الاثنين، 9 يوليو 2012

(تحرير الأقصى) و (الخلافة الإسلامية) و واقعنا المرير بين سخف الداعي و سفاهة الساخرين




من ضلالات العصر الحالي :

- أن نكون أمة مسلمة نحلم " جـمـيـعـاً " بتحرير الأقصى (وكذلك يتمنى المسيحيون أيضاً) ،،
و نتمنى أن تعود أمجاد المسلمين السابقة التي نراها بنيت على واقع مستحق من أخلاق و خصال و أفعال مستمدة من شريعة محكمة ، و علم بني من حث تلك الشريعة على طلبه ،،

- ثم تكون تلك الأمة المسلمة مستضعفة دولياً ،، فيشيع بيننا منطق الإستضعاف في كل أمورنا من أفعال و اخلاق و حتى أحلام ،،

- ثم يأتي منا من يرفع راية العزة و المروءة و ينادي بعودة الخلافة الإسلامية (ليس بالغزو و إنما بتوحيد الأقطار المسلمة ديناً و حكاماً) - إن صح التعبير الأخير - ،،
و كذلك ينادي بحق طبيعي شرعياً و قانونياً بتحرير الأقصى ،،

- فيأتي جبناء النفوس يرتدون أسمال الواقعية ليزينوا للعوام أن ذلك الزعم وهم كبير ، و محاولة تحقيقه قد تفنينا تماماً إما من صراعات داخلية أو حتى عدوان خارجي ،،
و عليه وجب علينا نفض ذلك الحلم إنصياعاً لواقع الإستضعاف ،، و التركيز في حل مشاكل الصرف الصحي و الركنة صف ثان في المدن المزدحمة !!

- ثم يأتي سفهاء أنصاف مفكرين ليرتدوا هم بدورهم أسمال حقوق الإنسان و التسامح الحضاري ليبرروا للناس أن ذلك المطلب هو عدوان آثم على حقوق الأمم الأخرى ،، و أنه عودة إلى الوراء لا طائل من ورائها ،،
و يتناسى هؤلاء السخفاء أن الأمر ليس فيه عدوان على أحد ، إنما إتحاد مثل الإتحاد الأوروبي كمثال !!
و يتناسون أن على حدودنا دولة دينية تقوم المواطنة فيها على الدين و تجاهر بأحلام توسعية مبنية على ضلالات مدخلة على التوراة !!  
و يتناسون أن هناك دولة تحارب كل يوم في كل قارات الأرض حروباً بالدم و النار لفرض الهيمنة الفكرية و الجغرافية و السياسية و الإقتصادية الأمريكية ، بينما يتغنى حكامها قبل مواطنوها بشعارات ظاهرها حقوق الإنسان ، و باطنها السخف و الإضلال !!
  
- مع تكرار  ذلك التصور على أذهان العوام يصبح الأمر حقيقة واقعة غير قابلة حتى لإعادة النقاش ،، و تنتفى حاجة جبناء النفوس و أنصاف المفكرين حتى إلى تكرار التفسير ،،
كل ما عليك فعله هو أن تذكر (تحرير الأقصى) أو الدعوة إلى (الخلافة الإسلامية) لينهار عليك سد الحياء من ثقل أمواج السخرية أو الهلع التي ستغرقك هادرة من أفواه العوام !!

- كل ذلك مفهوم في أمة جاهلة مجهلة و عاشقة للجهالة ،، لكن أتدرون ما هي المصيبة الحقيقية ؟؟
المصيبة ان تصدم أن الداعون في الأصل إلى الفعل الذي ظاهره العزة و المروءة لم يكونوا ينشدون أناشيدهم عنها منطلقين من تلكم الخصلتين ،، إنما كانوا مجرد (رد فعل) لخيانة جبناء النفوس الذين ملكوا مقاليد الحكم عقوداً و قننوا الدياثة و العمالة ،،
كانوا مجرد رد فعل غير متصورين لبديل تلك الخسة الحاصلة ،، لقد كانوا مجرد متصايحين لم تمر كلماتهم على أدمغتهم و إنما من الأذن إلى اللسان تلقائياً ،،
فهاهم اليوم يأتون نفس الأفعال بعد أن تمكنوا من الحكم في غزة و السودان و تونس و مصر و قريباً سوريا ،، و يجدون لذلك حججاً لا يعدمها كل متخاذل على مر التاريخ من أول حقن الدماء و حتى مكر الحرب و دهاء طول أمد الخطة !!

* هل رأيتم من نحن ؟؟!! هل نستحق فعلاً حضارةً و تمكيناً ؟؟!!
فليكن سقف أحلامكم واقع أنفسكم !!


هناك تعليق واحد:

  1. ملاحظات: أنا لا أحلم بتحرير الأقصى، أنا أحلم بتحرير فلسطين، والعالم العربي والكرة الأرضية، أنا أحلم بأن لا يجوع الناس ولا يموتون مرضا وكدرا للاشيء ... تحرير الأقصى ليس ما أراه وأنا نائم ... أنا أرى البحر وأنا نائم إن شئت!

    أنا لا أتمنى أن *تعود* أمجاد المسلمين، أنا أتمنى أمجادا جديدة للبشرية، فيها من العدل والمساواة ما لا سقف نعرفه يحده !

    ماذا تقول أنت عني؟ ذو زعم كبير؟ أم متخاذل صلف؟

    أنا الآن وفي هذه اللحظات أشم رائحة الصرف الصحي، ألا ترى أنه من المهم التركيز (بالمطلق)، وبالتالي كي أركز قليلا أن لا أشتم رائحة الصرف الصحي؟


    أنا أرتدي أسمال حقوق الإنسان و التسامح الحضاري وأقول أن أي *مجد* *لأمة ما* هو عدوان آثم على حقوق الأمم الأخرى ،، و أنه عودة إلى الوراء لا طائل من ورائها ،،ولا أتناسى أنا السخيف أن إتحاد مثل الإتحاد الأوروبي يعيش على حرق معظم نفط العالم ويترك للمستعمرين الفتات، وأن الإتحاد الأوروبي يعيش على خير بلدان لا يعترف بحق مواطنيها دخوله والعمل فيه للون بشرتهم أو مكان ميلادهم، وربما دينهم أو فكرهم، أو لعلهم آخرون يفعلون ذلك ... لم أعد أعرف!!

    أنا لم أنس أن على صدري دولة دينية تقوم المواطنة فيها على الدين و تجاهر بأحلام توسعية مبنية على ضلالات بإسم الله!!

    أنا لا أتناسى أن هناك دولة تحارب كل يوم في كل قارات الأرض حروباً بالدم و النار لفرض الهيمنة الفكرية و الجغرافية و السياسية و الإقتصادية، بينما يتغنى حكامها قبل مواطنوها بشعارات ظاهرها العدل والمساواة وحقوق الإنسان ، وحقيقتها السخف والظلم والنهب والسرقة والجشع !!

    كلما سمعت أحد يتحدث عن تحرير الأقصى أو الدعوة للخلافة الإسلامية، ينهار سد الحياء عندي من ثقل أمواج السخرية أو الهلع التي ستخنقني لإنفجر ضاحكا ... فأنا من العوام ! العوام الجاهلة المجهلة العاشقة للجهالة ... ربما! العامّة التي ترى في خطاب تحرير القدس حجابا عن الظلم التي يقع عليها كل لحظة، وحجة لإستبدال إستبداد بإستبداد!

    فهاهي اليوم تأتي نفس الأفعال بعد أن تمكنوا من الحكم في غزة و السودان و تونس و مصر و قريباً سوريا ،، و يجدون لذلك حججاً لا يعدمها كل متخاذل على مر التاريخ من أول حقن الدماء و حتى مكر الحرب و دهاء طول أمد الخطة !!

    الجاهلين المجهلين يلهجون بإسم عدل المستبدين ... المصلين منهم والفاسقين، المتسائلين منهم والعارفين، لم؟ لأنهم يصدقون أن على الجانب الآخر آخرين، ولم يفهموا أن في الجانب الآخر مثلهم مجهلين ! أما المستفيدون من فقر جيرانهم وضعف حيلتهم، فهي النار والحديد! علينا وعليهم، لا ليخضعوا لنا بل لنكون معا ضد المستبدين، أو نكون ضد بعض، متسائلين من فينا "المستبدين"؟ تبا للغباء والجهل وتخاذل المتخاذلين، والمصطفين وراء *قادة* (أوليسو قوادين؟) بإسم "الوطن" وبإسم "الله" وبإسم "الدين"!

    أي كلام في الباتنجان!

    ردحذف