الاثنين، 17 سبتمبر 2012

وصـــــيتي







https://www.facebook.com/ahmad.syiam/posts/10151673997680715


* أوصيكم بالتقوى ، لا تبتغوا في عمل صغُر أم كبُر سوى وجه الله ، و لا تغضبوا الله لترضوا الناس فتخسروا أُخراكم في سبيل ما قد لا يكسبكم دنياكم ،،

- و السحت بكل أنواعه لا مصير له إلا النار فتحروا ما تطعمون أنفسكم و أهليكم ،،

- و الرحمة لمستحقها أسمى معاني الإنسانية ، أما الخنوع للظلم و الدياثة في الحقوق و الشرف فهما منبع الدونية البشرية ، فهما يحولان الإنسان من كائن كرمه الله بالعقل و الحرية إلى دابة داجنة عديمة الكرامة من إستمراء فإستعذاب الظلم للنفس ، فكيف يمكن لهذا الكائن الخسيس أن يجاهد من أجل دفع الظلم عن الغير ؟! و لا تنسوا أفضل الجهاد على الإطلاق : ( سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله) ،،

- و تذكروا : ( من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد) ،،

- تذكروا أيضاً أن (آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب , وإذا وعد أخلف , وإذا ائتمن خان) و أن المنافقين في الدرك الأسفل من النار في مرتبة أدنى حتى من الكفرة و الفجرة ، و الكذب منبع كل الخطايا فليدفعن أحدكم حياته عن طيب خاطر مبتغياً عند الله أجر الشهادة في سبيل ألا يكذب أو يخلف وعده بالحق أو أن يخون أمانته ، يسري ذلك على معاملاتك مع كل البشر و ليس فقط أهلك أو عشيرتك أو بني دينك.

- و اعلموا أن الأفعال يحكمها الواقع و يصح أن تتدرج لخمس مراتب بين الصحة و الخطأ ،، لكن  في المبادىء لا توجد حلول وسط ،  ،
فلا تقبلوا بها لأنها وهم يخدعونكم به ،، فهي لا توجد إلا في نفوس المنافقين أو في جماجم السفهاء .  ،

- و كن في الحياة كـعمدان الـكرنك :إما راســـخ و شـــامـخ ، و إما مهـدوم ،، لكن يُقسم من يرى حطـامك أنك كنت عظـيماً يوماً ما.


* و أوصيكم بما أوصانا به خير الخلق عليه الصلاة و السلام : (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ) ،
فلا تقربوا باطلاً تعلمون أنه باطل حتى و لو كان في ذلك نجاتكم في الدنيا ،،

- و لا تفتوا بغير علم و لا تناطحوا أهل العلم بجهالة و إتركوا الأمور لأهلها إلا لو رأيتم فساداً بيناً ،،

- و لا تجهروا بالسوء في حق آخرين إلا دفعاً لظلم لا يدفع بغير ذلك ،،

- و بَرُّوا و أحسنوا إلى جيرانكم في الوطن و لو على غير ملتكم ، و لو آذوكم فالعفو عند المقدرة شيمة الكرام ، و لو عاقبتم فلا تعاقبوا بأكثر مما إعتُدي به عليكم و بالطرق المشروعة ،،

- و أكرموا ضيوفكم حتى و لو كانوا من عدوكم طالما أمنتموهم بحق الضيافة أو إستجاروا بكم .

* و لتعلموا أن هدف كل دين هو تحسين خلق البشر في معاملاتهم مع الله و النفس و الغير ، فمن كان مؤمناً فلا يحاول نُصرة دينه بخلق سيء فالحق لا يُنصر بالباطل ،،

- أفشوا السلام بينكم ، و صلوا أرحامكم ، و تبسمك في وجه أخيك صدقة ، و خالقوا الناس "كل الناس" بخُلُق حسن ،، 

- و أنفقوا في سبيل الله تدخرون عند الله أضعاف ما أنفقتم و تنصلح دنياكم التي شوهتها الرأسمالية الغربية ،،

- و أعلوا راية الجهاد من كل نوع ، من أول جهاد النفس عن الخطيئة و حتى تقديم الروح نصرة للحق و للمستضعف و المظلوم ، و إن لم يكن لذلك الجهاد باب قائم فإنشغلوا بإعداد القوة له فينصلح حال شبابكم جسداً و نفساً بجلَد المشقة ، و يخافكم عدوكم فتستقر معائشكم بلا تضحية في مقابل ذلك بالكرامة.

* المؤمن لا ييأس من رحمة الله ، و لا يقنط من قضائه ،، و من وعى ما قاله من لا ينطق عن الهوى عاش قرير النفس مطمئن القلب : ( يا غلام ، إني أُعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سأَلت فاسأَل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف ) صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم ،،

- فإدعوا الله بالخير و صدقوا على دعائكم بإحسان العمل فإن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه و لا تتواكلوا فتدعوا دون عمل فتلك من خصال الخسة و الميوعة ،،

- و اعلموا أن ما كُتب عليكم ستلاقونه خيره و شره ، فافرحوا بالخير و لا تجزعوا من الشر و احمدوا الله على كليهما فإن الإبتلاء يكفر الذنوب مهما كان ضئيلاً ،،

- و من تعسر حاله بأرض فليتركها إلى غيرها فأرض الله واسعة ،،

- و ادعوا ربكم أن لا يجعل الدنيا أكبر همكم و أن لا يجعل إبتلائكم في إيمانكم و أن يقبضكم إليه و هو راضٍ عنكم.



* هذا ما كان من أمركم ، أما ما أتمناه منكم لي فهو ألا تقولوا عني أبداً "المرحوم" أو "الشهيد" ،، ففي هذا تألٍ و تطاول على إرادة الله عز و جل ،، بل إذكروني بإسمي ، أو "الفقيد" ، أو قولوا ما معناه "نسأل الله له الرحمة" أو "نتمنى على الله أن يقبله مع الشهداء" لو فعلتم أفوز أنا بدعائكم ، و تنجون أنتم من معصية التألي على الله و لو عن غفلة أو حسن نية.

* أدفن في مسقط رأسي إن كان ذلك لا يكلف مشقة أو مالاً أكثر من الطبيعي في مثل هذه الحال ، و إلا فأدفن في أي مقابر للمسلمين.

* لا تقام لي أبداً بدعة "سرادق العزاء" ، و عزاء أهلي فيَّ لا يزيد عن ثلاثة أيام و حسب ، و في داخل دارنا و ليس خارجها ،، و لا تضعوا لي صورة ذات شارة سوداء ، فالأسود ليس لون الحزن و لا لون الحشمة ، بل لتكون الشارة بيضاء فالحزن أبيض ، و الفرح ألوانه زاهية و الحشمة ما لا يلفت النظر ، أما الأسود فهو لون الخوف و الفزع ، فلا تخيفوا الصغار و تفزعوا الكبار لأن شخصاً مات أو لأنكم طلبتم الحشمة ،، و ضعوا من تحت الصورة رجاء لمن يراها أن يدعوا لي بالقبول و الرحمة.

* من أراد أن يُهدي إليَّ حسنة فليدع لي بالقبول و الرحمة و الثبات عند السؤال ، أو ليقدم ما ينفع الناس من صدقات أو علم و ليس حلقات تلاوة ،، و كتاباتي هي رأس مالي و كل ما قد يبقى لي من عمل ، و قصدت أصلاً من إيلائها كل هذا الوقت و الجهد أن تكون صدقة جارية من بعدي ،، فمن أراد أن يهديني صدقة فلينشرها ،، و يا حبذا لو كان النشر عند من قد يهتمون لما فيها.

و أسأل الكريم المجيب أن يجمعنا في دار خير من هذه بكرمه ، و أن يحاسبنا برحمته لا بعملنا ، و أن يهدي الجميع إلى الخير و الطاعات و أن يكره إلينا السوء و المعاصي فهو الهادي و هو نعم المولى و نعم النصير.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق