الجمعة، 28 يونيو 2013

نحن في عصر السيولة:القادم أسوأ،وكل أملي في أن يكون"بعد القادم"هو بداية وضع عربة الوطن على الطريق الصحيح!!







* ماذا تعني السيولة العقائدية ؟

- أن تؤمن بحق الإنسان في حرية الإعتقاد ،
و مع ذلك تعتقد أنه عليك قتل الكافر و المرتد الغير محاربين ممن تكفرهم أنت من الناطقين بالشهادتين !
بينما تُحرم قتل "الكافر المحارب" الذي يدُك بيوت المدنيين في أفغانستان و غزة من باب أن بينك و بينه عهد حتى و لو كان لا يلتزم هو به !

- أن تتأذى من سماعك "سب الدين" و تسكت ،
و تقاطع بضائع من "يسبون الرسول" عليه الصلاة و السلام ،
و تستنكر بلسانك "سب السفهاء لله" سبحانه و تعالى ،
لكنك تشرعن - بلا سند - حداً بقتل من "يسب الصحابة" !!
ثم تقول - كما قال إبن تيمية و أوافقه - أن على الرعية تنفيذ الحدود إذا تقاعس ولي الأمر ،
لكنك مع ذلك ترى أن من يحاولون "القصاص" لشهداء الثورة بالعنف ضد قاتليهم أنهم "بلطجية" مستحقون للعقوبة و ربما مستحقون لتطبيق حد الحرابة عليهم ! ،
و تتناسى أن حتى ما قال به إبن تيمية يستدعي أن يسبقه "محاكمة" يتاح فيها للمتهم الدفاع عن نفسه ، و يصدر الحكم فيها عليه "قاضٍ عدل" عرف عنه الحكمة ، و له خبرة بالشرع و العرف ، و معرفة كاملة بالأمر نفسه !

- أن تؤمن أن حياة المسلم أهم من "الكعبة" ذاتها ،
و مع ذلك تستبيح قتل من يقترب من "قصر الحاكم" الذي تؤيده حتى و لم يكن هو بداخله !

- أن تؤمن أن نبي دينك صلى الله عليه و سلم قال :
(يا أيها الناس إنما أهلك من كان قبلكم أنه كان إذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، وإذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) ،
و مع ذلك تستبيح إقامة الحد على الضعيف دون القوي :

فتسكت عن عدوان كلاب "أمن الدولة" على أخوات منتقبات لسنوات طوال ، و تشمت في تعرية "قوات المظلات" لجسد أخت منتقبة في التحرير ،
لكنك تستبيح إحراق كنيسة تشك أن أختك "كاميليا" فيها ،
و تهدد بأنك ستستخدم السلاح ضد المتظاهر الذي سيتعرض بكلمة لمنتقبة رغم أنه لم يهدد أحد بذلك أصلاً !

وتسكت عن قتل الشرطة "لسيد بلال" ، و عن قتل الجيش للمتظاهرين السلميين في التحرير من كل التيارات ،
لكنك تعلن أنك ستدافع بالسلاح عن أي "ملتحٍ" يعتدي عليه متظاهرون !

و تعلن أنك ستنزل بالسلاح و تموت في سبيل منع حصار مسجد ربما يؤيي مجرمين أو يحوي غرفة تعذيب أو منبر فتنة ،
رغم أنك بلعت لسانك عن إقتحام مساجد: "عمر مكرم ، و النور ، و عمر بن عبد العزيز" و منع صلوات و ضرب و إعتقال من فيهم !

- أن تؤمن بأنه لا رهبانية و لا كهنة في الإسلام ،
و مع ذلك لا تفعل إلا ما يقوله "شيخك" حتى و لو كان في غير ما يفهم ،
و حتى لو لم يأتك بالدليل الشرعي على صحة وجهة نظره !

_________________________________


* ماذا تعني السيولة السياسية ؟

- أن يرشح الناس أنفسهم لمنصب "الرئيس" و لعضوية غرفتي "البرلمان" دون أن يعرفوا سلطات و واجبات تلك المناصب !
فيضطر الناس أن ينتخبوا الأفضل من بين المرشحين بناءاً على "كمية و طول الشعر" النابت في وجهه !

- أن يُقسم "رئيس الدولة" القادم بإنتخابات "ديموقراطية" على إحترام "الدستور" ،
ثم يغير هذا الدستور من تلقاء نفسه ،
ثم يلغي رقابة القضاء على شخصه و قرراته ، و يصبح بشخصه مشرعاً محصناً من أي رقابة أو تقويم !

- أن يكون إحترام الجميع للقضاء مبني على مصلحته المترتبة على أحكامه :
فمن يستفد يتغنى بشموخ القضاء ، و من يتأذى يرمي "كل" القضاة بالفساد و يستحضر وجوب التغيير الثوري !

- أن تصبح الثورة "ملصقاً" يوضع على أي شخص دون أن يكون له من الثورة نصيب أو يكون واعياً لفكر و فكرة الثورة ،
فيصبح من كان يُحرم الثورة ، أو يلعنها ، أو يخاف منها متحدثاً بإسمها !
و يصبح من ثار الناس ضده من عامين هو "جيفارا" المرحلة !
و يستبيح من لعن الثورة ثم ركبها ثم تآمر عليها مرات و مرات أن يعطي للناس في فن الثورة دروساً ، و يلصق بيده ذلك "الملصق" على من يشاء ليصنف هو الناس إلى "ثائر حق" و ثائر مزيف !


_________________________________


* ماذا تعني السيولة الأخلاقية ؟

- أن تسُب "القمع الشرطي للفكر" أيام مبارك و أيام العسكر ،
ثم اليوم تغازل الأمن الوطني و المخابرات و تترجاهما أن يقبضا على خصومك السياسيين !

- أن تؤمني بحريتك في تعرية ساقيك و لا تؤمني بحرية أخرى في تغطية وجهها !
و أن تتقززي من "حدود" قطع يد السارق و جلد الزاني ، بينما تنشئين حركة إسمها (قطع إيدك يا متحرش) ! تدعو إلى ضرب ذلك المجرم الجبان حتى تكسير يديه !

- أن تدعو و تشرعن لإستخدام "العنف" سواءاً بإسم الثورة أو بإسم الجهاد في سبيل الله ،
ثم تحاول أن تنكره لو ثبت عليك أنك إستخدمته ،
ثم تتباكى على ما وصل إيه خصومك من وضاعة ، و تحاول إثبات تهمة العنف عليهم من باب أن العنف ممارسة سيئة !


_________________________________


* ماذا تعني السيولة الفكرية و الثقافية ؟

- أن يصبح المُـنَّـظِـرين "للفلسفة الإسلامية" مجموعة من الحمقى المفوهين الذين لا تحتمل عقولهم الهزيلة أي فلسفة أصلاً !
و تختزل "الشريعة" التي يقدم الناس أنفسهم و أموالهم و أولادهم فداءاً لها في مجرد مجموعة من المظاهر الشكلية ، و شعارات بلا تأصيل و لا تطبيق لحلم الخلافة و حلاوة الجهاد !

- أن يتحول الإلحاد من فكرة لمحاولة تعظيم الحرية الفردية بترك للأديان إلى دين في حد ذاته !
و يبدأ الملحدين في دعوة المجتمع إليه بحرص و عنف !

- أن تتحول الأيديولوجيا الإشتراكية إلى مجرد مظهر في النظارة الرخيصة ، و الشعر و اللحية الكثيفين بلا إعتناء ، و التدخين الشره ،
و لا مشكلة من ممارسة التنعم الإستهلاكي الرأسمالي بشكل كامل !
و لا خجل من الإيمان بضرورة دعم الإستثمار الخارجي في مجالات إستخراج الموارد و إنتاج السلع الإستيراتيجية !

- أن تتحول العلمانية من وسيلة إلى غاية !
- و أن الليبرالية من دعوة للحرية الفردية المطلقة إلى حرية مخصصة فقط لممارسة كل ما هو مطابق للمارسات الإجتماعية الغربية !
- و أن يغازل اليساري الجيش !
- و أن يصبح تعريف الوسطية هو أن تكون مريضاً بـ "متلازمة تـتـح" الذي لا يقدم أي جديد ، إنما يعجن كل الأيديولوجيات ليقدم مسخاً يملأ الدنيا ضجيجاً و يستهلك موارد الشباب البشرية رغم أنه لا يمكن إستخدامه لا في صناعة أي فكرة و لا في تبني أي موقف !


_________________________________


* عندما تتحول الأمور التي يفترض فيها الصلابة إلى سوائل ،
و عندما تتحول "الأخلاق و المبادىء" إلى وجهات نظر يصح فيها الإختلاف بلا مشاحنة بين أبناء المرجعية الواحدة ،
عندها تعرف أنك في "حالة الإنحلال" التي تسبق "التفتت المجتمعي" و "الفناء الحضاري" .

- فإذا كنت ممن ما زالوا قادرين على الإحتفاظ بمبادئهم و أخلاقهم "صلبة" فلا تعتقد أنك أنت المخطىء ،
فأنت الجماعة و لو كنت وحدك ،

- فقط رجائي لك في زمن الفتن الحالي أن تتأكد أن تلك الصلابة "صلابة في الحق" لا "صلافة هوى عقلك" و لا "كبر في باطل" .


_________________________________

* القادم أسوأ ،،
و أملي الوحيد أن يكون "بعد القادم" هو بداية وضع عربة الوطن على الطريق الصحيح  ،،
و "بعد بعد القادم" أفضل من الآن !!



_______________________


عن أكذوبة شرعنة الإنتقام الأحمق كرد على إهانات السفهاء لشخص رسول الله صلى الله عليه و سلم و صحابته الكرام









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق