الاثنين، 31 ديسمبر 2012

{وما أرسلناك إِلا رحمة للعالمين}كمال الإسلام بين البساطة والتعقيد،،والتشدد والتفريط بين ضيق العقل وضعف الهمة







* من معجزات الدين الإسلامي و دلائل صحة تنزيله من خالق قدير عليم أنه يكفي كل عقل مهما كان قدره ،،

- فالجاهل فيه مأمور بالمعرفة ما إستطاع ،
فإن لم "يعلم" فسيعش حياته بإملاء علمي من حكماء { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } ،،

- و الأحمق لو إلتزم به فسيقي الناس شره لإلتزامه بمكارم الأخلاق،
و إلتزامه بألا يفتي بما لا يعلم ، و ألا يؤخذ منه رأي يؤثر في حياة الآخرين فلا شورى ستؤخذ منه و مناصحته الحمقاء غير ملزمة.

- و العاقل الفاهم ( و هو ما يفترض أن يكون عليه أغلب الناس في كل زمان و مكان)  سيصبح أثره أجود في مجتمعه ،
و سبب ذلك بسيط : فهو "سيستخدم" العالم بناءاً على توجيهات "دليل المستخدم" الذي صاغه "الصانع" عز وجل ،
فيكون منتجه - منطقياً - أفضل ممن سيستعمله بإرتجالات بشرية متنوعة تشبه تعامل فرد من قبيلة أمازونية مع جهاز حاسوب !!

- و المتدبر المتفكر سيستخرج منه دوماً فهماً جديداً و فلسفة تحدو الناس في دنياهم لصلاحها و صلاح أخراهم ،
فمعين الدين لم ينضب إلى اليوم مما يأخذه المفكرون على مر العصور ليقدموه للناس من تفسيرات و إستنباطات و تأملات جديدة رغم مرور أربعة عشر قرناً على الرسالة !!


و من أجل ذلك الإعجاز فالإسلام صالح لكل الناس في كل زمان و مكان ،، فهو ليس وحدة جامدة ، بل مركب ثابت لكنه قابل للتحليل و التشكيل.


* و الإسلام سهل و صعب معاً !!

- فيمكنك أن تقيمه فقط بأركان الإسلام الخمس مضيفاً إليها مكارم الأخلاق الفطرية ،
فمبلغ الرسالة صلى الله عليه و سلم حصر سبب بعثته كلها في جملة واحدة : (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ،،

- كما يمكنك أخذه إلى أقصى درجات التعقيد سواءاً من ناحية الإلتزام بحذافيره أو من ناحية فلسفة و تفصيل محتواه ،،
و تتجلى رحمة الله رغم صعوبة تعقيد الإسلام كمنظومة شديدة التكامل و التفصيل فيما علمنا رسولنا (إن الدين يسر ولن يشادِّ الدين أحدٌ إلا غلبه) ،،


* لذا فلا تحزن على ما لم تعِ منه ، لكن إجتهد "ما إستطعت" في تحصيله ،
و ما وعيت - إن شاء الله - يكفيك ، و ما بقي إما ستدرك منه مع الوقت ما قدر الله لك معرفته لتؤثر به في الناس ، أو لن تدركه و لا يضيرك ذلك لا في دنياك و لا أخراك ،،

- فخذ من دين الله الحق بمتعة لا بخوف ، فما أنزل ليروعك ، و لكن أنزل ليقيم سعادتك في الدنيا و الآخرة {وما أرسلناك إِلا رحمة للعالمين} ،،

- و ما وعيت منه فإجعله فيما يفيد في حينه غير منتظر لكمال العلم فهذا لن يكون لك أبداً ، بل كمال العلم حكر على صانعه العليم الخبير ،

- و إرفق بنفسك ، فلا يحاسب الله أحداً إلا على قدر إستطاعته {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها}
و "وسعك" أو قدرتك ليس هو فقط وسع جسدك ، لكنه أيضاً سعة عقلك وسعة عزيمتك ،
و كلها خلقها الله ثم وهبها لك ،
و ما كان الرحيم العدل ليحاسبك على ما لم يهبك .

* قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:

- (إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق ) رواه الإمام أحمد في مسنده، وحسنه الألباني ،،

- ( هلك المتنطعون )، قالها ثلاثاً . و التنطع هو الغلو و التكلف ،،

- ( يا أيها الناس : إياكم والغلو في الدين ، فإنه أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين ) رواه ابن ماجة و صححه الألباني ،،

- ( عليكم بما تطيقون فوالله لا يمل الله حتى تملوا ) رواه البخاري و مسلم ،،

- (ليصلِّ أحدكم نشاطه ، فإذا فَتِر فليقعد ) رواه البخاري ،،

- ( ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه ؟ فوالله إني أعلمهم بالله ، وأشدهم له خشية )  رواه البخاري ،،

- ( قاربوا و سددوا، و اعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله) قالوا: و لا أنت يا رسول الله ؟ قال : (و لا انا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه و فضل ) رواه مسلم ،،

- (يسروا و لا تعسروا ، و بشروا و لا تنفروا ) رواه البخاري ،،

- ( إن الدين يسر ، ولن يشادِّ الدين أحدٌ إلا غلبه ، فسددوا و قاربوا ، وأبشروا ، و استعينوا بالغدوة والروحة و شيء من الدجلة ) رواه البخاري .

صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما بلغ من ما علمه ربه .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق