلاقة عاطفية هدفها الأشيع هو علاقة جسدية عابرة من نوع ما ؟!
- كم من الفكر يهدره الشباب في جمع و تحصيل الغنائم الجنسية قديماً في صورة شرائط الفيديو الثقافية ، ثم السيديهات ، ثم تبادل الهاردات و اليوم في الداونلوود ؟!
- كم من الجهد في محايلات و إستعطافات أو معاتبات و مشاكل و معارك بسبب علاقات عاطفية متداخلة أثناء فترة الجامعة و ما حولها ؟!
- كم من المعاناة النفسية من ذل في تزلف إلى أهل أو في غربة تبذل من أجل علاقة جسدية كاملة مستديمة بالزواج ؟!
قل لي بعد ذلك كم يستقطع كل ذلك المال و الوقت و الفكر و الجهد و المعاناة من مخصصات صناعة الإنسان علماً و خلقاً و فكراً ، و قل لي كم يخسر المجتمع من جراء تلك الحلقات المتصلة من الهدر الغير مبرر ؟!

- و مع أن اليوم حتى أعتى دول الإنفتاح الأخلاقي الغربي تراجع نفسها ،، ففرنسا تراجع أمر حرية التعري و تسن قانوناً جديداً لمنع ذلك في الشوارع و الإكتفاء به على الشواطىء ،،
و ألمانيا تجرى دراسات لسنوات حول تأثير الإختلاط على طلاب المدارس بعد البلوغ لتصل الدراسة إلى حقيقة لا تقبل الجدل بأن تركيز الطلاب يزيد بشكل ملحوظ في المدارس التي يفصل فيها بين الأولاد و البنات ،،
و المجتمع الأمريكي يحاول اليوم أهلياً شن حرب لمحاولة الحد من إستفحال الإنتاج السينمائي للأفلام الإباحية لأثرها الصحي و الإجتماعي الذي أدى لزيادة العقم و العزوف عن الإتصال بالجنس الآخر و بالتالي ضعف النمو السكاني للشعب الأمريكي الأقدم في مقابل الزيادة الرهيبة في أعداد المهاجرين و نسلهم ،،

- رغم كل ذلك مازال نمطيو التفكير في مجتمعنا العجيب الذين ما هم إلا صنيعة تجهيل العسكر في إعلام و مدارس بمعونة أمريكية يطنطنون لتلك الأفعال - التي يتبرأ منها مخترعوها اليوم - على أنها قدس الحريات و قمة التحضر !!
إن هؤلاء المصنوعي الفكر يروجون للمجتمع أيضاً أن زنا المحصن ما هو إلا "خيانة زوجية" !! و أن سبب إحتشامنا مقارنة بالغرب هو "عاداتنا الشرقية" و ليس الدين !!
تباً ،، أعتقد أننا سنعاني كثيراً من فكر هؤلاء كمثل ما نعانيه اليوم من ضيق عقول تدعي الذود عن الشريعة !!

- ثم دعوني أتغزل قليلاً في الصنعة العربية الأشد سخفاً في التاريخ و الجغرافيا ،و التي هي سبب كل هذا الهدر الإنساني ، الذي يؤدي بدوره إلى "اللاحضارة" العربية الحالية ،،
في الأصل هناك حضارتان نشوههما لنستمد منهما هذه "اللاحضارة" : الحضارة الإسلامية و الحضارة الغربية ،، لكل منهما له مقومات متقابلة لضمان الإستقرار و التوازن ،،
ما أبدعناه بغبائنا كعرب أننا إقتطعنا من كل حضارة جزءاً فأصبح المسخ المنتج لا يتوافر له أي نوع من الإستقرار !!

ففي الحضارة الإسلامية هناك : تغليظ عقوبة الزنا ،، يعادل ذلك الحرمان إباحة الزواج المبكر بمجرد البلوغ ، و تعدد الزوجات ، و كذلك الأمر بتيسير الزواج (من جاءكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه) ،، و يقلل من الإستثارة الأمر بالإحتشام مع الفصل الإجتماعي بين الجنسين ،،
و في الحضارة الغربية هناك حرية التعري و كذلك الإختلاط الكامل بين الجنسين ،، و يعادل هذه المثيرات إطلاق الحرية الجنسية بانواعها بمجرد البلوغ ، و تعدد الشركاء الجنسيين قبل الزواج بلا حرج ، و بعد الزواج في الخفاء بشكل شبه ثابت كنتيجة لصعوبة أو إستحالة الطلاق و كذلك لعدم قانونية تعدد الزوجات !

هذه الصنعة العربية المنتنة أبقت من الإسلام على فكرة منع الإتصال الجنسي بغير الزواج ، بينما قيدت مباحات الإسلام المعادلة لذلك المنع من حض على تبكير الزواج ، و تسهيله ، و تعدد الزوجات ، و إباحة الطلاق و الخلع ،،
ثم إستوردت مثيرات الغرب من حرية التعري و الإختلاط ، في نفس الوقت الذي قيدت فيه الحريات الجنسية الغربية !!
خلطة "و لا أغبى" أنتجت ما يعيشه الشباب العربي من حرمان جسدي غير مبرر و هدر لمقومات بناء البشر السوي ثم بناء الحضارة على أكتافه !

- و لأني أعلم أن التسويق لفكرة تعدد الزوجات هو أحد تابوهاتنا المصنوعة في الإعلام الموجه ثم في تفكير البشر ،، لذلك سأعرض لشرح بعض الجوانب العلمية للفكرة في إجابة السؤال الخامس إن شاء الله .

________________________________

4- هل الأفلام الإباحية و العادة السرية هما سبب ظاهرة التحرش الجنسي أم أدوات مساعدة على الحد منها ؟


أعرف ان كثيرين سيدهشهم بل سيصدمهم تصوري هذا ،، لكن الأصل عندي ليس التحجر حول النمطية بقدر ما هو بحث عن الحقيقة.

- نظرية حلة الضغط :

أرى أن إشكالية الحرمان الجنسي لدى شباب العرب تشبه تماماً "حلَّة ضغط" تالفة لكنها مازالت قيد الإستخدام المطبخي :) ،، الحلة صمام تفريغ الضغط الأصلي فيها تالف ،، لكن الضغط المتزايد صنع في الغطاء المتهالك ثقباً صغيراً أصبح ينفث البخار و بالتالي لم تنفجر الحلة ،،
العاقل عندما يرى مثل هذا العطل تكون أولويات تصرفه بالترتيب التالي:
أولاً : إطفاء النار تحت الإناء حتى يبرد ،، ثانياً : تصليح الصمام الرئيسي لكى يؤدى عمله فى التحكم فى الضغط ،، ثالثاً : سد الثقب الغير طبيعي فى الغطاء المتهالك ،
النار هنا هي المثيرات في الشارع و في قنوات الرقص و أفلام الدعارة ،، و الإناء هنا هو الشباب ،، و الطعام داخله هو رغباته النفسية و الجسدية ،، و الثقب في الإناء هو الأفلام الإباحية و العادة السرية !!

المشكلة في مجتمعنا هي إجتماع النفاق الأخلاقي مع الغباء ،،
النفاق سيجعل الكل يتصايح مغاضباً بضرورة حظر المواقع الإباحية كأحد شرور الكون بينما لا يبذل نفس الجهد لمقاومة قنوات الأغاني العارية الأشد إثارة بلا منفس ،، نفس النفاق سيجعل المشايخ يجوبون المدارس الثانوية و الجامعات للتوعية من أضرار و خطيئة ممارسة العادة السرية ،،
أما الغباء المعهود في أسلوب العرب في التعامل مع المشكلات سيؤيد نفس الترتيب المعكوس لأولويات التصليح ، فيسد الثقب قبل أن يطفىء النار و هذا يؤدى بالضرورة لإنفجار الاناء ، ثم يهمل إصلاح الصمام الأصلي مما يؤدي إلى تعطل الحلة تماماً في حال قُدر لها عدم الإنفجار !!

- إنما الترتيب الطبيعي يكون بإطفاء النار بتحجيم المثيرات ( تفعيل قوانين لمنع التعري و تحديد الإختلاط)  ،،  ثم تصليح الصمام الرئيسي ( دعوة لتيسير الزواج و تقليل المهور و توفير مسكن للشباب)  ،، و أخيراً : سد الثقب الجانبي بمنع و تتجريم المواقع و حيازة الأفلام الاباحية، و الوعظ و الإرشاد بمضار و إثم العادة السرية .

لمن لا يريد دفن رأسه في الرمال :
الأفلام الإباحية مع خرافات الأصدقاء هما مصدر كل المعارف الجنسية الصحيح منها والمشوه ،،
الأفلام الإباحية مع العادة السرية هما مهرب النسبة العظمى من العزاب و أيضاً من المتزوجين ممن لا تكفيهم علاقاتهم الزوجية في ظل مجتمع يجرم التعدد فكرةً و إمكانيةً  ،، 
و هما كذلك  سبب  مهم في الإنتشار المخيف لأمراض البواسير ، و سرعة القذف ، و ضعف الخصوبة نتيجة للدوالي المتولدة من الإحتقان الوريدي المصاحب لهذه الممارسة الجنسية الغير سوية .

________________________________



5- هل المرأة جسد و مطمع فقط ؟ و هل الرجل كائن شهواني مجرد من الخلُق ؟ و هل يمكن حل المشاكل الجنسية في مجتمعنا و على رأسها التحرش بالعمل على محاولة الرقي بفكر الرجل ؟


- المرأة مثلها مثل الرجل ،، عقل و روح و جسد ،، الروح لا يعلمها إلا بارئها ،، و العقل فيهما رغم إختلاف خواصه بين الجنسين إلا أنه يبقى القيمة الأسمى في تحديد كينونة الإنسان أياً ما كان جنسه ،،
و هذا الإختلاف لا يصب في سبيل مصلحة تفوق أحد الجنسين ، لكنه إختلاف بإمتلاك عوامل قوة و عوامل نقص في كل من الرجل و المرأة تجعل كلاهما محتاج إلى الآخر لمحاولة التكامل ،،
و تخدم هذه الخصائص المميزة لعقلية كل جنس أهداف وظيفته الأولى في الحياة ،،
و قد يزيد ذلك العقل عن مجرد الوفاء بتلك الوظيفة الأولى فيفيض بإمكانيات إضافية وجب على المجتمع إستغلالها للمصلحة العامة أياً كان جنس حاملها ،،

- لكن وجه الإختلاف - كما فصلت في إجابة السؤال الثاني - هو أن فتنة جسد المرأة على فكر الرجل أكبر بكثير من إثارة الجسد الذكوري لشهوات المرأة ،،
و كما أن السلطة فتنة ،، و المال فتنة ،، و جسد المرأة هو الآخر كما فهمنا مما سبق فتنة ،،
و بنفس المبدأ الذى يجعلنا نستميت فى وضع حدود و ضوابط للسلطة حتى لا يسلبها من لا يستحقها ، و حتى لا يفتن بها من على كرسيها و يطغى ،،
و بنفس المبدأ الذي تعلمناه أن (المال السايب يعلم السرقة) فتوضع له هو الآخر القوانين لتنظم كل من عمليات تحصيله و إستخدامه و شفافية إعلان الذمة المالية ،،
فقط نطالب بحماية المرأة من التحرش بقوة قانون واضح و رادع ،، قانون تتوفر له الموضوعية إلى جوار آليات التنفيذ لكي يتوفر له نجاح التطبيق ،،
إثنين من شروط هذه الموضوعية الأساسية لكل قانون ناجح هما شرعية حجم العقاب المعتمدة من ضرر الجرم و هو شرط متحقق بوفرة في حالة التحرش الجنسي ،، فقط نريد أن ندعم موضوعية القانون بشرطها الآخر و هو منطقية إنتفاء التحريض و الإستدراج للجرم  ،
فلا يوجد قانون سوي يمكنه أن يعاقب بنفس العقوبة متهمَيْن بنفس الجرم رغم تغير جوهري في مسببات جرمهما المتشابه ،
لا توجد محكمة طبيعية في العالم ستحاسب شخصاً ضرب آخر كان يمر بجواره في سلام كما تحاسب شخصاً ضرب آخر نفس مقدار الضرب لكن بعد أن بقي الثاني يسبه لساعات !!

- إذا فالرجل خُلق شهوانياً بالفطرة ، و الحل دوماً يجب أن يأتي من الطرف الآخر ؟!

الحقيقة هو سؤال أجوف ينافي مبادىء التفكير العلمي و المنطقي ،، كيف أحدد إن كان الرجل كذلك ؟ هل هناك أداة لقياس الشهوانية ؟ و هل لأن وحدة القياس غائبة  سأحاول تقييم شهوانيته بأن أقارنه بالمرأة مثلاً ، أم أقارنه بذكور كائنات أخرى ؟
ما الطائل أصلاً من وراء السؤال حول توصيف سلوك إنساني مستقر منذ بدء البشرية و محاولة وصمه بصفة دونية ؟
الأصل في العلم أنه يتعامل مع الحقائق المستقرة كثوابت يبني عليها مفردات و منتجات علمية أخرى ،، و العلوم التي حاولت و تحاول التصادم مع الطبيعة المستقرة يعرف كل تلميذ في الإعدادية أنها تخل بالتوازن البيئي بشكل ما ممثلة خطورة حالية أو مستقبلية ،،
و المنطق يقول أن تلك المباراة الطفولية بين الجنسين المستعرة منذ مئتي عام هي مباراة عديمة الجدوى ،، فرغم عدم توقع العاقل أنها ستنتهي بإنتصار ما فقط هي تصنع كراهية و تخل بإستقرار المجتمع ، إلا أنه حتى لو فرض أن أحد الجنسين وصل لذلك الإنتصار فماذا سيترتب عليه ؟ هل سيعترف الرجال بحيوانيتهم و يقرروا أن النساء هم الأجدر لقيادة الأمم ؟ أم هل ستعترف النساء بضعفهم و يقرروا السمع و الطاعة ؟!
كفانا سخفاً و لنحاول أن نكون أكثر نضجاً بالوصول لفكرة "التكامل" بين إمكانيات الجنسين المتفاوتة ، عوضاً عن الفكرة الصبيانية "للتصارع" التي صدرها لنا صانع الحضارة الغربية مخترع الإلهاءات لتحطيم كل حضارة أخرى من حيث لا يشعر أهلها.

- المنطق يقول أن التنابز بالنقائص الإنسانية الثابتة خِلقةً في أي من الجنسين لهو في حد ذاته تطاول على الخالق عز و جل فيما خلق ،، و محاولة مخالفة أوامره التي تنظم تلك النقائص لهو الآخر إدعاء رقيع بحكمة أعلى من حكمته فيما شرع لتلك الخلقة - سبحانه و تعالى عن ذلك - ،،
و إذا بدأنا مباراة المعايرة فلن يعدم الذكور بدورهم نقائص يعايرون بها المرأة ليس آخرها ضعف السيطرة على العواطف ، و عدم إجادة التعامل مع أكثر من عنصر تفكير في نفس الوقت ،،
فلماذا لا نوسع - كغباوة إضافية - دائرة المعايرة و التطاول على خلقة الله لتشمل النوع الإنساني كله الذي يفرز من كل مخارجه ألواناً شتى من القاذورات ،، ذلك النوع الإنساني الذي يكفي مقدار لا يرى من الكائنات الدقيقة لجعله طريح الفراش أو حتى التسبب في موته ،، ذلك النوع الإنساني الذي يتقلب حاله بين السعادة و الإكتئاب و الجوع و الشهوة مجرد جزيئات من هرمون أو آخر !!

- لا تعترض و لا تعترضي  فهكذا خلقنا الله ،، و هو جعل بحكمته من نواقص البشر أسباباً في صلاح أمورهم و أمور بيئتهم إن هم نظموا تلك النقائص بما فرض لها هو سبحانه من قوانين ،،

- ففطرة كالعنف الذكوري نكتوي اليوم بمنتجها المتراوح بين التحرش و البلطجة فقط لأننا فرطنا في قيمة الجهاد و تجاهلنا آية واحدة في القرآن كانت ستجعل من ذلك العنف خيراً للمجتمع  (و أعدوا لهم ما إستطعتم من قوة و من رباط الخيل)  !!
- و ما تراه من من فطرة شهوانية الرجل لهو سبب في إعمار الأرض ،
- و ما تراه من محدودية إمكانية التكاثر للمرأة نسبة إلى الرجل هو ما ينتج إمكانيتها للتركيز في العناية بوليدها ، ذلك التركيز الذي يؤدي إلى الإرتباط النفسي فينتج فطرة تعلق الأم بوليدها و إستماتتها في حمايته الذي هو بدوره  سبب إضافي في إعمار الأرض بنشأ صحيح البدن و النفس  ،،
- إنها نفس الغرائز الحيوانية البسيطة ، لكنها عند الحيوان طبع لا يملك هو فيه مثل البشر حرية التبديل بالإفراط أو التفريط و الإضافة ،، فنحاسب دوناً عن سائر الكائنات على تلك المساحة من الحرية التي إختبرنا بها كنتيجة لتميزنا عن باقي الحيوانات بذلك العقل المخير  بين الصواب و الخطأ !

*  تعالوا نتدارس علمياً بعض الحقائق العلمية الفسيولوجية و الجنسية لنرى هل يمكن بها فهم حكمة تعدد الزوجات أم لا :

- أولاً : عد إلى إجابة السؤال الثاني من نفس المقال لبيان الإختلاف الكبير بين الرجل و المرأة في الإستثارة الجنسية لتعلم كيف يمكن للرجل أن يثار حسياً عشرات المرات على التوالي في وقت قصير ،، بينما تحتاج المرأة إلى وقت طويل لمجرد بدء الإستثارة لإعتمادها الأكبر على "الأفكار و المشاعر" و ليس المثيرات الحسية كالرجل ،،
أعتقد أنه يمكن ببساطة من فهم ذلك معرفة الإحتياج الأضخم لدى الرجل لممارسة العلاقة الجنسية بشكل أكثر تكراراً من المرأة . و يمكننا أيضاً أن نفهم كيف يمكن للرجل أن يثار بأي إمرأة يرى منها جمالاً ، بينما تحتاج المرأة لوقت تمهيدي طويل لبناء مشاعر ناحية من يمكن أن يشعرها بالإثارة .

- ثانياً : خصوبة الرجل هي نظرياً من أول البلوغ و حتى الوفاة التي يمكن حسابها بمتوسط سن البلوغ و متوسط أعمار الرجال (حوالي 65 عاماً) ،، أما خصوبة المرأة فهي أقل من ثلث الوقت بين البلوغ و سن إنقطاع الطمث في حوالي الخامسة و الأربعين ،، خصوبة المرأة تكون في أقل من ثلث فترة دورتها الشهرية ، و تتعطل تلك الخصوبة في أوقات حملها ،،
إذا فخصوبة الرجل تستمر لحوالي خمسين عاماً ،، بينما خصوبة المرأة تستمر لعشر سنوات متقطعة خلال 30 عاماً فقط ! ،،
أعتقد أن حكمة التعدد الآن تظهر كوسيلة لإعمار الأرض بنسل أكثر عدداً من زواج الذكر بأنثى واحدة ،،
و لا يضيف إلى كثافة ذلك التكاثر تقريباً زواج الأنثى بعدة ذكور في نفس الوقت لو إفترضنا طرح ذلك للنقاش ، العلم أثبت أيضاً أن المرأة التي يتعدد شركاؤها الجنسيون من الرجال تكون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرحم حتى مع حذف إحتمالية إنتقال الأمراض التناسلية و التي تزيد تلك العرضة بشكل قوي ، بينما تعدد شريكات الرجل (أيضاً مع حذف إحتمالية العدوى) لا يصيبه بإحتمالية زائدة  لسرطان أو مرض ،

- ثالثاً : الرجل رغباته الجنسية يحركها نشاط إفراز هرمون الذكورة "التوستيستيرون" ،، و ذلك لا يرتبط بنظام وقتي معين ، و إن كان يفيض عن العادي في شهور الربيع و في أوقات الظلام من اليوم ،، لذا فرغبته و قدرته الجنسية متوافرة نظرياً طول الوقت ،،
أما المرأة فتتعاظم  رغبتها الجنسية هرمونياً في أوقات خصوبتها ،، مما يجعل تلك الرغبة متقلبة على نطاق زمني أوسع (شهرياً) ،، كما تنتفي قدرتها الإفتراضية على الممارسة الجنسية لحوالي ثلث فترة حياتها (وقت الحيض و فترة الهِرم) ،، و قدرتها الفعلية أقل من ذلك إذا أضفنا لها معظم فترات الحمل و معظم فترات ما بعد نفاذ هرمونات الأنوثة بإنقطاع الطمث ،،
من جديد يظهر إحصائياً تضاعف الإحتياج و القدرة الجنسية لدى الرجل عن المرأة.  

- رابعاً : يفيدنا علم نفس الأجناس أن لعقلية الرجل صفتين تقابلهما صفتان أخرتان عند المرأة :
فالرجل يتميز في تحمل الضغط الشديد اللحظي و هو ما لا تستطيعه المرأة ، بينما يفشل بشدة في تحمل ما تبرع فيه المرأة من تحمل الضغط الأقل شدة لكن لأوقات طويلة ،،
و المرأة تتميز بقدرة على التدقيق في التفاصيل نتيجة لطبيعة نظرتها الأنبوبية التي تركز على أمر ما وحده فتتفحصه بعمق لتصل إلى مشاهدات أوضح ، لكنها تفشل فيما يبرع فيه الرجل من النظرة الكلية (نظرة عين الطائر) للأمور فيكون قادراً على صنع سياسات عامة رغم فقره الشديد في إدراك فسيفساء تفاصيل الحياة ! 

الصفة الأولى يمكن بها تفسير كيف يمكن للمرأة تحمل  سيئات زوجها الأوحد ،، بينما لا يمكن للرجل (قليل الصبر) تحمل التعرض لنفس القدر من عيوب زوجته لفترة طويلة ، فلا تستقيم حياته نفسياً إلا بالبحث عن دواء لتلك المساوىء مع أخرى !!
و الصفة الثانية تفسر كيف يمكن أن تشغل المرأة كل حياتها بلا وقت فراغ في تفاصيل المعائش و طبيعة شخصية زوجها ، بينما يكون الزوج (المطيور) بحاجة إلى جمع خبرات جديدة لأنه إنتهى من فهمه الغير دقيق لحايته و لشريكته ربما في شهور معدودة !

* و المرأة لن تفهم بعقلها تلك الرغبات الذكورية أبداً ،، ليس لأن عقلها أضيق من إستيعاب ذلك ، لكن لإستحالة الإحساس بأمر فطري لم و لن تختبره قط ،،
تماماً مثلما يستحيل على الرجل حتى و لو كان دارساً لعلوم الفسيولوجيا و السيكولوجيا فهم قدرة الأم على الإستمتاع بآلام الحمل و الولادة و النفاس !!

* هذه الصفات التي تميز الجنسين عن بعضهما لا يحقنها الطبيب في المولود و لا توزع مع بطاقات الهوية ،، فالذكورة و الأنوثة ليستا صفتين جامدين بينهما حد ثابت شديد الوضوح ، بل هو طيف واسع شديد التنوع حسب تغلب أثر هرمون على آخر ،،
إن صفات الأنثى تكتسبها من هرموني الأنوثة "الإيستروجين" و "البروجسيتيرون" و تأثيراتهما على الأعضاء و الأنسجة ،، و صفات الذكر تُكتسب من أثر هرمون الذكورة "التوستيستيرون" ،، و الهرمونات الثلاثة تفرز معاً في الذكر و الأنثى طول الوقت لكن بنسب متفاوتة ،،
لهذا السبب يمكنك أن ترى رجلاً لا يحس بما يحسه الرجال ، و إمرأة لا تفكر كما يفكر النساء .

* و رغم أن كل ما سبق هي معلومات علمية بحثها و أخرجها لنا علماء الغرب ،، إلا أن حيادية العلم تتوقف عندهم هنا ،، هذا ما لا يفهمه مسطحو العرب ،، لا يفهمون إن التحيز للدين أو المنظومة الحضارية أمر يحكم كل الشعوب و ليس خاصاً بسفهاء العرب الذين لم يستطيعوا إخراج جواهر دينهم الذي يتطابق معه تماماً صحيح العلم و المنطق ،،
لن يستخلص علماء الغرب من كل المعلومات السابقة حقيقة فساد بعض التفاصيل الإجتماعية لحضارتهم و ضرورة تقويمها ،، سيتجاهلون كل ذلك معللين تجاهلهم "بأخلاقيات العلم" التي تمنع البحث فيما ينتج تصنيفاً للبشر حسب الجنس أو أي عامل آخر !!

- تباً لها من "علمانية" حولاء تحتاج إلى دروس في إحترام العلم !!

________________________________

6- ما هي الوسائل المجتمعية الحالية لمكافحة التحرش ؟ و هل هي كافية أم عقيمة ؟ و ما هي أسباب ذلك ؟


* حسنٌ ،، لنعترف أننا شعب إبتلاه الله بأن حراس أمنه هم نفسهم لصوصه و مخربوه ، فأصبحنا لا يرجى من شرطتنا أكثر من كف أذاها عنا !!
لنعترف أيضاً أننا شعب لا يحترم العلم و كذلك لا يقْدر على المصارحة ،، نحن أهل الجهالة و السطحية و النفاق ،، و ليصبغها كل بصبغته ،،

- لتصبغها بالتقوى فتسكت بسفاهة صمت يغلب صمت أبي الهول عن الأمر كله لعله يمر من تلقاء نفسه ،، هذا فعلٌ يليق حقاً بمن سموهم "العـلـماء" !!
تباً لماذا يجلد الأطباء بسياط تخوين المجتمع إن هم أضربوا عن مهنتهم لأيام ،، بينما يحوز هؤلاء "العـلـماء" المال و المكانة رغم إضرابهم الشبه دائم لإنشغالهم بـ"الفتي السياسي" عن وظيفتيهما : الفتوى بشأن أمراض المجتمع و الوعظ لتقويمها  ؟؟!!

- أو لتصبغها بصبغة الحريات و حقوق الإنسان بلا دراسة علمية مجتمعية أو إجتهادات قانونية ، فتقيم الدنيا و لا  تقعدها في مواجهة طرف واحد من المشكلة (المتحرش) ، و تتناسى باقي العوامل السبعة المذكورة في إجابة السؤال الأول ،،
يحق لك كـ"زييط بلا مرجعية" أن تجتهد في الشطط بالمطالبة بتوقيع عقوبة الجلد في الشارع ، أو التجنيد لسنوات ، أو حتى تغالي لتطالب بقطع يد المتحرش كعقوبة رادعة ، رغم أنك أنت نفسك من ملأ الدنيا ضجيجاً حول عدم إنسانية حد قطع يد السارق !!

- أو لتصبغها بنوعك المفضل من التسطيح و الإستظراف و تدعو إلى فعل لا مبدأ له فتتخلى - كما فعل الدكتور باسم يوسف - عن كل معلوماتك حول طبيعة المشكلة طبياً و إجتماعياً و تكتفي بالتهريج على سخافة المتحرشين و تطالب بتسليح الفتيات كحل للظاهرة !!
- لديك أيضاً إختيارات سطحية أخرى ، فيمكنك أن تطلق حملة (ربوهم قبل ما تسلموهم) التي تدعو لضرب جماعي للمتحرش المقبوض عليه شعبياً ،، يمكنك كذلك أن ترسل مقالاً لجريدة أو تنشر على فيسبوك رأيك الذي لا يحتوي حلولاً إنما سباباً للخنازير المتحرشة الأمر الذي يجعل منك (جدع و إبن بلد) !! 

- إسمحوا لي أنا الآخر أن أمارس حقي الطبيعي كمواطن مصري في السطحية لأطلق حملات جديدة أريد آرائكم فيها :
(من غير محرم ما تسافريش ، و لو صغيورة لوحدك ما تخرجيش)
(بلاش الميكياج يا صغنونة ليفتكرك زبونة) !!
(ما تتقصعيش يا بطة دي الشباب منحطة) !!
(بلاش الفيزون ليعمِلِك فيها مجنون)
(بص عليها قبل ما تخرج يا حزلقوم لتكون خارجة بنص هدوم)
(ربي إبنك و لِمُه لحسن ما تشوفش خلقة أمه) !!

________________________________

7- هل لم يكن هناك تحرش في الستينات ذات الميني جيب ،، و هل لم يكن هناك تحرش بنفس الغزارة منذ 20 عاماً ؟ و لماذا تتعرض حتى المحتشمات للتحرش اليوم ؟


- الحقيقة أن هذا في رأيي إدعاء باطل يستدعي على من يطلقه أن يأتي عليه بالدليل و البينة ،، أنا أراه طرحاً أجوف مثل أطروحة (زمن الفن الجميل) رغم ما كان فيه من إسفاف فني أو عري فج !!
إستمع إلى أغاني الفجور لمنيرة المهدية ،، أو لأغاني ليلى مراد التي تظهر فيها فتيات الكورال ساترين فقط النصف العلوي من أجسادهن بلا مبرر مفهوم !! أو إلى الهذي الموسيقي لهاني مهنا في إفتتاحية قارئة الفنجان ،، أو لأفلام الجنس عديمة القصة أو حتى التمثيل لكبار الممثلين في فترة النكسة  ثم قل لي ماذا يعنون (بزمن الفن الجميل) ؟!

- من يشاهد أفلام فترة الشارلستون و الميني جيب يرى أن الجميع كان يتحرش لفظياً على الأقل ،، و لسبب بقايا من حياء المجتمع و لخوف البنات حينها من الفضيحة يستحيل علينا نفي أو إثبات إنتشار التحرش الجسدي وقتها !
- من يشاهد أفلام الثمانينات يرى التحرش في الأوتوبيسات ،
- و من كان مثلي طفلاً في التسعينات يتذكر كيف كان يرى التحرش بالمدرسات حديثات السن في الفصول و بالشابات الكاشفات في مدينة الملاهي الوحيدة حينها (السندباد) !!
كان ذلك منذ 20 عاماً و رأيته بعيني على نطاق واسع أيضاً من فئة المراهقين فلماذا نقول بأن التحرش أمر قاصر على فترتنا هذه ؟
الفرق الوحيد الذي لاحظته بينما كنت طفلاً و اليوم هو أنه في الماضي لم يكن أحد يتحرش بالمحتشمات ،، لقد كانت البناطيل الإستريتش أيامها علامة على ضعف أخلاق البنت فكان المعتدي دوماً  يراها فريسة سهلة لذلك الفعل الشائن !

- فهل يمكننا أن نعتبر أن السابقون الأولون من الكاشفات هن من أصَّلن للظاهرة حتى طال أثرها المحتشمات في أيامنا هذه بالتراكم ، التراكم الذي فصلته في إجابة سؤالي الأول في هذا المقال  ؟!

________________________________

8- لماذا نسعى لفرض الإحتشام على الناس رغم أنه أمر يتعلق بالعقيدة كسائر فرائض الدين ، و حرية التنفيذ و الترك تكون بين العبد و ربه ؟
و كيف لنا أن نشرع قوانين تحض على التقوى و هي أمر قلبي ؟
و لماذا لا نرى نجاحاً في تطبيق فكرة الإحتشام و منع الإختلاط في السعودية كمثال ؟
ألهذه الأسباب صرح مرشحوا السياسة مدعي تطبيق الشريعة في مصر و تونس (أبو الفتوح-مرسي-غنوشي) بأن الحجاب لا يجب أبداً فرضه إجتماعياً بقوة القانون ؟


* إن الناظر لدعوة فرض الحجاب و الحشمة على أنها إجبار على عبادة أو تقوى يصيبه كثير من التخبط لأنه ينظر من الزاوية الخاطئة ،،
إنما الأصل أنه إجبار على واجب مجتمعي مثله مثل سائر الواجبات الجماعية الملزمة المقيدة للحريات مثل الخدمة الإلزامية في الجيوش أو دفع الضرائب أو منع حرية تكوين ميليشيات مسلحة ،،
نعم ،، الإجبار على الحجاب ليس إجباراً للمرأة أن تكون أكثر ورعاً ، و إلا لكان الأولى تدشين الحملات لإجبار الناس على الصلاة أو الصيام ، الأمر لا يتعلق بالشعيرة الدينية بالمرة ، لكنه دعوة لصون المجتمع بتقييد جزئي لحرية بعض أفراده مثل سائر الأمثلة المضروبة آنفاً.

و تعالوا نزيد الأمثلة :
- الجهاد عند المسلمين فريضة ، و عند غيرهم ليس بالضرورة كذلك ، و من حق حتى المسلم أن يختار أن يفرط في تلك الفريضة و يكون حينها جزاؤه عند ربه ،، رغم كل ذلك فالقوانين الوضعية تحد هذه الحريات لمصلحة المجتمع فتجبر الأفراد على الإلتحاق إلزامياً بالجيوش ، بل تزيد بأن تجعل من الهروب من الخدمة أحد أكبر الجرائم العسكرية ، و الفرار من المعارك عقوبته الإعدام ، رغم أن الشرع عاقب المتولون يوم الزحف بالزجر المجتمعي فقط !!
لماذا لا يفهم ذلك على أنه إجبار على الدفاع عن وطنك  ؟ عمل في أصله إختياري و منشأه إما نية الجهاد أو الوطنية حسب محرك كل فرد ،،
فلماذا نرضى بفرضه بقوة القانون للمصلحة العامة ، بينما نعتبر ذلك الفرض مع الحجاب إجباراً على عبادة ؟!

- حروب الردة ، لم تقم لأن الناس تركت الصلاة ، لكن لأن الناس تركت الزكاة ،،
الأولى علاقة بين العبد و ربه ليس فيها إجبار ، أما الثانية فهي واجب مجتمعي يجب على ولي الأمر صيانته للمصلحة العامة !

- مجموعات أقدر فكرها يسمون (الأناركيين)  يطالبون بأن لا يكونوا تحت سلطان دولة ، و لو عطلنا المرجعية الإسلامية التي توجب طاعة ولي الأمر و عملنا بالمرجعيات الوضعية التي نعيش فعلاً بها لكانوا منطقياً على حق ،،
فالأرض ملك لمن سكنها و من حقهم ألا يتقيدوا  بأطنان الإلتزامات المالية و البيروقراطية و تبعات السياسات الفاشلة للدولة و حتى من حقهم ألا يهدروا أوقاتهم و حياتهم في التجنيد الإجباري ،،
فلماذا نرضى بقمع الحرية المنطقية لهؤلاء دفاعاً عن كيان الدولة المدنية ، بينما نرى في فرض الحجاب نزعاً لحق المرأة في إختيار عقيدتها و عباداتها ؟!

*  سأسألك الآن سؤالاً شديد النمطية لكني سأطلب منك هذه المرة أن تجيب عليه إجابة غير نمطية و تستخدم فيها المنطق المجرد من الأهواء و من الخبرات المسبقة لك مع نفس السؤال :

- ما هو الفرق بين حرية الملبس و الشذوذ الجنسي ؟ من حيث توافقهم مع الشرع و العرف ،
أليست الحرية الجنسية شبيهة المبدأ بحرية الملبس ؟ فلماذا يتعامل القانون معهما تعاملاً مزدوجاً في بلادنا رغم أنهما يدخلان تحت نفس المظلة (الحرية الشخصية) ؟!

من فضلك لا ترفع الآن جانب شفتك و تعود برأسك إلى الوراء ثم تشيح بيد مفرَقة الأصابع مستشعراً خليط "الإنتصار الضمني و التحسر المعلن" على أنك ضيعت جهدك و وقتك في قراءة كل ما سبق لكاتب معتوه نمطي آخر يساوي بين الشذوذ و كشف السيقان ، أرجوك أجب عن السؤال : "لماذا لا نطلق حرية الشذوذ في العلن" ؟!
أعطني إجابتك و دعني أعطيك خاصتي :

* (الحريات عندما تتجاوز حدود "التطبيق الشخصي" إلى "التأثير المجتمعي" فهي حينها أيضاً تخرج من "دائرة الحرية الشخصية" لتدخل في "دائرة حق المجتمع في التنظيم و التقويم" ) ،،
بمعنى آخر : (أفعالك لو تجاوز تأثيرها إلى غيرك يكون المنظم بينكم هو قانون يحكمكما معاً ، بينما نفس القانون لا يحق له التدخل عندما تفعل أمراً يخصك وحدك) ،
فالقانون "الطبيعي" لا يحاكمك على محاولة الإنتحار لكنه بالتأكيد يحاسبك على قتل الآخرين ، القانون لا يحاكمك على أن تسير عارياً أو تشرب برميلاً من الخمر في بيتك لكنه يحاسبك على العري و السكر في مكان عام ،
نفس المبدأ هنا ينطبق ،،

* و فرق كبير بين حرية الإعتقاد و التعبد الشخصيين ،، و بين حرية تصدير أفكار لنقاش ثم تطبيق مجتمعي ،، و بين إلزام الحاكم بتطبيق شرع الله في دولته ،،
لكل من الثلاثة مجال حرية مختلف بين الإلزام و الإستحباب ، و مجال موازٍ من العقوبة للتفريط أو الإفراط ،، و كثير من مشاكلنا الفكرية و السياسية اليوم ناتج عن خلط مخل لقوانين تنظيم العمليات الثلاثة سوياً ،،
و وقع في نفس الخلط (حقيقةً أو تظاهراً) مرشحوا السياسة من أبناء الفكر الإخواني - الذي لن أتعرض هنا لتفنيده - ،، وقع فيه "أبو الفتوح" و "مرسي"  و "الغنوشي" ،،
لم يفهموا الفرق بين تلك الدوائر الثلاثة للحرية ، أو فهموا لكنهم آثروا "تقية" المجتمع ،، فإن كانوا يقرؤون سأبين لهم الفرق بعون الله :

أ- الحرية الشخصية متسعة بالإطلاق ، و لا يحدها سوى حدين : حد واجب الفرد تجاه المجتمع كثمن لكونه ينعم فيه بالمواطنة مثل الضرائب و التجنيد ،، و الحد الآخر هو دائرة التأثير على الآخرين فأنت حر تماماً حتى يؤثر فعلك على الآخرين .
و هنا تطبق {من شاء فليؤمن و من شاء فليكفر} ،، كل حرياتك متاحة حتى حرية الكفر فما بالك فيما دونه ؟ و لا يمكن التدخل في هذه الحرية إلا بأن يطال المجتمع أثر سوء إستخدامك لتلك الحريات كما يلي :

ب - إذا تجاوزت حد الفعل إلى حد التحريض على الفعل سواءاً بالدعوة الصريحة إليه في مقام عام، أو بمجرد علانية الفعل فيصبح فعلك الشائن مصدر خطورة مجتمعية إما بالتحريض على نفس الفعل  لضعاف النفوس أو بتعريض الآخرين للخطر ،، عندها وجب على القائمين على شأن المجتمع قمع حريتك تلك صوناً للمجتمع ،،
من حق خليلات سوزان ثابت أن يعتقدن أن الحجاب أمر رجعي ،، أما أن يخرجن على العامة في الإعلام ليقلن أن الحجاب ليس فريضة إسلامية فهذا أمر يستدعي إجبارهن على مناظرة علنية أمام نفس الجمهور مع من يقول بفرضية الحجاب ، فإن ثبت قطعياً بطلان إدعائهن وجب تعزيرهن بعقوبة التهمة العجيبة التي يتهم بها نشطاء الثورة : (تضليل الرأي العام) !!

أمثلة :
- في الشريعة : المرتد لا يناله أذى ،، إلا أن يدعو الآخرين للخروج من الملة ، أو أن يجاهر بكفره فيفتن ضعاف العقول ، حينها يستتاب ثلاثاً ثم يقام عليه الحد .
- في القانون الوضعي : من حقك أن تشرب الخمر حتى تسكر ،، لكنك لو أثرت رعب الناس في الشارع بسكرك ، أو عرضت حياتهم للخطر بقيادة سيارتك حينها تقع تحت طائلة القانون .
- في الأعراف الحديثة : أن يدخن الممثل فهذا من حقه ،، أما أن يظهر لملايين الناس في أفلامه و هو يدخن فذلك يعتبره نقاد السينما تحريضاً على عمل ضار يبيح لهم مهاجمة الممثل أشد الهجوم .

ج - أما أمر حرية الحاكم فتحدها عوامل أخرى ،،
- فالرجل الذي حصل أصوات الناس في الإنتخابات بإسم الدين وجب عليه تطبيق ذلك الدين كمرجعية ملزمة ، و حريته في هذا الأمر معدومة فذلك عقد هو تعاقد عليه سلفاً ، و حتى لو كان لا يؤمن شخصياً بفرضية الحجاب من الأساس فليس له أن يربط حريته في الإعتقاد برسم سياساته في المجتمع ،، إنما يرد الأمر إلى أهل إختصاصه و علمه ثم ينزل على ما يفتون به حتى و لو خالف ذلك فهمه و عاداته الشخصية .

- و هو كحاكم يجب عليه أن يوفر لعموم الناس البيئة السوية للحياة حتى و لو إستدعى ذلك تقييد حريات بعض الأفراد أو حتى إجبارهم على ترك أملاكهم . و أيضاً ينبغي أن يلتزم بالمرجعية التي إختاره الناس عليها .
فالفلاح الذي يحرق بقايا الأرز في أرضه  يوفر عليه ذلك مشقة جمعها و يجعل أرضه أكثر خصوبة ،، هو أرزه و هي أرضه ،، و مع ذلك يجب على الحاكم أن يقيد حريته تلك لأنه يلوث الهواء الذي هو ملكية عامة بين الفلاح و بين باقي المجتمع .
من حق الحاكم أن ينزع ملكية خاصة من أرض أو مسكن دون موافقة أصحابها إن كان ذلك منفعة عامة للمجتمع ، نرى ذلك عند شق الطرق و إقامة الكباري و حفر الترع و بناء شبكات نقل الكهرباء .

و قياساً على ذلك هو مطالب بتوفير بيئة سوية خالية قدر المستطاع من الفتن المحرمة ، و معينة قدر المستطاع على العبادة و العمل الصالح ،،
فمن حقه تقييد حرية من يدعو إلى الفجور و لو في قناته الخاصة فهو يلوث الأثير كما يلوث الفلاح حارق القش الهواء ،، و من حقه أن يقيد حرية من إختارت السفور لأن أثر سفورها لا يقع فقط على جسدها الذي هي حرة التصرف فيه ، لكنه يقع أيضاً على كل عين تراها.
و من حقه أيضاً نزع حرية الناس في فتح محلات العمل و التجارة أثناء الصلاة ، ليس لإجبارهم على الصلاة ذاتها ، لكن حفظاً لحق كل من العامل و المتعامل في الصلاة ،، فمن يضمن ألا يضيق صاحب العمل على العامل الذي يترك العمل وقت الصلاة ، و من يضمن للمتعامل حقه في طابور السجل المدني إن هو قرر أن يتركه هو الآخر للصلاة ؟!
أرجوك لا تحدثني عن سفه تطبيق ذلك في السعودية ، فأنا أكثر من إكتوى به من فرط غباء و نفاق القائمين على الأمر ،، لكن دعنا لا ننسى أن "سفه التطبيق لا يعني بالضرورة فساد المبدأ".  

* ولا يمكن ترك أمر الإحتشام للإختيار الشخصي ،، فإن كان الرجل قد يحتاج لأكثر من سيدة لإشباع حاجاته الجسدية ، لكن إمرأة واحدة يمكنها أن تفتن في نفس الوقت آلاف الذكور ،، هذه المفارقة هي سبب وجوب أن يفرض الإحتشام على الجميع قانوناً ،،
فلو - فرضياً - وصلنا إلى مجتمع العفة و الطهارة بحيث يقتنع كل النساء بالإحتشام طوعاً لكن بقيت  واحدة فقط متعرية في كل شارع ، لإنتفت المصلحة من وراء إحتشام كل المحتشمات فالفتنة قد تحققت بتلك المتعرية وحدها وسط الرجال !!
الأمر أشبه بالإطار ، ثقب دقيق يجعل كل جسم الإطار مهما غلا ثمنه و تعقدت صنعته بلا قيمة تقريباً حتى يسد ذلك الثقب !

* لكن فرض الحجاب في المجتمع سيؤدي إلى أن تُجْبَر غير المسلمة على الحجاب ؟!
هذا حقيقي ، و لكي نعرف المغزى من وراءه تعالوا أشرح لكم نظامين متشابهين لكنهم متعاكسين :

- دعوني أظهر تقديري لمنظومتي الحجاب في كل من السعودية و فرنسا !!

- في السعودية يفرض الإحتشام على المسلمة و غير المسلمة ،
- و في فرنسا ينزع الحجاب عن المسلمة في المدرسة و النقاب عنها في الشارع فلماذا ؟
الإجابة تكمن في أن الدولتين فهمتا حكمة كبح الحرية الفردية في مقابل دفع الضرر عن المجتمع ،، و فهمتا أيضاً الفرق بين الإجبار على عقيدة ، و بين الإجبار على فعل تفرضه تلك العقيدة كطريقة لحفظ طبيعة المجتمع معتنق العقيدة ،،
فالسعودية لا تطلب من غير المسلمات فيها أن يعتنقن الإسلام ، لكنها تفرض عليهن الحجاب الذي هو شعيرة إسلامية مهمتها دفع الفتنة في المجتمع ،،
و فرنسا لم تطلب من المسلمات أن يعلن ترك دينهن أو أن يشاركن في المراسم الوطنية الفرنسية ، لكنها تفرض عليهم عدم الظهور بمظهر يخالف الطبيعة الثقافية للبلاد لأنها ترى في ذلك تهديداً مستقبلياً لإستقرار شكل الحضارة الفرنسية ،،

- نعم ،، رغم كرهي الشديد لحكام السعودية و غباءهم و دياثة علماء السلطان بها ،، إلا أنني أحيي جرأتهم في عدم كمال إنحنائهم لإملاءات النظام العالمي الجديد فيما يخص حرية المظهر ،، إنهم لا يستشعرون الحرج في إعلان إلتزامهم بفرض الإحتشام كمبدأ مستمد من الشريعة ،،
يمكنني أن أحدثك ليوم كامل عن سفه أو تباين التطبيق لذلك المبدأ هناك ،، و يمكنني أن أحدثك لأيام عن الأمراض الإجتماعية هناك المصاحبة لتلك التوجهات - و التي ليست بالضرورة متولدة من الإجبار على الإحتشام كما يدعي مسطحو الفكر من أنصار حرية التعري -  ،،
لكن رغم كل ذلك يمكنني أن أؤكد لك أن شوارع و محال السعودية كانت هي أكثر مكان زرته و أمنت فيه  سواءاً على نفسي من الإفتتان أو على زوجتى من المضايقات ،،
من جديد يمكنني أن أكشف لك معرفتي بالعالم السفلي هناك للدعارة الآسيوية و المغربية و اللبنانية و مخدرات أفغانستان و خمور طائرات الأمراء ،، لكن ما شأني المباشر كفرد بكل ذلك طالما وفر لي نظام المجتمع بيئة سوية أستطيع أن أعيش فيها آمناً ، و علي أن أجتهد لمحاولة خرقها للوصول إلى عوالم الرذائل ؟؟!!

- و إذا كان مبدأ الإجبار ينطوي على سفه التطبيق في السعودية ، فهو ينطوي على كثير من الكذب في فرنسا !!
فرنسا تعلن دوماً أنها بلد الحريات رغم ذلك تجبر المسلمات على خلع الحجاب في المدارس و على خلع النقاب في الشوارع ،، أحيي ذلك الحفاظ على الهوية رغم مفارقة نفاق المبادىء التي وقعوا فيها ،، لقد أدركوا (و أتمنى لسطحيي العرب أن يفعلوا أيضاً) أن الحرية الفردية المطلقة قد تكون مهلكة لهيكل المجتمع ،، لو أطلقوا تلك الحرية في الملبس فقد يصبح المشهد في شوارع فرنسا بعد خمسة أو عشرة أعوام كما لو كانت لقطة من أمام مسجد العزيز بالله بعد التراويح !! هذا أمر ينسف الحضارة الفرنسية و لهم الحق في التعسف في دفعه ،، و على المسلم المتضرر أن يواجههم بأساليبهم حتى ينتصر لحقه ، أو يترك بلاد الكفر لو لم يأمن فيها على دينه ليعيش في أرض الإسلام ، ثم يعود فرنسا فاتحاً لو أراد تطبيق شريعته هناك !!

________________________________







9- ما هي حدود الإحتشام ؟ أي معايير سنطبق ؟ الشرع أم العرف ؟ و أي عرف ، عرف اليوم أم عرف الستينات ؟ عرف مصر أم عرف كندا ؟ لماذا نكرر دائماً على أمر الإحتشام ؟
ثم ما فائدته في مجتمع إستقرت عاداته بغيره ؟ أليس الأولى التأكيد على غض البصر و التقوى عموماً لدفع أزمة الأخلاق المؤدية إلى الأمراض الجنسإجتماعية ؟


* إن التفكير العلمي لعلم الإجتماع يستدعي دوماً محاولة إيجاد مرجعية تتسم بكل من : المنطقية ، و الثبات

- فنحن إذا إحتكمنا إلى العرف سنصطدم بالحيرة في الإختيار ،، أي عرف سنتبع ؟
عرف اليوم الذي يسمح على أقصى تقدير بالتنورة فوق الركبة من الأسفل مع كشف الذراعين و بعض الصدر من الأعلى ؟!
أم عرف التسعينات حيث كان لبس مثل هذه التنورة جرماً ، و كان كل النساء تقريباً محجبات ، و حتى مدرساتي المسيحيات كانوا يخرجون للشارع مرتدياتٍ (البونيه) الذي يغطي شعورهن ؟!
أم نتبع عرف السبعينات الذي لا يستنكر المجتمع فيه أن يظهر كل الفخذ ؟!
أم نتبع عرف العشرينات الذي يعتبر من لا ترتدي البرقع (وشها مكشوف و قليلة الحياء) ،، و يعرف العاهرة بأنها (ماشية على حل شعرها) أي تتكسب من فرد شعرها أمام الرجال ؟!
هل ستتبع الدولة عرف القاهرة ، أم عرف الصعيد ، أم عرف الفلاحين ، أم عرف البدو ، أم عرف النوبيين ؟!
مرجعية العرف هذه لا تتسم بالثبات ، هذا إذا إفترضنا -جدلاً- منطقيتها من الأساس.

- فلنحتكم إلى القانون إذاً ،، دعونا نشرع قانوناً جديداً لحدود الإحتشام الواجب ،،
لكن من جديد سنحتار : أي قانون سنستخدمه كمرجعية إسترشادية ؟ القانون الكندي أم القانون الفرنسي ؟ حيرة شديدة ،، فأحدهما يرى العورة هي الأعضاء التناسلية و الشرج و حلمتي الصدر ، بينما الآخر يقصرها على الأعضاء التناسلية فقط !!
حسنٌ ،، لا علاقة لنا بالحضارة الغربية ،، لنسترشد بالقانون المصري للمصنفات الفنية ،، تباً سنحتار من جديد فذلك القانون عرف عورة المرأة أنها المسافة من مكان "جرح الزائدة الدودية" و حتى نهاية الثلث العلوي للفخذ ، مع الثلث الأوسط للصدر !!
إن كل تلك القوانين لا تبدو منطقية بالمرة لإمكانية التطبيق المجتمعي في الشارع .

- العرف غير ثابت و القانون الحالي غير منطقي ،، إذا فالمرجعية الأكثر ثباتاً و منطقية هي الدين ،، كل دين منزل من عند الخالق يوافق بالضرورة فطرته في خلقه ،،
الفطرة السوية هي الحياء و الحشمة ، و الإستثناء المرضي فيها هو حب التعري العلني ، هكذا درسنا في علم النفس و تعلمنا مرضاً قائماً بذاته يعتبر هو قمة هذا الشذوذ الفطري عن الحياء و إسمه "حب التعري وإستعراض الأعضاء الجنسية أمام الآخرين" (Exhibitionism  ) ، لكن على الجانب الآخر لم نعرف بمرض يسمى "رهاب التغطية" مثلاً !
الدين الإسلامي يوجب تغطية كافة الجسد للمرأة و يختلف البعض حول وجوب تغطية الوجه و الكفين !
الدين المسيحي فيه أمر إنجيلي بالحجاب ، و كل الراهبات من كل الطوائف لا يظهر منهن إلا وجوههن ، و أحياناً أكفهن !
الدين اليهودي كذلك ، نساء اليهود الملتزمات يغطين كافة الجسد عدا الوجه و الكفين ، و حتى من تحب منهن التباهي بجمالها فهي تغطي شعرها بباروكة حتى لا يظهر ، و يلتزمن بكل ذلك خصوصاً بعد الزواج !

عن الأديان الصحيحة الأصلية و عن الفطرة الأولى أتحدث ،، لست هنا بصدد الأفهام الغبية أو التفريط التدريجي في الأديان كنتيجة لضعف عقول أو عزائم أهلها ،، أو كنتيجة لتبني "الدين الهوليودي" الذي يعتبر مصدر التشريع اليوم حول العالم إلا من رحم ربي !!
الدين الهوليودي هو منظومة مصنوعة بالكامل على هوى صانعيها ، شربتها كل الشعوب شرباً في أفلام و مسلسلات و إعلام يكرس لمفردات ذلك الدين فكرياً و أخلاقياً و إقتصادياً ،، من لا يصدقني فليبحث في نفسه و تصرفاته كل يوم من أين إستقى الثوابت التي بنى عليها قناعاته أو يمارس بها أفعاله و ليقل لي نسبة الثوابت التي إستقاها من السينما و التليفيزيون !!

* و رغم دعوتي لفرض الحجاب ، لكني أرى أن الإحتشام و هو المعنى الأوسع يجب أن يكون إختيارياً في داخل دائرة الحرية الفردية لكل مواطنة لقلة تأثير غياب الإحتشام في هذه الحالة على إستقرار عموم المجتمع ،،
لكن الإحتشام يصبح إجبارياً مثل الحجاب في دائرة الطرح المجتمعي العام كوسائل الإعلام أو المصالح العامة من مدارس و هيئات لعظم أثر تركه في هذه الحالات ،،
و الفرق بين دائرتي الحرية الشخصية و الطرح المجتمعي مفصلتين في إجابة السؤال الثامن .

* فما هو الإحتشام ؟
الإحتشام هو تلمس درء فتنة الشخص للآخرين بإخلاص و إجتهاد ،، و منبع الإحتشام هو الإرادة الحرة و ليس الإجبار ،،
لا يمكنك أن تجبر أحداً على الإحتشام حتى و إن إستطعت فرض الحجاب بالقانون لأنك حينها ستحتاج شرطياً لكل مواطن !!
السبب الأهم لعدم الإجبار على الإحتشام بعد الإجبار على الحجاب أن الضرر المتحقق من تركه سيكون في حالات فردية ، و طبيعة الحالات الفردية أنه يمكن تقويمها ذاتياً من المجتمع بالنصيحة و الزجر بأنواعه ،، ما يهتم به علم الإجتماع هو الظواهر و ليس النوادر ، فإذا تحولت إحدى تلك الحالات الفردية إلى ظاهرة وجب التعامل معها من جديد بطريقة تقويم جديدة .

و الإحتشام واجب على الرجل و المرأة ، و لكن لظروف طبيعة المقال دعوني أقتصر هنا على واجبات إحتشام المرأة التي أراها فيما يلي :
- الإحتشام الشكلي بالحجاب ،،
- و الإحتشام الخاص لمن كانت لها ظروف خاصة ،،
- و الحركي بتجنب ما يلفت الأنظار من حركات مائعة ،،
- و اللفظي بتجنب الميوعة في الحوار العام عندما يكون الإختلاط ضرورة ،،
- و الإجتماعي بتجنب الإختلاط ما أمكن بالرجال من غير المحارم حتى و لو كانوا أقارب .  

* عذراً لأني أرميك بأفكاري الحجرية من جديد ،، سامحني و أرجوك أن تقرأ مبرراتي لعلك تراها منطقية فتتبنى نفس آرائي ،،

- حدود الحجاب عند الجمهور هي ستر سائر البدن عدا الوجه و الكفين ، و معظم هذا المقال يفترض أن يبين لك علة الحجاب المجتمعية بغض النظر عن كونه فريضة دينية .
- لكن هناك من لا يكفيها الحجاب لدفع فتنتها ، أليس هناك عارضات "يد" تتصدر أكفهن أغلفة المجلات لعرض الحلي لأن أكفهم "شديدة الجمال"  ؟!  أليس لبعض النساء وجوهاً من فرط الحسن تكفي وحدها للفتنة حتى مع التغطية الكاملة لباقي الجسد ؟
هؤلاء لا يمكن للقانون أن يلزمهن بما هو أكثر من حجاب باقي النساء ،، و هنا يأتي دور الإحتشام (الإختياري) لتحْجُب هي من تلقاء نفسها ما تعلمه من جمال خاص تتمتع به دون سائر قريناتها .

- لا حاجة لي فيما أعتقد لشرح أهمية الإحتشام بعدم التمايع ،، لا بل هناك ضرورة فكثير من بنات اليوم لا يلقين لذلك بالاً عند التعامل مع الزملاء في العمل أو الدراسة ،، تذكري : زميل العمل و الدراسة ما زال رجلاً أجنبياً و لم يكتسب صفة "المحرم" مثلاً بطول فترة المعرفة !! تذكري فأنت لا يمكنك أن تختلي به ، أو على الجانب الآخر أن تأمني عليه من فتنتك !!

- فما بال الصوت ؟ هل سأقول كمفتي نجد بأن الصوت عورة ؟!
الحقيقة أن الصوت على الإطلاق ليس عورة ،، إنما إستخدامه بإضافات الليونة و الميوعة هو ما يجعله عورة ،، مثله مثل المِشية ، يمكن أن تمشي المرأة لتروح و تغدو إلى معايشها ، و يمكنها أيضاً أن تمشي لتتمايل !
و نفهم هذا المعنى جلياً في الآية : { و لا تخضعن في القول فيطمع الذي في قلبه مرض } ، معنى "الخضوع" هنا فيه إعجاز لفظي ، تأمل المعنى ، هو خضوع في الصوت نفسه بترقيقه ، و هو خضوع معنوي في محتوى الكلمات فتتحقق الفتنة من الخضوعين الذين هما من أكثر ما يثير الرجل عموماً فما بالك بمن كان في قلبه مرض و لا يستطيع كبح شهواته ؟! 
ألم يتغزل الناس بصوت نجلاء فتحى؟؟ ليس لحلاوته فقد كان صوتاً سيئاً و لكنه دوماً وصف بأنه ذو "بحة مثيرة" عندما تخفض صوتها ،، ألا يعنى هذا أنه "صوت مستفز للغرائز"  ؟! ألا يوصف صوت إيناس جوهر في "الدنيا هيا الشابة و إنت الجدع ،، و عجبي" بأنه مثير لإثارة الكلمات و طريقة إلقائها  ؟! هذان يا سادة هما مثالان لنوعي "الخضوع" بالصوت ،، أمر يجب على من تحافظ على إحتشامها أن تتجنبه .

- يبقى الإختلاط الإجتماعي و أعلم أن الدعوة لتحجيمه تقابل عادة في مجتمعنا بشدة ،،

الإختلاط مكروه خشية الفتنة ،،
و الفتنة لا تنتفي في وجود المحارم ،،المحارم فقط تضمن أنه لن يكون للفتنة عواقب فعلية ،، لكن من يضمن العواقب النفسية ؟!
بالتاكيد زوج من المرأة التي تخالط ليس الأقوى أو الأعقل أو الأنبل أو حتى الأجمل شكلاً طول الوقت ،، و كذلك زوجة من يخالط ،،
و عليه فإن الإعجاب حتى في جو عام فيه محارم بغير الزوج و غير الزوجة أمر وارد ،، إن لم يكن في الحقيقة محتماً ،، و أعتقد أنه لا ينكر ذلك إلا حالم أو متغافل ،،
يبقى النتيجة المترتبة على هذا الإعجاب ،، و هي تختلف بإختلاف خُلق الأشخاص و سيطرتهم على أنفسهم ،،
ففي أقصى طرف الأخلاق ستنتج الكبائر ،، و مع الطرف الآخر الأكثر تأدباً سيظل هناك و لو  شوائب نفسية يصاب بها حتى أكثر الأزواج و الزوجات خلقاً كأثر تراكمي سيئ ناتج من مقارنة كل منهم لشريكه مع شركاءالآخرين !!
لقد نهينا حتى عن الإختلاط بأخو الزوج و أخت الزوجة رغم القرابة و ربما الجوار في كثير من الأحوال ( أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت ) .
ما نخترعه و نتوهمه من أن المرأة الخلوقة هي إمرأة لا يمكن أن تفكر في غير زوجها هي قوانين مصنوعة و كاذبة ، أوهام لم يضعها الخالق في النفوس فطرةً حتى يستقيم للمرأة حياة جديدة بعد زواجٍ إنتهى ،، و يدلنا على ذلك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر زوجاته بالإحتجاب عن إبن أم مكتوم مع أنه كان أعمى و مع أنهن أمهات المؤمنين ، معللاً ذلك أنهن يرونه ذلك الرجل الأجنبي ، مما يدل على ضرورة غض البصر حتى للنساء ، و على أن قلب المرأة ليس بالضرورة مربوط على الزوج بما يأمن معه مخالطتها للرجال .
طبعاً لا داعي لي أن أذكر تأثر الرجل بغير زوجته فهو أمر من المسلمات ، فهناك إتفاق على أن الرجل بطبعه كائن شهواني محب للتعدد :)

- و لكل ما سبق أُمرنا بعدم الإختلاط الكامل بين الذكور و الإناث في غير الضرورة ، و حتى عند الضرورة وجب تحري عدم الوقوع في قلة الإحتشام أو التلامس (منع المصافحة و التسامر بين غير المحارم) حتى لا تولد فينا مشاعر غريزية نحن في غنى عن تعقيدات إرضائها و التي قد تستحيل فتنتج خللاً شعورياً و إجتماعياً.

* إذا لماذا شرع غض البصر ؟ و لماذا أمرنا بعدم مد عيوننا إلى ما متع الله به أزواجاً آخرين ؟ أليس ذلك دليلاً على أن الإحتشام ليس بكل هذا القدر من الأهمية ؟

- من جديد أذكر : المنظومات الإجتماعية تعتمد على عناصر متعددة لا عنصر واحد ، و تضع في الحسبان حوائط صد متلاحقة في حال إختراق قانون أو عرف ما يكون القانون الآخر في الإنتظار لتقويم المشكلة ،،
لذا فتصور التقويم فى إتجاه واحد فقط أو تقويم طرف دون آخر يعبر عن جمود القهر بدلاً من طبيعة ديناميكية عملية التربية ،،

- عندما تعمل على نشر قيمة العلم في المجتمع فأنت لا تخرج إلى الناس لتقول لهم : "العلم حلو يا جماعة" ،، إنك تصنع عدة منظومات متضافرة لكل منها هدف مختلف ، منظومة الترغيب في العلم مادياً و معنوياً ، منظومة ذم الجهل تثقيفياً و دينياً ، منظومة لتسهيل وصول العلم للناس تعليمياً و إعلامياً ، منظومة لتطبيق العلم مجتمعياً و إقتصادياً ،،
- عندما تحاول تغطية إحتياجات المجتمع من المال فأنت تشرع الضرائب قانوناً ، ثم تذكر الناس بفرضية الزكاة ، ثم تحبب إليهم الصدقات و النذور و الأوقاف ، ثم توجد منظومات تستوعب كل ذلك و تنظمه ،،

- هذه هي طريقة تناول الأمور الإجتماعية العامة ،، عدة منظومات متضافرة و ليس إجراء أحادي ،،
و لنفس الحكمة نرى الأمر بالإحتشام ، يصاحبه الأمر بغض البصر ، و الأمر بعدم التطلع إلى من هي في بيت غيرك ، و الأمر بالزواج عند الإستطاعة ، و الأمر بالصيام عند إنعدامها ، و أخيراً الأمر بعدم التعلق بالمتع و المفاتن حتى المباح منها طلباً لوقاية النفس من حب الدنيا و التعلق بها .
هذا ليس تضارباً و هذه ليست بدائل تجب إحداها الأخرى ،، هي منظومات متضافرة تضع في الحسبان تقصير الإنسان في تنفيذ إحداها فتحميه الأخرى من تحقق الضرر .

- أيضاً هناك ضرورات قائمة أخرى لغض البصر حتى مع الإحتشام :

فأنت تغض بصرك عما بان لك من عورات الناس عن غير علم منهم مثل بيوت الجيران و من تكشفت لسبب خارج عن ارادتها ،،
و الطبيب يغض بصره عن مريضته التي تكشفت له طلباً للعلاج ،،
و يغض الأسوياء بصرهم عن تتبع عورات الناس بأدوات يمكنها أن تكشف حتى المحتشمة ،،
و يغضه النبيل في بيوت الناس عن كل ما يؤذيهم رؤيتك له مما لم يحتاطوا لإخفائه عنك سهواً منهم  ،،
و يغض التقي القوي بصره عمن تعمدت إغوائه في بلاد المسلمين في الخفاء أو في بلاد الكفر علانيةً .

* ألا أدلكم على آية جامعة تغنيكم عن كل هذا المقال لو تدبرتموها ؟ :
{ وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن و يحفظن فروجهن و لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن او آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني إخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت إيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء و لا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن و توبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} (سورة النور الآية 31)



 * و من الفوائد الإضافية للإحتشام :
- تكافؤ الفرص بين النساء في الزواج ، فإمرأة واحدة بارعة الجمال تتعرى في التليفزيون تجعلن ملايين الرجال ينظرون إلى زوجاتهم أو خطيباتهم نظرة أقل إعجاباً ،، حاولوا تقصي حجم المشاكل الزوجية بعد موجة العري الغنائي اللبناني ! 
- حفظ قدر اكبر من المودة بين الزوجين كإيجابية ناتجة عن ترك الإختلاط ، فالمنافسة تكون أقل و لصالح الشريك بالطبع فهو الأقرب إلى القلب و كذلك إلى العين و سائر الحواس ،،
- حفظ القدرة الجنسية ،،  فمن لا يرى من المفاتن الكثير يصبح كل ما يراه فاتناً ،، هذا هو السبب في فحولة أبناء المناطق ذات العادات التي تمنع الإختلاط كقرى الصعيد و البدو .
- إخفاء ليس الجمال فقط لكن القبح الشديد أيضاً بما يدفع عن الدميمة السخرية ،، سخرية صنعها و أصّلها الإعلام و السينما مع من مثل عائشة الكيلاني !

* أليست كل تلك الحمول النفسية من إثارة الغرائز مدعاة للإحتشام  ؟
إنها فلسفة الإسلام في سد الذرائع المؤدية للخطيئة عن الكل ، عن التقي ، و عن المتقلب ، و حتى عن الطالح أو مريض النفس ،،
إنها أيضاً فلسفة الإسلام في صناعة البيئة الجيدة ،، ففي تلك البيئة دون سواها تستطيع الأفكار الجيدة أن تنمو ،، لا أذكر  فيلسوفاً ذو شأن أو محارباً صنديداً كان منشأه و محياه في بيئة ماجنة أو منحلة ،، بيئة يجب على قوي الهمة أن يبذل فيها أضعاف الجهد فقط ليبقى إنساناً عادياً إن أمكنه ذلك أصلاً !!

* و إذا كنت اطالب بقانون لفرض العفة في المجتمع ، فمنطقياً يجب أن يصنع القانون للجميع ،، ليس للأطهار الزهاد وحدهم ،، و لا لمفرطي الشهوة  أو منعدميها ،، إنما يجب أن يتسع لأكبر نسبة ممكنة من أفراد المجتمع ، و يكون التعامل مع الباقيين إما بإستثناءات أو قوانين و إجراءات خاصة ،،
و لعِلَّة الإختلاف الشديد في مقدار التكشف المولد للشهوة بين الرجال كمثل الأنواع التي ذكرتها لا يمكن ترك حد الاحتشام للتقدير الشخصي ، و لكن يجب تعريفه من قبل المجتمع عن طريق قانون يعد بعد دراسة علمية نفسية و إجتماعية لكل العوامل المتصلة بالأمر.

* لكن من يطرح مثل ذلك لا ينجو من المزايدات في أوطان يتنفس أهلها جهلاً و يتعطرون بالنفاق !!

-  سيزايد على عفته النساء بينما هم بطبيعة الخلقة لا يحيطون بحجم و شكل الرغبات الذكورية فيصفونك بالشهوانية ،،
- و سيزايد من الرجال كثيرون يتحدث أحدهم بزهد الناسك فينقد و يقترح و يشرع و هو المستعف المتزوج مشبع الرغبات ، أو هو العجوز الذي عافت نفسه النساء ،  و يتناسى كلاهما أيام مراهقته عندما كان يتلوى في فراشه من جنون الرغبة ،،
- و سيزايد من كان يوماً ذلك المراهق الملظلظ أملس الوجه الذي كان يستغرب جداً من حديث أصدقائه عن الفتيات لأنه لا يستشعر نفس الرغبة !!
- و سيزايد من ربما لم يصل للبلوغ كالذكور الأصليين لكنه إكتسبت مظهر الرجولة "بالأقدمية" مع السن ، حتى لم يعرف أهله في أي سن بلغ فلم يلحظوا فيه تغييراً يذكر !!

-  سيدتي : لا يمكنك الحكم فيما لم تحيطي به علماً ،، و رجاءاً عودي إلى إجابة السؤال الخامس في المقال !
- صديقي المدعي : كفاك نفاقاً بالعوم مع الرائج من أفكار المجتمع ، فليست كلها صحيحة بالضرورة ،، و كفاك تصنعاً فليس بهذا التعامي و الخياطة فوق الجروح المتقيحة ينصلح حال المجتمعات ،،
- صديقي الغير طبيعي : أنت الإستثناء الشاذ ،، فأرجوك ألا تجعل نفسك مقياساً للذكورة و أحاسيسها !!

________________________________

10- ما هي الحلول المقترحة لحل الإشكالية المتشابكة للحرمان الجنسي المؤدي إلى التحرش و العناصر الأخرى المؤثرة على المسألة ؟


المحاور الأربعة لحل المشكلة من وجهة نظري هي : سد الإحتياج ، كف الإثارة ، تغيير المغلوط من مفاهيم المجتمع ، الحضور القانوني و الأمني في حل المشكلة .
أرجوكم ربط الحزمة و الإستعداد للمطب الهوائي الجديد القادم ،،

أ- سد الإحتياج :

1-  تيسير الزواج بدعم الدولة ، مثل تخصيص صندوق تكافلي خاص بالزواج تموله الدولة إبتداءاً ثم يكمل تمويله من إستفاد به ،،

2- توفير المسكن بمنظومة جديدة لقوانين العقارات ، و تشجيع بناء الشقق (الإستوديو) بإعفاءات ضريبية أو دعم مباشر ، و تسهيل قانونيات تبديل الوحدات السكنية في حال نقل محل الدراسة أو العمل توفيراً للمال و الوقت و الجهد ، بدلاً من العذاب الحالي الذي يجعل القاهرة ملحمة من المواصلات فقط لأن الناس لا تسكن بجوار أعمالهم و مدارسهم !!

3- إن منظومة كاملة جديدة للزواج يجب تبنيها في المجتمع ،، من أول الإلتزام - إن لم يكن الإجبار - لأولياء الأمور على الإتباع الحرفي للحديث : (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) ،، وصولاً إلى حلول مبتكرة للزواج بما لا يخالف الشرع ،، نعم ،، صراحة أدعو إلى تقنين زواج "الفريند" و زواج "المسيار" !!
الولد يعيش حياته اليوم حتى الثلاثين في بيت أهله ينفقون عليه و كذلك البنت ،، الأولاد و البنات يعيشون في المدن الجامعية منفصلين و تتكفل الدولة بتكاليف معائشهم ،، بينما يعيش شباب الغرب الصديق و صديقته في غرفة واحدة و ربما يجوبون العالم سياحةً في عطلاتهم !
لماذا لا نقنن ذلك حسب شريعتنا ؟! ما الذي يضير الأهل أن يتشاركوا الإنفاق على ولدهما و بنتهما ممن على قيد الدراسة ليس كل على حده ، بل في غرفة في بيت أحد الأسرتين ؟!
لماذا لا تتكفل الدولة بمدن جامعية بشكل مختلف يسمح لمن تزوج من الطلبة الإقامة سوياً بنفس الدعم الذي تقدمه لهما الحكومة و هما منفصلين كل في مدينته الجامعية ؟!
لماذا لا نقنن زواج المسيار الذي يعف رجلاً غير قادر على الوفاء بكل واجبات الزواج بإمرأة يناسب ذلك التقصير ظروفها فتتنازل له عن حقها في تلك الواجبات ؟!

- هل سنظل نبحث عن الحلول التقليدية لدرجة التحجر ، و عن الحلول السهلة من الوعظ و التقويم التي ثبت فشلها بنجاح منقطع النظير ؟!
الزواج في الإسلام له أركان لا يصح بدونها ، و بديهياً يكفي وجودها ليكون ذلك الزواج شرعياً ،، (صلاحية و أهلية الزوج و الزوجة للزواج بلا موانع شرعية أو مرضية ،، صيغة قبول الزواج ،، موافقة الولي للبكر و الثيب تزوج نفسها ،، الإشهار بشهادة شاهدين)
فهل فيما ذكرت بأعلاه من إقتراحات ما ينقصه أحد هذه الأركان ؟!

- أعلم أن هناك مصري أصيل سيفتح "كتاب الأناشيد المصرية" ليقرأ منه سطر (الجواز مش مجرد متعة ،، الجواز ربنا شرعه لبناء أسر لخلق مجتمع صحي و لإعمار الأرض) ،،
سأسأل صديقي : هل عندما تزوجت كان دافع ذلك أنك رأيت صورة للكرة الأرضية فقبّلتها و قلت لها : "و الله لأعمرنك يا مهجة الفؤاد" ؟!
أم أنك إشتهيت إمرأة بغريزتك فأحببتها ، أو أن غريزتك كانت هي البادءة فبحثت عمن تقضي بها متعتك في الحلال ، أو أن "غريزة" الأبوة لديك هي ما حركتك  فبحثت عمن تجلب لك هذا الصغير المنتظر ؟!
لصديقي هذا أقول : لقد قفزت من فوق الأهداف البشرية الخاصة لتتطاول بمحاولة الوصول إلى الهدف الكوني الأعم - الذي هو إختصاص الإله- ،،
إنما شُرع الزواج فيما أفهم على هذا الترتيب  : لإشباع الغرائز ، فالإستقرار النفسي بوجود شريك يكون سكناً في الحياة ، بعد ذلك يكون الناتج الغير مخطط إبتداءاً هو إعمار الأرض بأسرة صالحة ،،

- أعلم أن صديقاً آخر سيقفز لنفس كتاب الأناشيد ليقرأ علي : ( طب و العيال دي إزاي هتبقى مسؤولة عن جواز مستقر ؟ و هيربوا عيالهم إزاي؟ و بعدين هتعمل إيه في نسب الطلاق اللي هتسببها الكارثة دي ؟)
لصديقي الآخر أقول :
. هناك آليات كثيرة يمكن بها زرع المسؤولية في الشباب الصغير ، ليس آخرها قصر دعم الزواج على من يمر بإختبارات نفسية ما ، أو إلحاق الراغبين في الزواج بمعسكر للتوعية و التثقيف بالأمر بكل جوانبه ،، حاول أن تبدع يا صديقي بدلاً من العادة المصرية العربية الأصيلة بالتحجج بالعقبات التي ستواجهنا في مراحل تالية حتى نبرر حكمة و عقلانية تقاعسنا عن فعل الخطوات الأولى !!
. أطفالهم سيربوهم كما تربي القطة أبنائها ،، من خلقهم يا صديقي و وهبهم القدرة على الإنجاب هو بالضرورة سيكفل لهم خبرة التربية و هو يرزق الجميع و يقدر أقواتهم ،، و يمكن أن يكون هؤلاء الأطفال بذور مجتمع جديد أقوى و أعلم و أكثر خلقاً لو بذلت الحكومة جهداً مثلما فعله هتلر لتربية النشىء ،،  ثم هل أفهم من ملامتك أن آباء اليوم من الخمسينيين هم مربون لا يشق لهم غبار ؟!
. و الطلاق الغزير المتوقع يكون علاجه برفع الأفكار المتخلفة عن نظرة الرجل للمرأة المطلقة ،، و عموماً مطلقة في الثلاثين في مجتمع يحترمها و يراها كفؤة للزواج من جديد لهي خير من عانس في الأربعين في مجتمع شديد الغباء كمجتمعنا منعتها تعقيداته من حقها في المتعة و السكن و إنجاب الصغار !


ب - كف الإثارة :

1- تشريع قوانين تمنع كل ذلك العري الذي يصل لكل بيت من قنوات العري الموسيقي و أفلام المجون و المخدرات.

2- محاولة تدريج منع الإختلاط في المدارس و الجامعات و المصالح الحكومية ، كبداية لتشجيع المجتمع "طوعاً" على تنفيذ الفكرة ذاتها في داخل البيوت و الأماكن الخاصة.
و أن يوعى الجميع بأهمية ذلك و أهمية الإلتزام بالإحتشام عند الإختلاط الضروري في أماكن قضاء المصالح و العمل و التعليم .

3- تشريع قوانين للحجاب تستقي حدودها مما أسلفت في إجابة السؤال التاسع ،، و يكون تطبيقها شديد التدرج ، و يغلب عليه الترغيب قبل الترهيب ،،
هناك عشرات الوسائل تجعل الناس تقتنع طوعاً بل و حتى تسعى جاهدة لفعل الأمر نفسه المفروض عليهم ،، و لذلك أساليب كثيرة يعرفها جيداً كل من يتعامل مع توجيه الجماهير في الأجهزة الأمنية القمعية ، أبسطها أن يسلط الضوء إعلامياً على أشخاص يحبهم الناس و يرتدون الحجاب ،، أن يصبح الحجاب أمراً محبباً و يوصف مرتدياته بصفات حسنة فيما يقدم للناس من دراما ،،
ثم يتم الفرض بالقانون تدريجياً بداية من المصالح العامة و أماكن التعليم (فرنسا كنموذج عكسي) .


ج- محاولة تحطيم تكلسات أفكار المجتمع و تنقيتها مما ليس له مرجعية حقيقية (حرق كتاب الأناشيد المصرية) !!

1- حث الآباء على تحمل مسؤولية تربية و مظهر أبنائهم و بناتهم ، و الكف عن تبني نظرية "المعلف" في التربية ،، النظرية التي تكرس أن واجب الآباء تجاه النشىء هو نفس واجباتهم نحو حيوانات التسمين : مأكل ، مأوى ، رعاية صحية !!
يجب أن يربى الآباء أنفسهم أولاً على أن غرس الأخلاق في نفوس أبنائهم أولى من حشر الطعام في أفواههم أو من كبس العلوم في ذاكراتهم !!
يجب أن يتعلم الآباء أيضاً  أن الأخلاق تُستمد من المرجعيات الثابتة و ليس من الطباع السائدة في المجتمع ، يجب أن يعلموا أن شكل الإحتشام هو ما أخبرت به أسماء بنت أبي بكر و ليس ما تلبسه تهاني و رشا بنت الجيران !!
يجب أن يعلم الآباء أن الخصال الحسنة لا تكتسب فقط بالفهم ، لكن بالتعود أيضاً ،، لا يمكنك أن تعود إبنتك أن ترتدي منذ سنوات طفولتها الأولى ذلك "البلبطوز" الذي يظهر كل فخذها حتى ملابسها الداخلية ، ثم تطلب منها فجأة أن تحتشم و تغطي كافة جسدها فقط لأنها أصبحت آنسة بعد أن بلغت المحيض !! هي حتى لوإقتنعت أو آمنت بضرورة ذلك ستجد جهداً عظيماً في التنفيذ يجعلها أقرب لترك الحجاب ،،
إتقوا الله في بناتكم و عودوهم على الفطرة ثم علموهم دينهم ، فتتكامل لديهم سهولة التعود مع قناعة الإيمان فيكنَّ محتشمات عن عقيدة و عن يسر تطبيق .

2- التوعية و الوعظ المجتمعي بفوائد الإحتشام و مضار تركه ،، و الوعظ بأن الفعل التحرشي الدنيء لهو عدوان على تاني الحرمات الثلاث التي يحتسب شهيداً من مات دونها (النفس و العرض و المال) ،،
سيعرف ذلك المتحرش "المحتمل" حينها أن عقوبته لن تكون سبه بلفظ "خنزير" أو "بعلقة" في الشارع أو "بيات في تخشيبة" القسم ، إنما عقوبته ستكون مغلظة كتغليظ الحرمة التي إنتهكها ،،
إنها منظومة مفاهيم يجب أن تتغير من خلال الخطاب الديني و الإعلامي ،، مثلها تماماً مثل وصف زنا المحصن الذي هو من أكبر الكبائر و عقوبته هي أقسى حد في الإسلام على أنه مجرد "خيانة زوجية" !!
و مثل الفكرة السخيفة لوجوب الإحتشام ليس لوازع ديني أو صون مجتمعي لكن من أجل الحفاظ على "عاداتنا الشرقية" !!
هذه السفاهات التي إكتسبت مِنعة و حصانة رهيبة من مجرد تكرارها في التيليفزيون يجب أن تحطم تماماً بالمعلومات الصحيحة .

3- تعريف الناس بالفروق بين دوائر الحريات الثلاث : (دائرة الحرية الشخصية ، و دائرة الطرح المجتمعي ، و دائرة واجبات القائمين على حكم المجتمع ) و تفصيلها في إجابة السؤال الثامن في هذا المقال ،، لأن الخلط الموجود اليوم بين حدود حريات هذه الدوائر هو ما ينتج كثيراً من الخلط الفكري خصوصاً في الأمور الإجتماعية .

4- يجب أن يقوم من حسبوا علينا "مشايخ و علماء" بوعظ الناس بأهمية غض البصر و تيسيير الزواج بناءاً على الدين و الخلق المقبولين ،، الحقيقة يجب أن يبدأوا بإصلاح أنفسهم خصوصاً في الأمر الثاني كي يكونوا قدوة للناس .

5-  من العدالة فرض ضريبة كبيرة على الأفراح و الموبيليا الثمينة و على المهور حتى يرتدع الناس عن طلبها ،، يجب باللين و بالمبادرات الشعبية قبل ذلك تشجيع الآباء على التخلي عن هذه السفاهات الغير مبررة التي تعطل الزواج ليس لشخص واحد فقط ، بل لكل من حوله لأن المقياس الإجتماعي دوماً يتخذ من الأعلى مقياساً للجميع ، فلا يمكن أن تتزوج "شيماء" بأقل مما إشتراه و كلفه "وليد" لـ"سوسن" بنت خالتها !!

6- الإعلام و الدراما عليهما أكبر الدور في المسألة برمتها الحقيقة ،، أحد هذه الأدوار محاولة محو غباوات إستقرت لعقود و ربما قرون في أمور مثل :
- الكراهة المطلقة للطلاق مهما كانت الظروف ،،
- و ما يترتب على تلك الكراهة أو يتسبب فيها حقيقة ً من النظرة الدونية للمطلقة كإمرأة إنتهى حقها الإجتماعي ! ،، 
- التندر و التطاول على تعدد الزوجات رغم أن جميع المسلمين يؤمنون بحله ! نحتاج لأن ننقي أنفسنا من النفاق ، فإما قبلنا بالأمر كجزء من منظومة دين إرتضيناه ، أو نعلن في شجاعة الملحدين أننا لن نلتزم بتلك الجزئية .
مع أن ذلك أكثر وزراً على شخص معلن العصيان ، إلا أنه قد يكون أفيد للمجتمع بإنهاء حوارات نفاقية سفسطائية تسعى لإلباس الحق بالباطل قبل ان تبدأ !!


د- منظومة قانونية و أمنية لردع فعل التحرش عموماً و الإغتصاب خصوصاً بشكل منطقي و عادل كما فصلت في الجزء الأول من إجابة السؤال الخامس بهذا المقال ، منظومة تجعل من يفكر في هذا الفعل يكون قد رأى أو سمع عن عبرة سابقة ممن تم ضبطه بنفس التهمة ، منظومة كما تعاقب المجرم فهي تمنع المحرضة على الفجور بعريها عن التمادي في سفه حرية تضر بالمجتمع .

* أدعو الله ان ينفعنا بما علمنا و يهدينا إلى خير أمتنا و أن يتقبل مني هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم كصدقة جارية إن كان فيه ما ينفع الناس.




هناك تعليقان (2):

  1. احيييك على المجهود الكبير في جمع المعلومات والتحليل بصراحه ولكن ليا شويه ملاحظات:

    اولا انا معاك في موضوع الشعارات الجوفاء في تجريم التحرش وشايفه الحل الامثل للجريمه دي هي القانون ولا شئ غير القانون المتحرش اللفظي ياخد غرامه ويصل للسجن لو قال كلام اباحي والجسدي يسجن ويفضح وقد يصل الامر الى حد الحرابه لو تعدى الى اكثر من ذلك بس لاننا في مجتمع ذكوري بحت ما احترمش المرأه في الدستور الحديث الحقير اصلا ولا عملها اعتبار اشك ان فيه اي تشريع هيوضع قريبا لانصافنا ضد المتحرشين

    بخصوص اللبس بقى انا عارفه ان دي مشكله بالنسبه لكل الشباب انا عايزه افهم يا دكتور ربنا ادانا عقل ليه ميزنا بيه عن الحيوانات؟الناس والحيوانات عندها شهوه ومستقبلات حسيه زي بعض الفرق ان ربنا ادى البشر عقل علشان يرتقوا لمرتبه الانسان, في وصفك للراجل انه الهرمونات بتسيطر عليه وانه مسكين وانه بيتاثر بسرعه بالشم والنظر واللمس ومعرض للانهيار طيب مادام هو ضعيف كده ومش قادر يمسك نفسه وبيتنيل يتحرش عايش وسط البني ادمين ليه ؟ما يروح يعيش مع القطط والكلاب ويرمي نفسه في اي صفيحه زباله ويدور على شهوته هناك ؟ليه حاسب نفسه على البني ادمين اللي ربنا ميزهم عن الحيوانات؟ فين عقله؟فين تربيه اهله ليه؟ فين دينه؟ فين احترام الاخر ؟ معظم المقال بتاعك بيدور ويفحص ويمحص عن اسبااااااب بيولوجيه الراجل ليه بيتحرش ؟ ونسيت ان الاصل في الموضوع غض البصر والتربيه والعقل اللي ربنا ادهوله وميزه بيه عن الحيوانات انت عارف ان اقسم بالله المنقبات بيتم التحرش بيهم ؟الامهات ؟المحتشمات المحجبات ؟اجبلك صوره بشعه لراجل بيتحرش بست قد امه لابسه عبايه ؟انت بتقول تاخر الزواج والكبت الجنسي السبب الاول للتحرش صح؟ الاطفال ال 7 و8 سنين بيتحرشو ليه وهم مش في سن جواز؟انا بشتغل في مدرسه اعدادي تحتي مدرسه ابتدائي الولاد قد الركبه في تانيه ابتدائي بيعاكسو!! تعرف ان انا وصل بيا الحال ولبست اسدال اكتر من سنه ونص بسبب القرف اللي بشوفه في الشارع وبردو مفيش فايده ؟الموضوع كبير جداومتشعب
    وبعدين انت بتقول عايزين حلول غير تقليديه وبردو عمال تدور حوالين ان الحل عند المراه؟ولو عايز تقييد الحريات فالاولى بقى تقييد حريه الرجل هو مين اللي بدأ بالأذيه ؟مش الراجل؟هو الراجل يتنيل يغلط وانا اللي اشيل الليله والبس على مزاجو ؟يبقى بعد كده لو اتحرش حد بغير محجبه اقوله عداك العيب هي اللي جابته لنفسها؟ انت بتستشهد بالسعوديه اللي ملوكها وامرائها سايبين ستاتهم بشعرهم ولابسين عريان عالملأ ومتشطرين عالشعب الغلبان هناك؟ هم دول المثل الاعلى ؟
    انا مقدره انك بتحاول تلاقي حل لكن والله الحل في القانون مفيش غير القانون اللي يغلط ياخد على دماغه ويتحاسب

    انا قريت مقالك عن كشوف العذريه وعجبني جدا
    انت مش شايف ان كشوف العذريه دي تحرش؟ هل ده ليه علاقه بلبس البنت ؟ولا دي سياسه دوله؟هل لو البنات احتشموا على رايك الداخليه هتبطل تنزل متحرشين التحرير والميادين يتحرشو بالبنات علشان يحرموا يشاركوا تاني؟ولا لما كلنا نلبس نقابات وخمارات هنبطل ننزل التحرير؟

    وبخصوص ما كانش فيه تحرش في الستينات والسبعينات زي دلوقتي اه ما كانش فيه انا اقدر انزل زي ما امي كانت بتنزل في السبعينات بجيبه فوق الركبه ولا حتى تحت الركبه؟ولا حتى بشعري؟ ولو سالت والدتك هتقولك الموضوع كله معاكسات لا تتعدى ابدا الى الفاظ اباحيه زي الالفاظ اللي بنسمعها دلوقتي

    السؤال الخامس بتاع تعدد الزوجات معلش اسمحلي انت بتبرر للراجل ليه بيتجوز على مراته ولا بتحاول تبرر لنفسك انت ممكن تتجوز تاني ليه ؟ انا بصراحه مش فاهمه يعني من كلامك غير ان الراجل شهواني وغير صبور وبيزهق بسرعه والهرمونات يا حرام تاعباه جدا وده مش بايده والمستقبلات الحسيه عنده عاليه جدا اي ريحه تجيبه الارض او اي غمزه يقع مسكين زيه زي اي قطه في صفيحه الزباله بتشدها ريحه سمك مثلا وان الجواز ده تتغلب عليه مشاعر واحتياجات جنسيه في المقام الاول ومشاعر تانيه روحانيه وعقلانيه وعاطفيه مجرد ثانويات احنا هنقرفه في عيشته ليه يعني ؟بلا عواطف بلا التزام بلا نيله والست مجرد وعاء جنسي لو الراجل ما ارتحش في الوعاء ده يدور على غيره لانه بيزهق لان ربنا خلقه كده احنا هنعترض على كلام ربنا؟ هنعمل ايه بقى والمفروض الزوجه تتفهم طبيعته وتعذره وتوفرله بالمره الزوجه المناسبه لو اتجوز تاني وتالت صح كده؟

    اخر حاجه انا معاك في نقطه ان الافلام ووسائل الاعلام والاغاني الشعبيه بالذات سبب في الانحراف ده لانهم ربو ف الشباب ثقافه ان قله الادب فهلوه وشطاره

    انا شايفه ان مقالك يركز في جزئيتين فقط
    الراجل شهواني بطبعه مسموحله يتجوز اكتر من مره علشان يعف نفسه
    الحل الست تتحجب وتتحشم وجوزها لو اتجوز عليها ترضى بالامر الواقع

    ردحذف
    الردود
    1. 1- قراءة المقال مرة أخرى بدون مشاعر او تحيزات ستجيب كل أسئلتك ،،

      2- كشوف العذرية تحرش جسدي و فكري فاضح و يستحق عقوبة شديدة التغليظ لأنه جريمتان في وقت واحد ،،

      3- الرجل يمكنه مقاومة كل ذلك و معظمنا يفعل ذلك ،، لكن هذه المقاومة تقتل فيه فحولته و ترجع الست تزعل لما جوزها يخش البيت يلاقيها متجملاله و ما ياخدش باله و تقوله "ده تمامك" !! طيب ما هو تعود الإمساك عن الشهوة رغم الإستفزاز هو اللي قتل فحولته !!
      إرسولكم على حل : عايزين راجل بنفس طبيعته و المجتمع يلتزم بقواعد الفطرة ،، و لا عايزين كل واحد يعمل اللي هوا عاوزه و يبقى عندكوا "سوسن" في البيت ؟!

      حذف