الأحد، 12 أغسطس 2012

قرارات الرئيس هل هي بداية مواجهة ثورية أم أنها توافق في مصلحة الأطراف الثلاثة التي ليس إحداها الثورة ؟!







* تعلمنا أن السياسة و الحياة عموماً لا تسير إلا بمنطق من ثلاث :

- القانون ، 
- أو القوة ، 
- أو التوافق بين كل الأطراف حتى و لو كان ذلك ضد القوانين أو موازين القوى ،،

- و عليه فما فعله اليوم د.مرسي رئيس الجمهورية لا يمكن إلا أن يكون أمراً تم التوافق عليه بين كل الأطراف (جماعة الإخوان ممثلة في الرئيس ، المجلس العسكري ، أمريكا و ربما كان أمير قطر مبعوثها في هذا الشأن) ،
- ذلك لأن الأمر لا علاقة له بالقوانين ، فالرجل أقسم على الدستور المكمل و منه إستمد الشرعية ، و يقضي ذلك الإعلان أن المجلس العسكري هو سلطة التشريع كما أنه السلطة الوحيدة المختصة بتعيين و ترقية و تنحية ضباط القوات المسلحة ،
- و الأمر لا علاقة له بموازين القوى ، فالمجلس مسيطر إلى اللحظة على القضاء الدستوري الذي يمكنه عزل مرسي لخرقه الدستور ، بل و عقوبته بالحبس لرفضه تنفيذ القانون كأي موظف عام ! طبعاً لن أذكر في أمر القوى قوة تنفيذ الحكم (جيش و شرطة) فهذا أمر بديهي ،
- لذا لم يبقى غير التوافق ،، التوافق الذي يجب أن يرضي  الأطراف الثلاثة :

* يرضي مرسي فيصبح بطلاً شعبياً و يصبح الإخوان أمل الأمة ،،

* و يرضي العسكري فيجعل السيسي وزيراً للدفاع ( و هو أحد أعضاء المجلس العسكري و شريك في جرائمه و ليس آخرها كشوف العذرية) ، و يجعل طنطاوي و عنان يخلدان لتقاعد آمن محصن بتكريم رئاسي فأولهما مقارب على الثمانين و مريض بفيروس سي الكبدي ، و ثانيهما مسن بدوره مريض بجلطة  متكررة في القلب .

* فيبقى السؤال ما هي جزئية التوافق التي أرضت الطرف الثالث (أمريكا) ؟!

- تكون ساذجاً لو تخيلت أن أمريكا قد تضحي بترك مصالحها في مصر حتى و لو فضل طنطاوي و رجاله الراحة أو الإستسلام ،،
إنهم لا يملكون هذه الرفاهية في الإختيار ،، مصر بالنسبة لواشنطن هي الجبهة الأقوى عدداً و عدة على حدود إسرائيل ،، هي  قناة السويس ،، هي  أسرار تعاون مخابرات مبارك مع السي آي إيه ،، هي وحدات أبحاث البحرية الأمريكية بالعباسية ،، هي وحدة الإف بي آي و مكتب سي آي إيه الإقليمي في سفارتها بالقاهرة ،،
- تكون ساذجاً لو تصورت أن أمريكا ستترك الأمر لتفاعلات داخلية في مصر لصياغة نظام حكم قد يهدد مصالحها الإستيراتيجية في منطقة الشرق الأوسط بأكمله ، بل و قد يعيق وصول أساطيلها و حاملات طائراتها إلى الخليج العربي و المحيط الهندي ،،
صدقني أي دولة مكانها ستحرق الأرض بمن عليها في الخفاء أو علانية ،،

- لو لم تصدق أن القرارات صدرت بالتوافق مع أعضاء العسكري فمن فضلك فسر لي الإجتماع المطول بينهم و بين د.مرسي ليومين متتاليين قبل يوم صدور القرارات !
- لو لم تصدق أن أمريكا طرف أصيل في كل تفصيلة سياسية تحدث في مصر فمن فضلك فسر لي زيارات المبعوثين الأمريكيين لكل من المجلس العسكري و لمكتب الإرشاد ثم لمقر الحرية و العدالة قبل كل قرار سياسي مؤثر لأي من الطرفين منذ قيام الثورة !

- لذا يبقى السؤال : ما هو الجزء المرضي لمصالح أمريكا في القرارات التي صدرت اليوم من الرئاسة و التي هي لابد توافقية ؟؟!!
هل هذا الجزء يتعارض مع إرادة المصريين لتغيير وطنهم من دولة (عميلة) صنعها مبارك إلى دولة (مستقلة) القرار ؟!
و هل هذا الجزء يتعارض مع إرادة الثورة و مطالبها من عيش و حرية و عدالة إجتماعية قد تغير لو تحققت من (ثمن) القرار السياسي المصري في المفاوضات الدولية على المدى الطويل ؟

أسئلة ستجيب عليها الأيام القادمة قصرت أم طالت .



__________________


مقالات للكاتب حول نفس الموضوع :

هل نعى الدرس المستفاد من اداء حماس لتوقع شكل حكم الاخوان فى مصر لمن يريد ذلك؟؟

باكستان – غزة – طهران ،، إلى أي السيناريوهات تتجه مصر ؟

مقارنة إستدلالية بين نمط السياسة الصهيوأمريكية في مصر و فلسطين منذ عرفات و السادات ، و حتى مرسي و هنية ،، هل نتفكر في التاريخ ؟!

(قرارات الرئيس هل هي بداية مواجهة ثورية أم أنها توافق في مصلحة الأطراف الثلاثة التي ليس إحداها الثورة ؟!)

الحلف الإخواني الأمريكي هل بدأ بعد الثورة أم منذ إنتخابات مصر 2005 ثم غزة 2007 ؟!





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق