الثلاثاء، 28 فبراير 2012

الصالح و المصلح ، "شخصنة الفكرة" و "ألترسة المجتمع" بين حسن النية و سفه التطبيق





أحد المشكلات المحورية في بني العرب  هي



 "شخصـنة الفكرة" و "ألـترسـة المجـتمع"


"stereotypical thinking pattern"




فكثيرون يعتبرون تصرفات الأشخاص هي المقياس للفكر الذي ينتمون إليه ،،
و كثيرون من المنتمون لفكر ما يعتبرون أنفسهم المرجعية الوحيدة لذلك الفكر !!

مع أننا الأمة التي من تراثها تعلمنا أن الحق لا يعرف بالرجال ،، ( أي بتصرفاتهم) ،، إنما يعرف الرجال بالحق (أي بصحيح تطبيقهم له)

وتحزب الناس على تلك الفكرة الخاطئة إلى "ألتراسات" شكلية لا مضمونية ،، تتحيز للأفراد لا للأفكار ،،
و كل ألتراس يهلل و يطنطن لمعشوقه ، أو يبكيه إن  سقط في أي محك حقيقي ،، 

أما المعشوق فلا يبكي ألتراسه ،،
لأنه لا يراه أصلا ،، هو فقط يعيش على قوة دفعه ،، و أحياناً كثيرة على تبرعاته !!
_____________________

و أتناول اليوم "ألتراس" (الشكل الالتزامي الإسلامي)،
و إن كان الحديث ينطبق على كل "الألتراسات" ،، إلا أنني لن ألوم إلا من إتخذ من الحق حسب معتقدي-  عنواناً له ،،
فما حاجتي إلى لوم من قال : "إنما أتبع هواي" ؟؟!!

فجميع الملتزمين "الا من رحم ربي" يتناسون معنى حديث : "انصر أخاك" ،،
فيطبقونه ليس كما أمرنا رسولنا عليه الصلاة و السلام حينما أوضح أن نصر أخي الظالم لا يكون إلا بدفع ظلمه ،،

بل يطبقونها بالمنطق العنصري القبلي و هو على درجات:

  - فالبعض ينصره بمعاونته على الخطأ وذب الآخرين عنه بأي وسيلة حتى و لو كانت الباطل ،،
  - و الأعقل يلاينه و يتلمس له العذر على كل لون دون زجر أو تقويم ،،
  - و الأخير يسكت عنه تماما و عن نصرة من وقع عليه الظلم من الآخرين ، كأنه لم ير من الأمر شيئاً يستحق التعليق !! 

و في كل شر ،،
فما هكذا أمرنا ديننا ،،
و لذلك تكون النتيجة فاسدة لبعدنا عن سراج شريعة الله المنير ....
______________________

و كثيرون يعولون – أمنيةً و ليس معرفةً - على حمل الإسلاميين الحاليين "لو جازت التسمية" لمشروع أمـة أو دولـة إسلامية ،،

و أرى ذلك بعيدا عن الواقع ،، و تستشفه مما ترى بنفسك من وقوع في أخطاء فكرية و منطقية و سياسية أولية ،، و أحياناً كارثية ،،

و هم لذلك قد يغضون الطرف عن كثير من تلك الأخطاء و السقطات و يرونها مقبولة ،، وأراها فارقة واضحة الدلالة على خواء المضمون الإسلامي ، أو حتى وضوح الرؤية الانسانية !!

و لنا في مواقفهم من بكري و من قبله العضوان "الغير ملتزمان" العليمي و ابو حامد عبرة و عظة ....
______________________

في ديننا و في الحياة دور ما للفراسـة ،،

أدر عينيك في البرلمان و قل لي :
أمن ترى هم فعلا صفوة من يمثل دينك ؟؟

قد أطلب منك الآن رأيا شخصياً غير موضوعي ،،  و لكنه في حالتنا هذه رأي قيم ،  لأننا لا نملك أدوات قياس فاعلة لتقييم حقيقي الآن !!
______________________

كل "مصلح" يفترض بالأصل أن يكون "صالحاً" ،، لكن العكس ليس صحيح ،،

و بالتالي "الصالحين" اللذين إختارهم الناس أظنهم سيوردونا مورد التهلكة لعدم الكفائة ،، و ليس لسوء الطوية أو العقيدة....

و الدين له "نظامه السياسي الخاص" لو طبق ،، لكان ذلك النظام السياسي الشرعي ،،

و هو كما أعتقد - تلخيصاً :

بيعة ،، فشورى لأهل الحل و العقد ،، فطاعة كاملة فيما لا يخالف شرع الله ،، فمناصحة لولي الأمر من خاصة المسلمين و عوامهم ،، فخروج عليه و عزله ان تجاوز حدود الله...

وفيه أيضاً التعاملات الدولية لا تتجزأ عن المعاملات العامة ،، فهي لا تشتمل الكذب و لا النفاق ،،
فلا يحل لنا سوى الكذب على العدو حال الحرب ،، اما في غيرها مع العدو و الحليف ، فنلتزم الصدق و الالتزام بالعهد و الميثاق....


أما إقحام الدين ألعاب بهلوانات الديموقراطية ، او قاذورات السياسات الدولية الحديثة ،،

فهو عين السفه ،، و هو ما نربأ عن الدين به ،،

ذلك ان كلاهما وحل انساني الصنع ، و تراكمات فاسدة لقرون،،

و من يفعل ذلك فهو كمن يحاول تركيب موتور سيارة مرسيدس على توك توك !!

فهو بذلك عطل إستخدام المرسيدس ،، و حتى التوك توك لم يحتمل الموتور الأعقد فتعطل هو الآخر !!



لقد بائوا بالفشلين ،،

باعوا عقيدتهم الأرقى ،، و خسروا دنياهم التى عطلوها برعونتهم !!

لذلك الوم مدعي الدين اللذين "وقعوا على بياض" للديموقراطية و الانظمة السياسية القائمة بإختيارهم "نعم" في الاستفتاء ،، ثم الاشتراك في الانتخابات ،،

فحشروا الدين في ذلك القالب ،،

و ضيعوا على انفسهم صناعة دستور اسلامي حقيقي بلجنة تأسيسية كان سيدعم وجودهم فيها ال 70% اللذين صوتوا لهم ،،

و لو حاولوا ذلك بعد تشكيلهم للبرلمان فسيكون انقلاباًًًًًًُ على الشرعية التى تولوا بها أمر الأمة ،،

و هو ما سينفى عنهم المصداقية شعبياً ،، و قد ينزع عنهم الشرعية قانونياً !!

الوضع يشبه وضع "كش ملك" ،، الخسارة أكيدة للأسف !!



ليس لنا الا خالقنا و له نتضرع بدفع الضر و رفع الكرب و إستعمالنا في نصرة دينه.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق