الثلاثاء، 21 أغسطس 2012

نظريتي "القمقم" و "المعلف" نظريتان تربويتان عربيتان حديثتان :)






https://www.facebook.com/ahmad.syiam/posts/10151625066345715


* أعترف أنني مغناطيس مشاكل ،، إن لم يكن بسبب قدر كتب علي ، فهو لأنني أفشل خلق الله في "الطناش" و "التكيف" مع الخطأ ،،
- كتبت قبل ذلك مرتين أو ثلاث عن تدوينات لأيام مرت علي و أضفت الكآبة إلى حياتكم بما عرضت من سوءات المجتمع و العصر ،،
- لن أفعل ذلك هذه المرة ، سوف لن أحكي لكم عن تفاصيل قضاء يوم عيد بالتنزه مع الأسرة و كيف أني وجدت أن كل الفئات العمرية و الإجتماعية و الأيديولوجية و الديموغرافية ممن قابلتهم في المتنزه في ذلك اليوم لا يمكنهم أبداً دمج فكرة (الأخلاق) في تصرفاتهم ،، لكني سأقفز لأسنتنج لكم سوءة جديدة من سوءات المجتمع المصري و العربي عموماً :

* أعتقد أن أحد مساوىء جيلي الثلاثيني و الأربعيني هو (الطراوة) طراوة الفكر ، طراوة العقيدة ، طراوة الإرادة ، طراوة الرجولة  و حتى طراوة الأحلام !! لم يعد هناك مجال كبير للكفاح من أجل فكرة ، لتحمل المشقة في سبيل مبدأ ،،  لم يعد "للنبل" أو "الزهد" مكان فقد طغت على كل مساحات الفكر المتاحة فكرة "الإستسهال" و تبريرها بتوفير أنواع الأمان المختلفة ، و فكرة التفاني و بذل كل التضحيات في سبيل "إشباع الرغبات الإستهلاكية" !!

* أعتقد أيضاً أن سبب ذلك هو نظرية تربوية تبناها الجيل الخمسيني الستيني و هي نظرية : "القمقم" !!
"القمقم" هنا مختلف ،، "فالجني" الذي يوفر كل الأحلام يعيش خارجه ،، بينما "المخدوم" يعيش داخله من باب المبالغة في الحماية !!

- هذه النظرية تفترض أن الآباء الجيدون هم من يحافظون على أبنائهم في "القمقم" ،، هم يتولون عنهم كل المشقات و يواجهون كل الأخطار سواءاً الحالية أو المتوقعة مستقبلاً كنوع من التجويد في تربية الأبناء ! ،،

- هم يأمرون أبنائهم بأن يكونوا شديدي الإنعزال و السلمية بأن يبتعدوا عن مواطن الخطر بدلاً من أن يواجهوها و يقوموها ،،

- يأمرون أبنائهم أن يكونوا دائمي التقبل لأي ظلم دون إعتراض لكي لا يثيروا المشاكل لأنفسهم ، مع وعد بأن الأب المغوار هو من  سيتدخل لرفع الظلم إن كان سيؤثر على مسار النجاح الحياتي – كما يراه الأب- فهو سيتفانى في محاولة إعادة تصحيح ورقة إجابة الإبن في الثانوية العامة ، و سيتفانى في طلب حق الولد في التعيين في الجامعة بينما سوف لن يقاضي الضابط الذي أهان إبنه بالضرب و السباب في قسم الشرطة !

- سيعملون على توفير كل وسائل الأمان المالي لذلك الإبن ،، لكن الجودة الإنسانية لا تهم ،، لا يهم محاولة بناء شخصية للولد أو تكثيف تجاربه ،، فلماذا يحتاج ذلك ، الأب يعرف كل شيء و سينقذه في الوقت المناسب ،، الأب أيضاً "لقّن" الولد جيداً حدود "عموميات" الأخلاق الحميدة  و ربما "حفظّه" بعض أو كل النصوص الدينية المتاحة ،لذلك فهو لا يخشى على الولد أن "يُجرم" فيقع تحت طائلة القانون أثناء وجوده في الدائرة الضيقة التي تركها له الأب للتصرف الحر  !!

-  سيتفانون في توفير كل إحتياجات الإبن حتى بعد سن الإعتماد على النفس ،، سيمولون دراسته و دروسه الخصوصية في كل المواد و ربما أكثر من مدرس للمادة الواحدة ، سيدفعون مصاريف الجامعة الخاصة و مصاريف "فشخرته" فيها حتى لا يصاب بالعقد النفسية ، سيتفانون في تسخير كل معارفهم و طرق ضغطهم و ربما الرشوة أيضاً لتعيين المحروس في وظيفة غالباً لا يستحقها ،  سيقيمون له زواجاً ذو عناصر شديدة البذخ دون إستحقاق و ربما أيضاً سينفقون عليه بعد الزواج ،، سيمولون كل ذلك على حسب منظومتهم الخلقية هم أنفسهم ،، بعضهم سيضطر لإفناء صحته في العمل لعشرين ساعة في اليوم فلا يبقى من "أبوته" الحقيقة شيء،، بعضهم سيبيع حريته للعمل في الخليج فيعود ملوث العقل و الكلى ،، آخرون سينتجون لنا كل تلك الجيوش من المرتشين و الفسدة في كل مفاصل دولتنا الميمونة !!

-  سيؤدي كل ذلك إلى حلقة متصلة من الأمراض الإجتماعية لكل من الآباء و الأبناء ،،

سينتج إبن "طري" ،،فرد أقل جودة مما ينبغي و تكاثر نسبه تصنع مجتمعاً ضعيف البنية و الأثر ،،

يحتاج إلى رعاية مستمرة تستهلك جهداً أبوياً متزايداً و بالتالي صراعاً مجتمعياً أعنف بين الآباء ،،

كل ذلك الجهد الزائد عن الحد الطبيعي منطقياً يزرع في الآباء الحق المكتسب في "إمتلاك الإبن" و كذلك "إحتكار حقه في الإختيار" ،، و طول فترة "الحضانة يخلق في الأمهات "التعلق المرضي" بالأبناء و بالتالي تصديهن لأي بادرة نجاح وظيفي أو إجتماعي قد يدركها الإبن بعيداً عن حضن أمه !

ثم لا تلبى الرغبات المعتادة لطبيعة عجز صحة الآباء فيتأفف من إعتاد الرعاية على درجات ليس أدناها كرهه للآباء أنفسهم ،،

حالة السخط الآن تسيطر على الطرفين لأن كل طرف يحاول إنهاء مكتسبات الآخر ،، الأب يحاول التملص من الرعاية التي أدمنها الإبن ، و الإبن يحاول التملص من حق الآباء في تملكه ،، ينتج مرض إجتماعي جديد و هو "التفكك الأسري" عندما يضاف لما سبق نظرة الأب لإبنه التي تحتوى إحتقار ضعفه كرجل ، و نظرة التعالي من الإبن للأب لأنه أحاط بمعارف شعوب و ثقافات و طبقات فكرية أخرى أوصلها إليه عالم المعلوماتية الرهيب الذي لم يطلع عليه الأب و لم يستوعب معجزاته و بقي متحجراً بين ما أملاه عليه تعليم و إعلام عهود الحكم العسكري !!


* هذه كانت نظرية "القمقم" التي تغيرت اليوم بفعل تغير "المربين" و تغير ظروف الحياة لتصبح أكثر صعوبة و خوفاً و إحباطاً و أنانية موروثة من فكرة "الحق المكتسب في الرعاية الكاملة" إلى نظرية تربوية جديدة يربي بها جيلي "الطري" الثلاثيني و الأربعيني أبناؤه المراهقين و ما دونهم ،، إنها نظرية "المعلف" !!

- نظرية "المعلف" هي تطوير لنظرية "القمقم" ،، إنها تضخيم لكل قيم الرعاية المادية المتضخمة أصلاً لتشتمل "كل" ما يريده الإبن بسبب أو بدون ،، و تقزيم لكل قيم التقويم الأخلاقي المقزمة أصلاً لتحتوي فقط الزجر عن ما يهدد حياة الإبن من مخدرات أو قيادة طائشة ، أو ما يزعج الأب من ممارسات مزعجة داخل البيت !!

- إنهم يعلفونهم "علفةً" جيدة و لا يبالون سوى بالمباهاة بمظهرهم أمام الآخرين ، كذلك يهتمون "بتسمينهم" و بأن لا "يرفصونهم" بإزعاج متطلباتهم فيلبونها بلا نقاش !! 

- طبعاً أنا غني عن أذكر لكم أن منتج نظرية "المعلف" هو المواطن "الحلوف" صاحب الشهوات المقدسة و اللامحصول فكرياً و أخلاقياً حتى و لو من باب التلقين كما حاز جيله السابق ،، و كذلك غني أن أشرح أثر إنتشار "الحلاليف" في مجتمعات البشر ،، هذا الأثر يراه كثيرون اليوم ،، و سيراه المجتمع كله بعد عشر سنوات عندما يفترض أن تكون هذه "السلالة المستولدة" حديثاً هي ماكينة دفع هذا المجتمع !!


______________________________________





تبدأ الحضارة بمعرفة"لماذا" و تبنى عند الوصول لمعرفة"كيف"،
فلو إبنك كل شوية يقولك"ليه"و"إزاي"فاعرف إنه بذرة حضارة،

متموتش البذرة بكلمة "بطل لماضة" لمجرد أنك طهقان،أو بسبب إن فهمك أو علمك لم يصل للإجابة،
لو عارف الإجابة علمه ،،
لو مش عارف إتعلموا سوا ،
و إجتهد عشان تستحق مكانة عالية في نظر طفلك تخليه لما يكبر يقول "الله يرحمك ياللي علمتني" فتبقى دي صدقة جارية تضاف لميزان حسناتك بعد أن ينقطع عملك بالموت.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق