الجمعة، 7 ديسمبر 2012

هل من الصحيح أن تقول (آسفين يا مبارك) لأنه ثبت لك أن من كان يقمعهم هم فعلاً أسفه منه ؟!





* كثيرون اليوم يميلون إلى أن يقولوا (آسفين يا مبارك) و يداروها في جلباب (أحنا آسفين يا امن الدولة) ،، أحب أشرحلكم الإشكالية و أصلها من وجهة نظري :


1- التعامل مع الفكر يجب أن يكون بطرده بفكر أجود ،،
لكن عند عبور حاجز معين - مثل التمادي بالباطل بدون منطقية - ، أو عند ظرف معين - عدم وجود وقت كاف للحوار كوقت الحروب و الفتن مثلاً - يجوز للحاكم أن يقمع فكراً لا يستجيب للمنطق دفعاً للضرر العام ،،

- طبعاً هذه سلطة مطلقة متروكة لتقدير الحاكم ، و لهذا فحساب ولاة المور عند الله عسير ، و لنفس السبب يجب على الشعوب أن تختار حكامها بعناية ممن تثق في : حكمتهم ، و علمهم ، و أمانتهم .

2- من تقييمي الشخصي على مدار 18 سنة لتفكير و سلوكيات صانعي القرار في الفصائل السياسية الثلاثة (الإخوان ، الجماعات السلفية "العلمية" ، الجماعة الإسلامية) أرى أنهم مستحقين تماماً للقمع ،،

- فهم أهل حمق مع إدعاء فهم ، و أهل جدال بالباطل ،،

- و يشقون صف الأمة الإسلامية بالتحزب المنهي عنه ، و التصنيف الذي يؤدي إلى عصبيات جاهلية ، و أحياناً كثيرة بتشويه صورة الدين لدى غير المسلمين و عوام أهل الإسلام ،،

- و يشقون صف المجتمع بإيجاد حالة عدم إستقرار من إستعداء السلطة بدون مبرر منطقي ، فهم لا بديل "جيد" لديهم للمنهج "السيء" لدى الحكومات المتعاقبة ، هم فقط خلقوا ليقولوا "لا" و يتحججون بأن الدول لا تراعي "الشريعة" دون ان يقدموا نموذج واحد مفهوم و محترم لكيفية "شرعنة" السياسة !! هناك آخرون قاموا بذلك ، لكن ليس من هذه الجماعات الكاريكاتورية .


3- مبارك لم يكن يقمعهم لأنه حاكم أمين أو لأنه حكيم فاهم ،، مبارك قمع كل الأفكار ما عدا فكر حزبه الفاسد و لم يقمع الأفكار الرديئة فقط ،،

- قمع الإسلامجية ، و قمع المفكرين الإسلاميين الحقيقيين مثل عبد الوهاب المسيري ،،

- قمع الرأسماليين من رجال الأعمال الذين رفضوا الرضوخ لإمبراطورية فساده ، و قمع الإشتراكيين ،،

- قمع أساتذة الجامعات الذين حاولوا تنوير طلبتهم سياسياً ، و قمع أساتذة مركز البحوث الذين طوروا أصناف من القمح تسد إحتياج مصر و تفيض ، و قمع ضباط الجيش الذين كانت لديهم إبتكارات عسكرية !!


4- مبارك لم يفعل ما يجب عليه ناحية ضلالات الإسلامجية إن كان فعلاً يريد إنهاء خطرهم ، بالعكس فلقد خدمه وجودهم :

- لم يخل الساحة لمفكرين أقوى ليدحضوهم ، بل كان يقمع المفكرين الحقيقيين خوفاً من إلتفاف الشعب حولهم ،،

- لم يفكك بحرفية تنظيماتهم السرية مع أن قدرات أجهزته الأمنية كانت أكبر من ذلك بكثير ،،

- لم يبطش بهم جسدياً و لم ينفيهم ، لكن صنع لعبة القط و الفأر : يقبض عليهم و يصادر أموالهم ، ثم يفرج عنهم و يمنحهم تعويضات !!

- كل ما سبق يؤكد أن نظام مبارك إستفاد من وجود جماعات الإسلامجية لتوطيد نظام حكمه ،، فقد مثلوا له فائدتين :
فزاعة للغرب من أنه الوحيد القادر على السيطرة على هذا الخطر المفترض على مصالحهم ،،
و لغم في طريق الوطن لو فكر المصريون في السير من غير قيادته ،،
لغم من ألغام كثيرة وضعها ذلك الخائن بحرفية شديدة على مدى ثلاثين عاماً  لا يملك الوطن النجاة منها بدونه ،فهو من يملك خريطة الألغام و كيفية إبطال مفعولها ،،
ألغام أخرى ما زالت في طريق الوطن : الأمية ، الديون الخارجية للغرب ، الديون الداخلية لمليارديرات مصر ، العشوائيات و مجتمعاتها ، الجيش العظيم الشكل لكنه ليس أكثر من طبل أجوف !!

* لذا فمن فضلك عندما ترى أدناس الإسلامجية اليوم فلا تقل : آسفين يا أي ظالم سواءاً  نظام مبارك ،، أو أمن الدولة العادلي ،، أو مخابرات عمر سليمان ،، أو أمن حربي السيسي ،،

- بل قل :
لعن الله الظالم ، و صنيعته ، و من أعانه على ظلمه ، و من هادنه و هو قادر على زعزعة ظلمه ، و من سكت عليه و هو قادر على التغيير و لو بكلمة ،،

لكن للأسف : هذه اللعنة قد تصيب ثلاثة أجيال كاملة إلا من رحم ربي !!!


__________________________________





سلسلة مقالات حول خطايا #مبارك









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق